عاد ابنى من المدرسة ليزف إلى بشرى عودة الضمائر، فالمدرسون يبذلون أقصى جهد داخل الفصول وأبلغونا بانتهاء الدروس الخصوصية بلا رجعة وفى غمرة فرحتى دق جرس الباب ودخل ابنى الثانى المتخرج حديثا فى كلية التجارة ليخبرنا بحصوله على عمل دون واسطة وهمست إلى زوجتى الأسعار رجعت طبيعية والفلوس عادت بركتها ورن الهاتف، وكان المتصل شركة الكهرباء لتخبرنا عن الموعد المناسب لإرسال محصل الكهرباء ولم أتمالك نفسى من الفرح فنزلت إلى الشارع لأجد تنظيما مروريا نموذجيا والشوارع نظيفة ورجال الأمن يمارسون عملهم بجد واجتهاد، وأدركت أن ما يحدث هو من ثمرات الثورة ونحن فى سبيلنا لتطوير كافة مؤسسات الدولة، وصادفت رجلا يفترش الرصيف ويعرقل سير المارة ويبيع السلع المغشوشة فاقتربت منه وسألته هل أنت الوحيد الذى مازال من آثار الماضى، فرد ضاحكا لا يا صديقى ولكن أنا لم أشرب من الماء المخلوط بمسحوق الضمير الحى والنفوس النقية وسألته وأين توجد هذه المياه رد فى الحنفية وحينئذ أدركت أن هناك دواءً جديدا يمكن أن يغير النفوس وينقى الضمائر ويشفى السرائر من الطمع وقد أضيف إلى معامل تكرير المياه ليصل إلى كل المواطنين وكانت سعادتى لا توصف وأمسكت بكوب ماء وفرضت على محدثى أن يشربه جبرا عنه وقد فعل وعند عودتى إلى منزلى لاحظت كراتين المياه المعدنية أمام المحلات وتحذير بالمساجد من شرب الماء من الصنبور، لأن الماء ملوث وأسرعت إلى منزلى لأحذرهم من الماء وأستطلع الأمر معهم لعلى أجد تفسيرا لما يحدث ووقفت طويلا لكى أعبر الشارع وعندما وصلت منزلى لم أجد أحدا من الأسرة ليفتح لى الباب وظللت أدق الباب بعنف وقلق ولكن سمعت صوتا ينادينى بلطف اصحى يا أبى لكى تلحق بصلاة العصر فـأفقت من نومى وأنا أحمد الله على سلامة أسرتى من الماء الملوث، ولكنى عاهدت الله أن أحكى هذا الحلم لمن أقابلة وها أنتم أول من قصصت عليهم.
أشرف الزهوى يكتب: الضمائر النقية فى مياه الحنفية
الأحد، 19 فبراير 2012 08:42 ص