أصدرت دار ميريت للنشر كتابا بعنوان "الطريق إلى الثورة.. التباشير والنبوءة.. الانطلاق والتعثر"، جمع فيه الكاتب الدكتور عمار على حسن مقالاته التى نشرها فى الصحف فى الفترة بين إبريل 2007 وسبتمبر 2011، بالإضافة إلى بعض الدراسات القصيرة التى أعدها الباحث قبيل ثورة يناير وأثناءها وبعدها مباشرة.
والدكتور عمار أحد الذين كانوا يعارضون نظام الرئيس المخلوع بقوة، ويفضحون الزيف الذى كانت تعيش فيه بلدنا فى عهد المخلوع الذى أحرق الأخضر واليابس، ولم يرهبه ما لحق بغيره من أصحاب الأقلام الحرة على أيدى زبانية النظام السابق، فقد كان يعارض بصلابة بكتاباته الفساد الذى غرقت فيه بلادنا فى تلك السنين العجاف، والتوريث الذى كان يراد به دفننا تحت قدمى ابن المخلوع وأمه.
ولا نذهب بعيدا إذا قلنا إن المقالات التى ضمها هذا الكتاب بين دفتيه، كانت أحد المنابع التى فاضت بالثورة التى صنعتها أقلام وحناجر وقلوب شباب رفضوا الاستبداد الذى عصف بآبائهم ولم يرضخوا له فأشعلوا الثورة على الفساد بأقلامهم وآرائهم بعيداً عن إعلام التهليل للفاسد ووريثه المزعوم، ثم تواعدوا على الخروج عليه فى يوم عيد عصاه الغليظة ويده الباطشة.
ويظهر من فصول الكتاب أن المؤلف يؤمن إيمانا جازما بأن ما جرى بين الخامس والعشرين من ينايروالحادى عشر من فبراير، هو ثورة شعبية مكتملة الأركان، وأن هذه الثورة المستمرة حتى اليوم لن تقف عند حد إسقاط النظام أوتقديم بعض أعضائه الى المحاكمة، وإنما تستهدف هدم النظام القديم بفساده واستبداده هدما كاملا - كما يقول - حتى يمكن بناء نظام جديد يليق بقامة مصر وقيمتها.
ويخلص الكاتب فى تحليله للحالة المصرية الراهنة - فى آخر فصول الكتاب – الذى يقع فى 348 صفحة - حول نوع الرئاسة القادمة فى مصر رئاسية أم برلمانية - إلى أن "العبرة ليست بنوع النظام بقدر ما تتعلق بالبنية الديمقراطية التى تضمن استقلال المجتمع وفاعلية المؤسسات الوسيطة، من نقابات واتحادات وروابط وهيئات وقوى أهلية ومدنية، فهذه تشكل رافعة للديمقراطية فى مطلعها، ثم نبنى جدارا قويا تستند إليه، أو قاعدة راسخة تقف عليها وتحميها، وتمنع من يريد التغول عليها رئيسا كان أم برلمانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة