بعد عام من الاحتجاجات والتظاهرات وعدم الاستقرار، سيسدل الشعب اليمنى الستار على حقبة الرئيس على عبد الله صالح يوم الثلاثاء القادم بعد ثلاثة عقود كاملة قضاها على رأس السلطة، عندما يشارك الشعب اليمنى فى تنصيب نائبه رئيسا جديدا للجمهورية اليمنية بالتزكية كمرشح وحيد لأول انتخابات رئاسية تشهدها اليمن بعد صالح.
ونشرت صحيفة "هافنجتون بوست" تقريرا حول مستقبل اليمن بعد الانتخابات الرئاسية القادمة، أبرزت الصحيفة أن المحتجين الجدد قد أعربوا عن رفضهم عن استمرار بقايا نظام صالح فى سدة الحكم باليمن.
وأوضح التقرير، أن المرشح الوحيد للرئاسة باليمن وهو عبد ربه منصور هادى، والذى شغل منصب نائب الرئيس فى عهد على عبد الله صالح، قد صار الرئيس الفعلى للبلاد منذ أن قام الرئيس صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية، وهى المبادرة التى دعمتها الولايات المتحدة وعدد من دول الخليج الرئيسية التى أعربت عن قلقها من تداعيات حالة الانفلات التى تشهدها دولة الجوار.
إلا أن شبح الحرب الأهلية يظل تهديدا حقيقيا لصنعاء فى مرحلة ما بعد صالح، خاصة فى ظل عدد من المعطيات المهمة التى قد تؤثر بالفعل على المشهد اليمنى خلال المرحلة المقبلة، وأهمها تصاعد النزعة لدى حركة الجنوب الانفصالية والمتمردين الشماليين، وكذلك تواجد عناصر من القاعدة قد تهدد الاستقرار فى المستقبل إلى جانب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعيشها صنعاء حاليا والتى تهدد بمجاعة خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح المحلل السياسى عبد الغنى الريانى، فى تصريح أبرزته الصحيفة، أنه ينبغى أن تفى الحكومة الجديدة بالتزاماتها التى تعهدت بها من خلال احتواء المتمردين الجنوبيين والحوثيين فى الشمال، وكذلك الشباب الذى قاد الاحتجاجات اليمنية طيلة العام الماضى والتى تمكنت فى النهاية من إنهاء عهد صالح بعد ثلاثة عقود من الحكم، موضحا أنه فى حالة فشل الحكومة فإن الصراع داخل اليمن سيكون حتميا.
وأبرزت الصحيفة الزيارة التى قام بها نائب مستشار الأمن القومى، جون برينان، الأحد والتى أشاد فيها بجهود السيد "هادى" من أجل القضاء على عناصر تنظيم القاعدة، معربا عن أمله أن تكون اليمن نموذجا للانتقال السياسى السلمى فى منطقة الشرق الأوسط.
ويرى العديد من اليمنيين أن هادى لن يكون أكثر من رئيس لتسيير الأعمال، وهو ما أثاره الناشط اليمنى كريم رافارى، والذى أكد فى تصريح له أن المبادرة الخليجية تهدف فقط إلى الإبقاء على الوضع الحالي، معتبرا أن الانتخابات التى ستجرى يوم الثلاثاء القادم ما هى إلا مناورة والتى تهدف فى الأساس إلى الحفاظ على مصالح النخبة فى اليمن، وكذلك مصالح القوى الغربية ودول الجوار فى صراعها مع إيران، والتى يرى البعض أنها تلعب دور الداعم للحوثيين من ناحية والقاعدة التى تسعى لاستخدام اليمن كقاعدة لهجماتها من ناحية أخرى.
من ناحية أخرى أبدت الصحيفة قدرا كبير من التشكك حول الدور الذى قد يلعبه الرئيس صالح على الساحة اليمنية خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأنه قد تعهد بأن يعود إلى بلاده مرة أخرى، بعد إنهاء الفترة العلاجية الحالية التى يقضيها بالولايات المتحدة، ليقود حزب المؤتمر الشعبى العام وهو ما أثار الشكوك حول النفوذ الذى يتمتع به صالح فى الدولة اليمنية، خاصة، وأن هناك العديد من المقربين منه مازالوا محتفظين بمناصبهم، ومن بينهم ابنه أحمد والذى يقود الحرس الجمهورى.
وأضافت الصحيفة، أن الرئيس اليمنى المنتظر يعد أحد أهم أركان نظام على عبد الله صالح، وبالتالى فإنه كثيرا ما دعمه فى العديد من المواقف، وبالتالى فإن البعض يرى أن الانتخابات القادمة قد لا تأتى بالإصلاح المطلوب الذى يتمناه المجتمع اليمنى، وبالتالى فإن الانتخابات القادمة لا قيمة لها.
وأشار التقرير كذلك إلى ما أعلنه كل من الانفصاليين الجنوبيين والحوثيين فى الشمال حول نيتهم عدم المشاركة فى الانتخابات القادمة، وهو ما يهدد شرعيتها، معتبرين أن الانتخابات القادمة سوف تأتى فقط لإضفاء الشرعية على أركان نظام صالح، وكذلك للاحتفاظ بحلفاء القوى الغربية على رأس السلطة فى الدولة.
وأوضح المحلل السياسى سامى غالب، أن كان من الواضح تماما أن كلا من واشنطن والرياض قد توافقا تماما منذ العام الماضى على الإطاحة بصالح مقابل الاحتفاظ بنظامه كاملا، وذلك من أجل خدمة أهدافهما المتمثلة فى القضاء على جناح القاعدة باليمن، وهو ما دفعهما من قبل لدعم صالح سياسيا وماليا.
ويبقى الأمل الوحيد، أن تكون الانتخابات القادمة مدخلا لزيادة المساعدات والاستثمارات الأجنبية، للبلد الذى يعانى من أزمة اقتصادية طاحنة وضعت حوالى 42 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر.
اليمن ما بعد صالح.. شبح الحرب الأهلية مازال يخيم فى الأفق.. احتواء المتمردين والأزمة الاقتصادية الطاحنة أهم التحديات.. المعارضة تعلن مقاطعتها للانتخابات.. أمريكا تسعى للحفاظ على حلفائها فى السلطة
الأحد، 19 فبراير 2012 08:07 م
على عبد الله صالح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة