اتهم آلاف المتظاهرين أمام السفارة الليبية بالقاهرة وزارة الخارجية بإهمال طلباتهم والمماطلة فى الاستجابة لاستغاثاتهم المتكررة للتدخل لدى السلطات الليبية والإسراع بتسفيرهم للعمل وفقا للعقود المبرمة معهم.
وقال أحد المتظاهرين لـ "اليوم السابع" ويدعى محمد محروس من محافظة المنيا: ذهبنا إلى وزارة الخارجية ثلاث مرات لبحث مشكلتنا مع السفارة الليبية التى تماطل فى إصدار التأشيرات لنا إلى جانب المطالبة برسوم مبالغ فيها ويفاجأ الكثيرون بإعادتهم من على الحدود لأن تأشيراتهم مضروبة.
وأضاف رغم اجتماع مسئولى الخارجية الإثنين الماضى مع ثلاثة ممثلين للمتظاهرين وإبلاغهم بثلاثة قرارات لحل الأزمة إلا أن شيئا جديدا لم يحدث وهى فتح الجمارك واستخدام الختم الحرارى بدلا من الملصق المعتمد من السفارة أو فتح مكاتب للسفارة على مستوى الجمهورية لاستيعاب الأعداد الكبيرة والعمل بالشهادات الصحية والصحيفة الجنائية حتى وإن انتهت صلاحيتها.
وأضاف عبد الحميد الشرقاوى فوجئنا اليوم بإصدار السفارة مرسوما بوقف العمل بها لمدة أسبوع بدءا من اليوم وطالب بضرورة فتح المعابر على الحدود فى السلوم لأن كل هذه العماله لديها عقود عمل سليمة ويتضامن معهم أصحاب الشركات من المصريين والليبيين.
وأثناء تظاهر العمالة أمام السفارة وصل وفد يتقدمهم المخرج خالد يوسف وعدد من الناصريين يطالبون بمقابلة السفير لبحث مسألة هدم تمثال لعبد الناصر فى ليبيا وهو ما أثار حفيظة المتظاهرين وأرغموهم على المغادرة بعد مشادات كلامية حول ما يمكن أن يترتب على هذا الموقف من تعطيل مصالحهم وتصعيد التعنت ضدهم.
وعبر عدد من المتظاهرين أنهم يعانون من تجاهل شديد من قبل مسئولى السفارة الذين يماطلونهم، على حد تعبيرهم، وبالتالى يعرقلون إنهاء إجراءات السفر بالنسبة لهم من أجل العودة مرة أخرى إلى ليبيا رغم اكتمال كافة الأوراق المطلوبة، الأمر الذى قد يؤدى إلى اقتحام السفارة فى حالة عدم تدخل قوات الأمن لاحتواء تلك الاحتجاجات.
وأكد عزت بدوى – صاحب شركة سياحة – أن المتواجدين أمام السفارة الليبية بالقاهرة، يطالبون المسئولين فيها بإنهاء إجراءات السفر المتعلقة بهم، خاصة أن أوراقهم كاملة، موضحا أن السفارة الليبية قد قامت بتأجيل موعد إنهاء تلك الإجراءات أكثر من مرة من قبل
وأضاف عزت أن الأمور قد تتطور إلى حد كبير خاصة فى ظل عدم التواجد الأمنى بمنطقة السفارة، مؤكدا أن الأمر قد يصل إلى حد اقتحام السفارة، مشددا على ضرورة أن تتواجد قوات الأمن بسرعة من أجل احتواء الموقف المتردى.
من جهة أخرى قال أحد المصريين المتجمهرين أمام السفارة أنه قد استوفى كافة الأوراق التى سبق وأن طلبتها منه السفارة منذ عدة أشهر، والتى تتمثل فى جواز سفر سار، شهادة صحية، ودعوة مختومة من جانب إدارة الجوازات بليبيا، إلا أنه قد عانى خلال تلك الفترة من مماطلة مسئولى السفارة والذين قد أجلوا إنهاء إجراءات سفره عدة مرات .
وأكد الشاب المصرى ضرورة عودته إلى ليبيا خاصة أن والده مازال يعيش هناك إلى الآن، بالإضافة إلى أن كافة أعماله مازالت قائمة ولا يستطيع أن يتركها.
ولم يقتصر الأمر على منع المصريين من السفر إلى ليبيا لمزاولة أنشطتهم وأعمالهم هناك بعد أن تركوها مرغمين من جراء أعمال العنف التى مارسها النظام الليبى السابق لقمع مظاهرات الشعب الليبى المناوئة له، وإنما امتد كذلك إلى حرمان المواطنين الليبيين أنفسهم من العودة إلى بلادهم.
وأكد عبد الفتاح وهو مواطن ليبى أن ما يمارسه مسئولو السفارة الليبية بالقاهرة هو بمثابة عقاب من جانب فلول نظام القذافى لأبناء الشعب الليبى الذين قاموا بثورتهم من التخلص من النظام الليبى السابق والذى حكم البلاد لأكثر من أربعة عقود من الزمان، مؤكدا أن جميع الأوراق التى سبق وأن طلبتها السفارة منه هى مستوفاة بالكامل.
وحذر بدوى من تداعيات استمرار التجمهر، خاصة أن الأعداد تتزايد بشكل ملحوظ، مؤكدا أن هناك مناوشات بين بعض المصريين والليبيين نتيجة قيام بعض المصريين بالثناء على عهد القذافيى والذى لم يشهد مثل هذه المماطلة التى يعانونها الآن وهو ما أثار حفيظة الليبيين.
آلاف المتظاهرين أمام السفارة الليبية يتهمون الخارجية بإهمال استغاثاتهم..ويطردون المخرج خالد يوسف بعد دفاعه عن هدم تمثال عبد الناصر بليبيا..والمتظاهرون لـ"اليوم السابع": مسئولو السفارة من فلول القذافى
الأحد، 19 فبراير 2012 03:02 م