قبل أسابيع قليلة من فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية الثانية فى مصر.
شاهدت على شاشات إحدى الفضائيات الفيلم الأمريكى «رئيس أمريكا» الذى أُنتج منذ سنوات، لكننى لم أتمكن من مشاهدته إلا منذ ساعات.
قصة الفيلم تدور حول مواطن عادى، قررت دوائر داخل أحد الأحزاب الأمريكية أن تدفع به ليخوض الانتخابات الرئاسية فى أمريكا باسم هذا الحزب.
المواطن العادى، كان موظفاً صغيراً بائساً بعد أن طرد من عمله، وفقد مورد رزقه ودخله، وباع سيارته وشقته، واشترى دراجة كى يتنقل بها فحطمتها إحدى السيارات تحت عجلاتها ولم يعد يفكر إلا فى الانتحار!!
فى هذه اللحظات، وقع عليه الاختيار من هذه الدوائر الحزبية، فهالته الصدمة، وعندما عرضت الفكرة عليه ظل يقول ويردد «أنا!!» وكلما ساقوا له مبرراً لاختياره يعلق «أنا!!» وكلما ذكروا ميزة من الميزات المتوفرة فيه اندهش أكثر مردداً كلمة «أنا!!» ومكرراً ذات الكلمة «أنا!!» «أنا!!».
الأستاذ «أنا» بدأ حملته الانتخابية وسط كم هائل من المستشارين وموظفى الحملة، يرسمون له كل خطوة أو حديث أو خطاب يلقيه، إلا أنه كان دائماً يسأل نفسه: هل «أنا» مقتنع بهذا الكلام؟، هل هذا الكلام يعبر عنى أنا؟!
فجأة اكتشف أنه ليس هو وأن الكلام الذى يقوله والآراء التى يدلى بها لا علاقة لها بمشاعره هو كمواطن وإنسان، وأدرك أن من هم حوله من مستشارين ليس هدفهم إنجاحه أو فوزه بل هم مأجورون لحساب مرشح آخر يعد نفسه للانتخابات التالية ويريد أن يكون سقوطه مدوياً تمهيداً لترشحه لاحقاً.
وقتها قرر الأستاذ «أنا» أن يكون «هو»!! وأن يطرد من هم حوله من مستشارى السوء ويتخلص من فريق حملته ويتحدث هو مباشرة للمواطن الأمريكى باللغة التى يتحدث بها المواطن وبالطريقة التى تصل لقلبه بعيداً عن العبارات المنمقة، فكان ينهى كل تعليق له على أمر من الأمور بكلمة «مقرف»، أو هذا ليس عدلاً!!
المفاجأة الكبرى أحدثها يوم مناظرته مع الرئيس السابق الذى حكم البلاد أكثر من ثمانية أعوام حيث كشف بحس المواطن البسيط أن الرئيس الذى عاش فى البيت الأبيض لا يعرف ما يدور من أوجاع وهموم فى كل بيوت أمريكا، فضلاً عن جهله وضعف حجته ومنطقه!!
هكذا اكتسح المواطن البسيط -الذى فقد وظيفته- الانتخابات واسترد الوظيفة، لكن فى البيت الأبيض، رئيساً لأكبر دولة فى العالم!!
وقائع هذا الفيلم يمكن أن تجرى على أرض الواقع فى كثير من دول العالم، وقد شهدت أمريكا حالة مشابهة عندما فاز ممثل فاشل هو رونالد ريجان بالانتخابات الرئاسية وأصبح من أنجح رؤساء أمريكا فيما بعد!!
ولكن ماذا لو مصّرنا هذا الفيلم كعادتنا مع الكثير من الأفلام الأمريكية ولا أظن فيلم «ظاظا رئيساً للجمهورية» بعيداً عن هذه الحالة.. ترى ماذا سيكون فى حالة التمصير مصير «أنا»؟! بعد الثورة ونحن على مقربة من يوم فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية؟!.
أنا أعرف.. فهل تعرف أنت؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد عبد الفتاح
هذا صحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
أمل نور
نتمنى ان تكون انت الرئيس القادم
عدد الردود 0
بواسطة:
مي وهبه
إذا ما هو مصيرنا؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد على
أنا
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد ثروت
الرئيس القادم
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
حضرت ندوتك بالأمس
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي عوض
مقال رائع من شخص رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم حسين
إذا كان ذلك الحال فى امريكا
فماذا عن مصر؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مازن
عبد الحليم قالها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سمير
يا ريتك تكون الريس