قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن المجلس العسكرى الذى يدير البلاد الآن بحجة شرعية الثورة لم يحمها أو يؤيدها، بل استغلها لكى ينفذ مخططه بإجهاض مشروع التوريث، وأكثر ما كنا نسمعه من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونحن معتصمون فى الميدان أنهم متفهمون لمطالب الثورة فقط، وبالرغم من ذلك فقد رفض زهران الربط بين المجلس العسكرى والفوضى التى تشهدها البلاد حاليا، ولكن من الممكن أن تكون مجموعة القرارات الخاطئة التى اتخذها المجلس قد أدت إلى هذه الفوضى.
جاء ذلك خلال الصالون الثقافى الذى أقامه صندوق التنمية الثقافية مساء أمس الأحد، بقصر الأمير طاز، تحت عنوان "الثورة وتداعياتها"، واستضافت جمال زهران والدكتور أحمد أبو بركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة والخبير العسكرى اللواء أحمد عبد الحليم والكاتب الروائى يوسف القعيد، وأدار الصالون الدكتورة ناهد عبد الحميد.
وعن تداعيات الثورة، قال "القعيد" إن سنة واحدة فترة قليلة جدا فى عمر الشعوب لا نستطيع الحكم فيها على الثورة المصرية، ولكن العديد من الأحداث التى وقعت لا نستطيع تجاهلها، حيت رأى أن القوات المسلحة ساندت الثورة وحمتها، ولكنها ارتكبت خطأين أنها لم تثبت شرعيتها بكشف الأحداث الحقيقية التى وقعت خلال الثمانية عشر يوما عمر الثورة، وأنها أدخلت التيارات الدينية فى الحياة السياسية فى مخالفة واضحة للإعلان الدستورى، ولذلك حدث صدام بينها وبين الثوار حول الشرعية انتهى بمأزق الدم الذى سال بين الطرفين.
أما الخبير العسكرى الدكتور أحمد عبد الحليم، فأشار إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مهمته تقتصر على الحفاظ على الدولة وتسيير أمورها حتى يتم تسليم السلطة إلى المدنيين، فى الأول من يوليو القادم، بحسب خارطة الطريق التى من المفترض أن تنتهى فى نوفمبر الماضى، ولكن تطلعات بعض الأحزاب السياسية حالت دون ذلك، وأن الطلبات التى توجه للمجلس العسكرى يحب أن تطلب من السلطة المنتخبة القادمة، ودافع عبد الحليم عن القوات المسلحة يوم موقعة الجمل، موضحا أن القوات التى كانت متواجدة حول الميدان لم تكن لديها الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه المواقف، ولذلك حينما شاهدوا البعض قادم اعتقدوا أنهم ذاهبون إلى الميدان للانضمام إلى الثوار، ولكن حينما حدث الاشتباك تدخل الجيش، وأوقف الاعتداء على الثوار.
وأوضح الدكتور أحمد أبو بركة أن المشكلة التى تمر بها مصر حاليا هى عبارة عن تطلعات بعض الأحزاب الخاسرة فى الانتخابات، إضافة إلى النخبة التى وجدت أنه ليس لها دور خلال الفترة القادمة، ولذلك هم يشعلون الأمور فى محاولة لقلب المشهد مرة أخرى، واستعادة الصدارة غير عابئين بمصلحة الوطن العليا، وما يخدم هذا الشعب فنحن نريد بناء دولة، ولكى نصل إلى ذلك يجب أن يتكاتف الجميع بدلا من الصراع الدائر حاليا.