أكد السفير عبد الرؤوف الريدى سفير مصر الأسبق بالولايات المتحدة للإعلامية لميس الحديدى فى برنامجها هنا العاصمة الذى يذاع على فضائية سى بى سى، أنه من غير المقبول عمل منظمات فى الولايات المتحدة بدون ترخيص، وأن الولايات المتحدة اعتقدت أن مصر دولة صغيرة، ومن فجر الأزمة من البداية هم الأمريكان، فهم من ربطوا موضوع المنظمات مع المعونة، ولذلك تحول الموضوع إلى ما رأيناه الآن من أزمة، فالشعب المصرى يرفض بكبريائه أن ينحنى بسبب المعونة.
والمعونة الأمريكية تعتبر أقل شئ فى العلاقات بين البلدين، لأن معوناتها الاقتصادية لا تتجاوز 250 مليون دولار، فأمريكا تعى حجم مصر جيدا لأنها اللاعب الرئيسى فى المنطقة، والمعونة كانت كبيرة ولكنها تراجعت عدة مرات.
وأضاف السفير، أنه ينتظر اليوم الذى تستغنى فيه مصر عن المعونة الأمريكية، ولكن لن يأتى هذا إلا بعد أن نقوم اقتصادنا ونعدل أركانه.
بينما قال الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق أن القوى السياسية المختلفة لم تركز على الحالة الخارجية، وأن الشارع الآن أصبح جزءا فاعلا وله صوت كبير، والقضة الآن ذات طبيعة استراتيجية، والموضوع له حسابات غير حسابات الشارع، والذى يشكل فكر الشارع هو الإعلام، أى أن الإعلام أصبح جزءا من السياسة الخارجية.
وأضاف أن الأزمة لم تبدأ من الآن بل صارت قبل ذلك وأشار إليها مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، فبين مصر والولايات المتحدة علاقات ذات عمق، والأزمة قد قامت لأن الجمعيات الوطنية والتى تتخذ ميولا ليبرالية كانوا يتلقوا تمويلا من جهات أجنبية، فانقلب الخاسرون فى البرلمان المصرى على المجلس العسكرى، وجعلوا الولايات المتحدة تعتقد أن المؤسسة العسكرية لن تترك السلطة، وهتفوا بإسقاط الحكم العسكرى، ولكن الجديد فى الأزمة هو موقف القضاء المصرى، وأصبحت القضية أكثر تعقيداً من ذى قبل، وموضع المعونة يعقد العلاقات بين البلدين، وإن كانت هذه المعونة قد أفادت مصر كثيرا فى مجال الكهرباء والطاقة.
وأوضح أن المعونة الأمريكية فى وقت الازدهار الاقتصادى فى 2008 كانت تشكل أقل من 2% من دخول العملة الصعبة، ولا يوجد حلف فى التاريخ كما حدث بين كوريا والولايات المتحدة والتى أنفقت فيها أمريكا عدة مليارات من الدولارات كل عام، ولكن حان وقت الفطام من المعونة كما فعلت كوريا، والحريص على الكرامة المصرية الآن يجب عليه حفظ الأمن والعمل ليعود الاقتصاد مرة أخرى لقوته، فمن حرب 73 قمنا ببناء بنيتنا الأساسية كالكهرباء والتليفونات وكانت هناك قفزات كبيرة بها.
وأضاف السعيد، إلى أنه يجب تقنين العلاقة بين الدولة والمنظمات الدولية لنقوم بترتيب البيت، لأن النظام السابق هو من عمل على خلق هذا التخبط.
فيما أكد الدكتور عماد جاد عضو مجلس الشعب أن البلد فى مرحلة تحول وثورة، واعتقد أن الأزمة فى العلاقات المصرية الأمريكية مسئولية الطرفين، فالمنظمات طلبت أن تأخذ ترخيصا ولكن الحكومة "طنشت"، فهناك تعمد فى تفجير الأزمة فى هذا الوقت، وأتعجب من عمل تعبئة شعبوية، فكيف أتركهم يراقبون الانتخابات؟ ويدخلون فى المجتمع بدون ترخيص؟ وأقوم الآن بغلق مقراتهم؟! فكان من الممكن أن نمنع المشكلة منذ بدايتها.
ويجب علينا أن نميز بين المنظمات التى تلقت تمويلاً أجنبياً والمنظمات التى لم تتلق تمويلاً، لكى لا يعتقد البعض أن هناك أحزاب قد حصلت على تمويل خارجى.
وأشار جاد إلى أن تصوير الولايات المتحدة على أنها عدو، فهذا يشكل خطرا علينا، لأن الأمريكان هناك يعلمون ذلك ويسمعون ما نقوله، مما سيجعل الرئيس القادم يقع فى مأزق فك طلاسم العلاقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف جاد أنه يجب علينا ألا نفسد علاقتنا مع الولايات المتحدة لأننا نحتاج إلى علاقتنا الإيجابية معها، لأنها تتدخل فى العديد من منظمات التمويل الدولى ولها صوت فى المجتمع الدولى عامة.
وفى مداخلة هاتفية نفى المتحدث الرسمى باسم حزب النور "نادر بكار"، قيام أعضاء من حزبه بالتدريب فى المركز الوطنى الديمقراطى أو حتى المشرفين على الحملة الانتخابية.
الريدى يتهم الأمريكان بتفجير أزمة العلاقات المصرية الأمريكية
الإثنين، 20 فبراير 2012 10:47 ص