اهتمت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية بالأوضاع فى ليبيا مع حلول الذكرى الأولى لثورتها، وقالت إن شيئا واحداً كان مفقوداً خلال الاحتفالات الكبيرة التى اندلعت فى ساحة الشهداء فى طرابلس فى ذكرى الثورة التى بدأت قبل عام، فرغم الألعاب النارية والمظاهر الاحتفالية وما إلى ذلك لم يكن هناك مؤشر على وجود حكومة. فشرقة القلعة الحمراء المطلة على الميدان كانت خالية بعدما استشعر مسئولو المجلس الانتقالى الوطنى أن ظهورهم ربما يحول الهتافات الاحتفالية إلى سخرية.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه بعد عام من الثورة التى اجتاحت البلاد لأول مرة، فإن الحكومة الليبية بعدما تحولت إلى العمل سرا وبشكل غير كفء قد أصبح الناس العاديون يرونها مشكلة أكثر من كونها حلا.
ونقلت الصحيفة عن د. حنا الجلال، الخبير القانونى الذى يعمل مع منظمات حقوقية مدنية فى بنى غازى قوله إن الاحتفال كان يخص الشعب وليس الحكومة، فالناس يقومون بجهود أفضل من الحكومة. وبالتأكيد يجب أن يحسد المجلس الانتقالى قدرة الناس العاديين على التدبر فى الاحتفالات التى حافظت خلالها الميليشيات على السلام ولم يطلق فيها رصاصة ليس بالأمر، ولكن عن طريق ما يبدو أنه اتفاق مشترك.
وتشير الأوبزرفر إلى أن قرار المجلس الوطنى الانتقالى بعقد اجتماعاته فى سرية والحكم عن طريق المراسيم قد أصاب الدبلوماسيين بالاستياء، حيث تتفتت البلاد تحت أقدامه. فمصراتة، ثالث أهم المدن الليبية ستجرى غدا الانتخابات الخاصة بها ولم تعاقب من قبل المجلس الانتقالى على ذلك، وهى خطوة نهائية نحو الاستقلال التام وإن لم يكن اسما. فالميليشيات التى تسيطر على طول ممرات المدينة الممتدة عبر وسط ليبيا والتى تقدر بـ 300 ميل، هى التى تقوم بحماية المدينة حسبما يقول قادتها وليس المجلس الوطنى الانتقالى.
وفى الشرق، فإن قادة القبائل يجتمعون لبحث القيام بخطوة مماثلة، وهو مستاءون مثل أهالى مصراتة من الشائعات التى تقول إن المجلس الانتقالى ربما يؤجل الانتخابات الوطنية التى وعد بإجرائها فى يونيو المقبل. ولم يتأثر معارضو الحكومة الليبية كثيرا بإعلان رئيس المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا مصطفى عبد الجليل الأسبوع الماضى أن المجلس سيشكل حزباً سياسياً وهو ما يبدو أنه ارتداد عن وعوده بالانسحاب من الحياة السياسية عندما يتم تأسيس الديمقراطية.
وتحدثت الصحيفة كذلك عن مشكلة الميليشيات، وقالت إنه يوجد فى ليبيا الآن أكثر من 500 جماعة مسلحة كل منها تتبع أنظمة خاصة بها. وما يثير الدهشة ليس مدى سوء العنف والاشتباكات المسلحة، ولكن إلى أى مدى أصبحت البلاد هامدة حاليا.
وتعتقد الصحيفة أن المشكلة ليست فى أن الميليشيات فى ليبيا أصبحت خارجة عن نظاق السيطرة، ولكن فى عدم وجود آلية لتأديب الأقلية التى ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان.
الأوبزرفر: تزايد المؤشرات على تفكك ليبيا بعد عام من ثورتها
الأحد، 19 فبراير 2012 11:28 ص
ثوار ليبيا - صورة أرشيفية