د. رضا عبد السلام

لن تهدأ مصر حتى بعد انتخاب الرئيس!!

السبت، 18 فبراير 2012 09:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يعتقد بأن السكون أو الأمن سيسود مصر فور انتخاب رئيس للجمهورية فهو واهم، فقد اعتقدنا أنه بعد انتخابات مجلسى الشعب والشورى سيعم الأمن والأمان، ولكننا كنا واهمين ومغيبين... الحل ليس فى انتخاب رئيس أو عمدة أو شيخ بلد، المسألة فى تطهير مصر ممن لا تعنيهم مصر ولا يعنيهم استقرارها.
كما أن علينا أن نتفق على أن نهضة مصر وتقدمها واستقرارها وديمقراطيتها وعودتها للعب دورها الإقليمى والعالمى ليس فى مصلحة الكثيرين وأذكر منهم:
أولاً: أمريكا وإسرائيل: ولن أضيف جديداً فى هذا الخصوص فكلنا نعرف أن سرادق العزاء لا يزال منصوباً عندهم على فراق الحبيب المخلوع. ولهذا أكاد أموت من الضحك وأنا أسمع تصريح هيلارى كلينتون مؤخرا بأن الولايات المتحدة بالمرصاد للأنظمة المستبدة!! فالكل يعرف أن تلك الأنظمة هى صنيعة أمريكا وخادمها المطيع، ولولا إرادة الشعب لما خُلِع مبارك ولما غار القذافي!! إذا هذه الدول من مصلحتها إشاعة الفوضى فى مصر وهى قلب العرب النابض، والتى إذا ما قامت أقامت معها أمة كاملة. لذا، نعرف أن هاتين الدولتين وغيرهما لن تتوانيا عن بذل الغالى والنفيس لإشعال وهدم مصر، لتعود مرة أخرى إلى حاكم ديكتاتور، ولكنهم واهمون، فقد أراد شعب مصر الحياة بكرامة رغم أنفهم جميعاً.

ثانياً: الدول العربية، وأقصد هنا تلك الدول التى أعلنت عداءها الصريح للثورة المصرية، فضلاً عن الدول التى كانت قد بدأت بالفعل فى الإعداد لتولى زمام العالم العربى كوريثة لمصر، ولكن ثورات قومٍ عند قومٍ كوارث.
فهؤلاء يصدق فيهم المثل القائل "يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار"!! فقد خيبت ثورتنا آمالهم ومخططاتهم لإسقاط مصر والصعود على أكتافها!! اعتقدت هذه الدول أنها بالمال وحده يمكنها تحقيق الريادة والزعامة، ولهذا لم يكن غريباً ردة فعلهم المشينة وسعيهم لتأديب مصر وشعبها.

هؤلاء كانوا فى غاية السعادة وهم يشاهدون المصريين مشتتين ومهانين فى أرض الله. اعتقدوا أن مصر هى فقط بلد الراقصات والغانيات، وتجاهلوا التاريخ العظيم والإمكانات الجبارة لهذا الشعب. إذاً لن تتوقف تلك الدول عن تشتيت انتباهنا، بإغراقنا فى مهاترات لكى يقتلوا حلمنا، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين!!

ثالثاً: عدو الداخل، وهو فى اعتقادى أشد عداءً لمصر من أعداء الخارج، وهم من نطلق عليهم وصف الفلول، وتحديداً كل من انتفع وانتفخ وتسيد وساد وتسلطن على يد مبارك ورجاله.

كل هؤلاء، وهم ألوف ينتشرون فى كل ربوع مصر، لن يتوانوا لحظة عن بذل كل ما لديهم لإسقاط مصر الجديدة، أملاً منهم فى أن تعود عجلة الزمن إلى الوراء!! فكما ذكرت فى مقالى السابق، هؤلاء أحرقوا كل مراكبهم، ولهذا وطالما هم طلقاء أحرار، لن يتركونا ننعم بالأمن والسلام. فمالهم الذى جمعوه من حرام، سيسهل عليهم إنفاقه على بلطجيتهم - وهم كثر - لضرب مصر بين الحين والآخر، حتى يندم البسطاء على أيام المخلوع.
السؤال الآن، هل نظل إلى الأبد نبكى ونتباكى ونفقد الأمل؟ الإجابة هى النفى القاطع. فطالما أننا تمكنا بوضوح من تحديد أعدائنا وأعداء ثورتنا، أى تمكنا من تحديد الداء، فسيسهل علينا وضع العلاج أو الدواء. وبناءً عليه، لن نخرج مما نحن فيه، حتى مع انتخاب رئيس جمهورية، إلا من خلال:
1-وضع قائمة جامعة على مستوى كل محافظة فى مصر، بحيث تضم كل رجال النظام البائد، وأعتقد أن هذا الأمر بالغ البساطة. فمعروف مثلاً فى محافظة المنيا أو الدقهلية أو الشرقية، من هم رموز النظام البائد، وتشكيل لجان على مستوى كل محافظة بحيث تشبه أجهزة مكافحة الفساد، لتتولى التفتيش فى الدفاتر القديمة، وتحديد مصادر ثرائهم، ووضعهم فى مكانهم الصحيح، حتى تستريح مصر من شرورهم.
2-الشروع فوراً فى هيكلة وزارة الداخلية، وكما ذكرت فى مقالى السابق، وأكرر هنا، تغذية هذا الجهاز بالأكفاء من خريجى كليات الحقوق والشريعة والقانون، فهؤلاء وهم بمئات الآلاف تواقون لخدمة بلدهم، وبلدهم فى أمس الحاجة لجهودهم المخلصة. يمكن توجيههم فى المراحل الأولى للعمل فى الخدمات الشرطية المدنية كالجوازات والمطارات وتأمين المؤسسات العامة، على أن يتم الدفع بالأكفاء من ضباط الشرطة إلى الصفوف الأولى كالمباحث والأقسام...الخ.
3-التعجيل بمحاكمة سياح طره، حتى تستريح مصر ويستريح شعبها من شرورهم، مع وضع كل من ينتسب أو يرتبط بأسرة المخلوع وأسر المحبوسين فى طرة قيد الإقامة الجبرية وقطع قنوات الاتصال بينهم وبين الخارج، حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً.
4-على شباب مصر، وفى كل محافظة الإعداد من الآن للقيام بدور مجتمعى حقيقى لخدمة مصر، فشباب الإخوان والسلفيون وغيرهم عليهم واجب العمل لتطوير المجتمع، من خلال تشكيل لجان فرعية فى كل قرية ومدينة، بحيث تكون هناك لجنة لمحو الأمية ولجنة لنظافة القرية ولجنة للتوعية السياسية ولجنة لمساعدة المحتاجين، ولجنة للأمن، ولجنة اقتصادية، مهمتها التفكير فى خلق مشروعات جديدة تستوعب العاطلين...الخ.
5-لا أعتقد أن الرئيس الجديد سيأتى وبيده عصا سحرية، علينا أن نبدأ من قاعدة المجتمع. على شباب مصر الذى أبهر العالم أن يعمل جاهداً لتوعية الناس بالمخاطر والمكائد التى تحاك لمصر، وأن يعود إلى الصورة التى رأيناها عقب قيام الثورة. هل نسينا الشباب إللى زى الورد الذى انتشر فى شوارعنا لنظافتها وتجميلها، أين ذهب هؤلاء عليهم ألا يفقدوا الأمل، لأنهم على أيديهم تخلصنا من النظام البائد، وبأيديهم سنبنى مصر الجديدة...فهل من مجيب؟!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة