الإعلان عن بعض الجمعيات المدنية التى تأخذ تمويلا أمريكيا فى الإعلام المصرى وإلقاء القبض على بعض الشخصيات بتهمة القيام بأنشطة غير ما هو مصرح لها والعمل على زعزعة استقرار البلاد نهاية بالعمل على هدم الدولة. أثار العديد من الانتقادات الأمريكية لاسيما أن من ضمن المقبوض عليهم أمريكان، مما أدى إلى تلويح بعض الساسة الأمريكان بقطع المعونة الأمريكية عن مصر والتى قد بدأت ضمن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، مما حدا بالداعية الشيخ محمد حسان إلى طرح مبادرة أسماها "المعونة المصرية" قائلا بحماسة "أثق ورب الكعبة أن أمى وأختى وابنتى التى تراها تجلس على قارعة الطريق تبيع الجرجير والفجل والطماطم والبطاطس ستساهم فى هذه المعونة المصرية من أجل أن تستغنى مصر القامة ومصر القيمة عن المعونة الأمريكية التافهة" – بداية أسجل هنا اعتراضى على أى جمعية تعمل على تقويض أمن واستقرار البلد بل وأنادى بأعلى صوتى بمحاسبة أى جمعية يثبت فى حقها هذا العمل، أما عن مبادرة الشيخ محمد حسان فهى وجيهة من حيث المبدأ لكن اختلافى فى كيفية جمع الأموال وإن شئت الدقة من الذين سيتبرعون من أموالهم ؟! فالشيخ حسان يبدو أنه سيجمعها من الفقراء والغلابة وممن قامت الثورة من أجل إنصافهم، فمن أهداف الثورة والتى لم تتحقق إلى الآن هى تحقيق العدالة الاجتماعية بين المصريين، أما أن تتبرع بائعة الفجل والجرجير وأخى وأختى فهذا إرهاق لميزانية المصريين بل حتى أكون منصفا فإن تبرع تلك الفئات الفقيرة يأتى فى مرتبة ثانية وثالثة ورابعة، فالأولى والأحق بهذه التبرعات هم الأثرياء بل والدعاة نجوم الفضائيات والفنانون ولاعبو كرة القدم ورجال الأعمال.. إلخ وترك الشعب المكلوم على أمره، بالإضافة لا أرى تفسيرا لسكوت الشيخ عن الأموال المصرية التى نهبها رجال النظام السابق وقاموا بتهريبها للخارج وكان ذلك أدعى للشيخ محمد حسان أن يطالب من يحكمون البلد بالإسراع والجدية فى إرجاع تلك الأموال بدلا من مطالبة بائعى الفجل والبطاطس والجرجير بالتبرع ! خاصة أن البسطاء من الشعب سيلبون هذه الدعوة، أخشى أن يتم استغلال تلك المبادرات من جانب الحكومات القادمة فكلما وجدت نفسها فى مأزق بسبب سياستها الفاشلة والمتخبطة فى إدارة اقتصاد البلد وعدم استطاعتها جذب الاستثمارت تلجأ إلى ذلك العمل بمساعدة شيوخ الفضائيات، حين قرأت عن مبادرة الشيخ محمد حسان قارنت بين موقفه وموقف الشيخ العز بن عبد السلام قاضى القضاة وسلطان العلماء وبائع الملوك والذى كان لا يخشى فى الحق لومة لائم، وكان أفضل الجهاد عنده هو الوقوف ضد سلطان جائر، فماذا كان رد فعله حين أمره قطز بجمع الأموال من الرّعية للإعداد للحرب ضد التتار، وقف العزّ بن عبد السلام فى وجهه، وطالبه ألا يؤخذ شيئا من الناس إلا بعد إفراغ بيت المال، وبعد أن يخرج الأمراء وكبار التجار من أموالهم وذهبهم المقادير التى تتناسب مع غناهم حتى يتساوى الجميع فى الإنفاق، فنزل قطز على حكم العزّ بن عبد السلام، فى النهاية أتمنى أن يأتى اليوم الذى لا نمد فيه أيدينا إلى غيرنا وحتى يكون قرارنا بأيدينا وحدنا ولا تستطيع أى قوة أن تعمل على إذلالنا وجرح كرامتنا، ولن يحصل ذلك إلا بالحرية والديمقراطية والمساواة بين الناس، لا بجمع التبرعات ممن قامت الثورة لإنصافهم.
عثمان محمود مكاوى يكتب: محمد حسان والعز بن عبد السلام
الأحد، 19 فبراير 2012 06:09 م
مبادرة الشيخ محمد حسان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي عبد الجيد احمد فرج
مقال رائع متوزان ونقي وطاهر
لمت يدان وعقلك وفكرك
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل العباسي
حضرتك فهمت الشيخ غلط
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابراهيم
الشيخ حسان قال ان فيه رجال اعمال في مصر يتمنو يتبرعو و حيتبرعوا انشاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
رانيا تقى محمد
الرد على ما وجه من انتقادات للشيخ محمد حسان
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام النوبي
اتمني ان يكون النقد بناء
عدد الردود 0
بواسطة:
هلالي
النقد البناء
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عوض الاسواني
الحل هو المعجم
عدد الردود 0
بواسطة:
البحر 2009
لما الفهم الخطأ
عدد الردود 0
بواسطة:
HOssAM
معلش فهمك للشيخ خاطئ تماما
عدد الردود 0
بواسطة:
HoSSaM
فرق كبيييييييييييييير