فى إطار الحملات التضامنية مع التصويت لانتخاب نائب الرئيس اليمنى رئيساً للجمهورية، فى ظل أول انتخابات رئاسية تشهدها اليمن بعد تنحى الرئيس السابق على عبدالله صالح عن الحكم، أقيم اليوم السبت مهرجان انتخابى فى مدينة تعز شمال اليمن لحشد الناخبين للتصويت للمرشح الوحيد المشير عبدربه منصور هادى، لكن توتراً أدى إلى اختصار فقرات المهرجان.
وقال أحد الحاضرين، إن المهرجان الذى أقيم فى ميدان الشهداء وحضره الآلاف، شهد مشادات وعراكاً بالأيدى بين نساء رفعن شعارات حزب المؤتمر وصور الرئيس المنتهية ولايته على عبدالله صالح، وأخريات محسوبات على المشترك، بعدما كان قد اتفق على عدم رفع الشعارات الحزبية فى المهرجان.
من جهته، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، اليوم، اليمنيين إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى الثلاثاء من الأسبوع الجارى، والتى تدعو مجموعات سياسية فى الجنوب والشمال إلى مقاطعتها.
وقال بن عمر لدى وصوله إلى صنعاء لمتابعة سير عملية الاقتراع " ندعو جميع الأطراف إلى الاشتراك فى الانتخابات".
وأوضح أن "هذه الانتخابات ستكون مرحلة انتقالية تمتد لفترة سنتين يجرى خلالها الحوار الوطنى، وإعادة صياغة الدستور والإعداد لانتخابات نيابية".
كما دعا الشيخ صادق الأحمر، شيخ قبيلة حاشد ومعارض للرئيس على عبد الله صالح، كافة اليمنيين إلى انتخاب نائب الرئيس منصور هادى، وجعل يوم الاقتراع يوماً خالياً من السلاح فى كل مدن البلاد.
يأتى هذا فى الوقت الذى ذكرت تقارير أن عشرات المسلحين من أنصار صالح والمؤتمر الشعبى الحاكم اقتحموا مهرجاناً انتخابياً لمرشح التوافق الوطنى منصور هادى، وهم يحملون صور الرئيس صالح.
وأكد شهود عيان لـ"بى بى سى" أن أنصار الرئيس صالح مزقوا صوراً للمرشح هادى فى المهرجان الذى نظم لتأييد انتخابه رئيساً جديداً للبلاد، فيما تدخلت الشرطة على الفور لمنع حدوث أى مصادمات بين أنصار المرشح التوافقى وأنصار الرئيس صالح فى مدينة تعز.
وقد كشفت صحيفة يمنية عن تعرض المرشح التوافقى لرئاسة الجمهورية عبد ربه منصور هادى لمحاولتى اغتيال، إحداهما بسيارة مفخخة خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع الولايات المتحدة لتزويده بسيارات مدرعة ونظام أمنى متطور، ناصحة إياه بالبقاء فى منزله خلال فترة الانتخابات، وعدم التنقل بشكل كبير فى الأماكن العامة خوفاً من استهدافه.
وقالت صحيفة الشارع الأسبوعية المستقلة- فى عددها الصادر اليوم السبت- أن الإدارة الأمريكية تخشى تعرض المرشح التوافقى لمنصب رئيس الجمهورية فى اليمن للاغتيال فى ظل التدهور الأمنى الذى تمر به البلاد حالياً، مما سيؤدى إلى عرقلة نقل السلطة سلمياً ودخولها فى حرب أهلية ستؤدى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، مشيرة إلى أن هناك احتمالات واردة لتعرض هادى لعملية تصفية من قبل أطراف عدة.
وأوضحت الصحيفة أن حركة هادى طوال الأسابيع الماضية ظلت محدودة، وظل يمارس مهامه فى منزله، كما أنه ألغى زيارته لمدينة عدن (جنوب اليمن) الشهر الماضى بناء على نصيحة أمريكية له.
فى غضون ذلك، أثار قبول المحكمة الدستورية فى اليمن، دعوى بالطعن فى دستورية إجراء الانتخابات الرئاسية بمرشح وحيد، هو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادى جدلاً واسعاً، فى وقت تحشد القوى السياسية فيه لإنجاح تلك الانتخابات.
وقبلت المحكمة الأسبوع الماضى الدعوى المرفوعة من الناشط السياسى خالد نشوان، وأرسلت مذكرة إلى مجلس النواب اليمنى تطلب رداً رسمياً على الدعوى بالطعن فى قراره بحصر انتخابات الرئاسة بمرشح واحد.
واتجه خالد نشوان للمحكمة الدستورية ليطعن بقرار مجلس النواب اليمنى الذى أصدره بالإجماع فى 21 يناير الماضى، بتزكية عبد ربه منصور هادى مرشحاً توافقياً وحيداً لانتخابات الرئاسة المبكرة، المقرر إجراؤها فى 21 فبراير.
وطلب نشوان فى دعواه تعطيل وقف إجراءات السير فى العملية الانتخابية وإيقافها، والحكم بإلغاء قرار مجلس النواب بحصر الانتخابات فى مرشح واحد، وبالتالى فتح الباب للمنافسة، وفقاً لما ينص عليه الدستور اليمنى.
على صعيد آخر، اعتقلت السلطات الأمنية فى اليمن، 21 من المشتبهين بانتمائهم لتنظيم القاعدة بعد اشتباكات عنيفة جرت بين الطرفين، فى محافظة "البيضاء"، جنوب شرقى العاصمة صنعاء.
ونقلت إذاعة صنعاء أن قوات أمنية مشتركة من الأمن المركزى والحرس الجمهورى شاركت بالعملية، التى نفذت فجر الجمعة، ومن بين المعتقلين مشتبهين فى الهجوم الذى أودى بحياة رئيسى اللجنتين الانتخابية والأمنية بالمحافظة.
ودارت اشتباكات عنيفة وإطلاق رصاص كثيف بين الجانبين، كما سمع دوى انفجارات قوية فى منطقة البركة والمخفاج بالمحافظة، لم يسقط فيها قتلى، وفق وسائل إعلام يمنية.
مهرجانات انتخابية فى اليمن لدعم نائب الرئيس فى الانتخابات.. وبن عمر يؤكد على المشاركة فى الاقتراع.. والمحكمة الدستورية تقبل طعناً على إجراء الانتخابات لعدم وجود مرشحين منافسين
السبت، 18 فبراير 2012 05:13 م