خلف الله عطا لله عبد العليم يكتب: شعب مصر ما بعد الثورة

الأحد، 19 فبراير 2012 08:08 م
خلف الله عطا لله عبد العليم يكتب: شعب مصر ما بعد الثورة علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الواضح أننا نعيش مرحلة عصيبة جدا فى مصر فى مختلف الأوضاع وخاصة بعد ثورة 25 يناير ومرور عام على تنحى المخلوع مبارك، والشعب المصرى ما زال يتعلم ولا يرغب أن يتعلم ويفهم الدرس السياسى الحقيقى وراء الوضع المأساوى فى مصر، لأن مصر مستهدفة من جميع الاتجاهات والنسبة الأكبر تشاهد وتتألم من داخلها، إن الشعب المصرى يرفض الظلم يرفض الجريمة يرفض العصيان يرفض الكذب والخداع، إن الشعب هو المظلوم والمجنى عليه لأنه يضرب ويقتل بسوط من نار يذبح دون رحمة وأتمنى بعد مدة معينة ألا ننسى حقوقنا المسروقة أتمنى أن لا ننسى شهداءنا من ضحوا بدمائهم لنجاح ثورة الحق، أتمنى أن نداوى جراحنا بأنفسنا ونبحث عن حلول.
إن الوضع الراهن يصيبنا بالحيرة والحسرة والألم من الواضح إننا فى تشتت زهنى وتبادل التهم وإلقاء اللوم على عدد من الناس أو المؤسسات أصبح شيئا اعتياديا لا مفر منه، كنت أتمنى من جميع الناس تشغيل العقل وليس اللسان لأننا نواجه مشكلة بحجم يفوق تخيلنا ولكن كل ما نستطيع هو المشاهدة من بعد وحب الاستماع إلى الكثير من المتكلمين بلا هدف من ضعاف القلوب أرباب المصالح الشخصية وهذا يجعلنا تائهين، هل لأننا متفرقون ؟
نعم الشعب متفرق وكل ما لدينا سوء الظن وكثرة البلبلة نتج عنه وضع مصر على خط النار، أتمنى أن نتخطى تلك المرحلة ونضع نصب أعيننا مصلحة مصر فوق الجميع، ومن أهم أسباب تلك التفرقة، الموظفون وخوفهم على وظيفتهم ومقاعدهم الوظيفية ورواتبهم والبعض من الشعب، أصحاب المعاشات والمتقاعدون عن العمل والأرامل والمطلقات والأطفال وهؤلاء لا حيلة لهم ونسبة فقراء مصر الذين لا يبحثون إلا على لقمة العيش لا يبحثون إلا على الرعاية الصحية وتربية أبنائهم وتعليمهم والخروج من قوقعة الفقر لا يهمهم أو يشغل بالهم رئيس ولا وزير ولا محافظ ولا غيره لأنهم تعلموا الدرس نعم تعلموا الدرس بأنه لا أمل فى الحكومة لأن الحكومات السابقة أوصلتهم إلى اللامبالاة، وإن أردتم التأكد فلتذهبوا إلى العشوائيات وتسأل أى أحد سوف تسمع ما لا يسر، أما شبابنا فهو صانع الثورة والمحارب الشجاع الذى قهر الظلم والفساد وقضى على ثلاثين عاما من الظلم منهم من يبحث عن بر أمان ينفض غبار الظلم من على جسده والبعض منهم خارج البلاد بحثا عن لقمة العيش وهؤلاء الشباب خارج حسابات الزمن وهؤلاء لا حول لهم ولا قوة فهم ضحية البطالة والكساد الاقتصادى وضيق اليد الذى صنعه النظام بلا رحمة من هؤلاء الشباب من يموت على شواطئ السفر البعيدة ويكون فريسة الموت البطىء غرقا أو نتيجة لغرق سفينة طال عليها الزمن بالذهاب والإياب فتآكلت فقتلت أبناءنا غرقا، ومنهم يعمل تحت قيادة تجار البشر الذين لا يرحمون ومنهم من يموت كل يوم من الألم والحسرة على ضياع مصر وتدهور الأحوال .
الكثير من شعبنا الحبيب أصابته الحيرة والحسرة على تلك الأوضاع الدامية التى تعيشها مصر بين الحين والآخر من ماسبيرو إلى محمد محمود إلى مجلس الوزراء إلى وزارة الداخلية ثم إلى مذبحة العام مذبحة بورسعيد ولا نعلم إلى أى طريق تجرفنا أمواج الشر والظلم، إلى أى مدى ننجرف وراء سوء الظن والاستماع المفرط للفضائيات أصحاب المصالح الشخصية إلى متى نكون هدفا سهلا لأصحاب توكيلات البنزين والسولار وتجار أنابيب البوتاجاز ورغيف العيش!، إلى متى نكون هدفا سهلا لتجار الأرز! إلى متى نكون مستهدفين من الخارج وتنهمر على الجمعيات غير الشرعية بمعونات ومساعدات من أهم أهدافها تدمير مصر وزعزعة النظام وتفرقة مصر وتشتيتها واستمرار عمليات التخريب وعمليات القتل والسرقة والنهب! إلى متى نقف مكتوفى الأيدى ننظر ونستمع ونبكى حسرة كأننا مكبلين بسلاسل من نار! إلى متى موظف داخل الدولة يتقاضى ملايين الجنيهات وشاب فى مقتبل العمر يموت من الجوع أو يهان خارج بلده أو عجوز يموت من المرض والفقر والعجز! إلى متى يا شعب مصر الحبيب نكون هدف مرضى النفوس! إلى متى نبكى على مصر ومن يخرب ويقتل ويدمر ويهدد أمن مصر هو يعيش بيننا يأكل من خير بلدنا ويضحك ساخرا منا، كنت أتمنى أن نعطى كل مشكلة حقها بالعقل والبحث عن المسئول الحقيقى ومهاجمته والقضاء عليه، كنت أتمنى من الدكتور سعد الكتاتنى تزويد لجنة تقصى الحقائق بعدد من الكوادر البوليسية الشريفة الماكرة فى البحث عن الحقيقة لمساعدة اللجنة المتخصصة للكشف عن المجرمين الحقيقيين وراء مذبحة بورسعيد حتى تتمكن من الوصول إلى الفاعل الحقيقى ومحدثات تلك المجزرة وكلنا لا يعلم هل لجنة تقصى الحقائق لها خبرة فى الكشف عن الجريمة؟ أنا لا أريد أن أظن ظن السوء ولكن مجرد الرأى لتفعيل حرية الرأى والرأى الآخر سوف ننتظر نتيجة التحريات النهائية المقدمة من اللجنة ومشاهدة من المسئول عن تلك المجازر المتنقلة من مكان إلى مكان فى مصر مستهدفة تدمير كيان الشعب المصرى تقتل شباب مصر، هذا الشعب الذى يبحث عن بر الأمان وعن تأمين للقمة العيش وحياة اجتماعية كريمة يكسوها جو السعادة لأننا افتقدنا معنى السعادة من زمن بعيد وأصبح الملل هو المعادل الرئيسى لحساباتنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة