التقى "اليوم السابع" بالموسيقار عمار الشريعى فى سهرة احتفالية بدار الأوبرا السلطانية العمانية، امتزجت فيها الموسيقى العربية التقليدية بالأوركسترا الغربية، حيث كشف لنا أسرار لقائه بالرئيس المخلوع مبارك فى بداية حكمه، وما دار فى ذلك اللقاء ورأيه فى ثورة 25 يناير بعد مرور أكثر من عام عليها.
الشريعى أوضح لـ "اليوم السابع" أنه ينظر حاليا إلى الثورة بقلق شديد وإلى الدنيا بضبابية، فهو مع الشرعية الديمقراطية، وأنه من أسعد الناس بقيام الثورة، وقال الشريعى: "أستغرب من بعض فاقدى البصيرة وربما النظر الذين هاجمونى عندما طلبت من مبارك التنحى فى أحد البرامج التليفزيونية، حيث ادعوا أننى طالبت بذلك بعدما أدركت أن حسنى مبارك سيسقط لا محالة، وأننى استعملت بصيرتى وآثرت القفز من السفينة، ولكن هذا الكلام غير صحيح، فأنا من أوائل الفنانين الذين خرجوا على الملأ وطالبوا مبارك بالرحيل وهو مازال على سدة الحكم".
وأشار الشريعى إلى أنه تحدث وقتها بنبرة الصديق الخائف على البلد وليس بنبرة غيرها وقلت له "يا ريس ـ وكان وقتها مازال الرئيس ـ أنا ملحن "اخترناك" وأنا عمار الشريعى صاحب أوبريت "طلعة جوية" وأنت تحبنى وأنا كمان أحبك أرجوك خذ عيالك فى حضنك تحدث معهم، وكنت أقصد الثوار، وكان ذلك يوم الأحد ٣٠ يناير"، وقلت له: "أنا لا أعرف لماذا التأخر والحذلقة والتحايل، وكدت أبكى أو بكيت فعلاً عندما تحدثت عن جيلى الذى لم يستطع أن يفعل شيئاً وجيل الشباب لما تحدثت عنهم وعن ثوريتهم، وقلت أيضاً موجهاً ندائى له "بلاش القرارات المتأخرة ووصفته بمن يحقن بحقنة وبعد شهر يشعر بوخزها".
وحكا الشريعى تفاصيل جلسة جمعته بمبارك عام 1982 عندما دعاه الرئيس المخلوع إلى حضور اجتماع ولقاء مع كبار الفنانين، حيث أوضح الموسيقار أنه ذهب إلى مقر الاجتماع فى رئاسة الجمهورية ولحظات ودخل عليهم مبارك، وفى ذلك الوقت كان بسيطاً للغاية ويضحك ويناقش ويرد على الأسئلة مهما صغرت وفى كل الموضوعات.
وقال الموسيقار: سألته وقتها هل يرضيك يا ريس فى عهدك أن نسمع أغانى هابطة وغنيت له إحدى الأغانى الهابطة التى كان يغنيها الشباب فى الأزقة، فسألنى هل حقا يغنى شبابنا مثل هذه الكلمات فقلت له نعم، وسأل وقتها الدكتور هيكل وزير الثقافة والإعلام هل هذا الكلام صحيح، وفوجئنا بعدها أن الدكتور هيكل ترك الوزارة ولم نعرف هل كان ذلك الاجتماع هو السبب أم لا؟
وأشار الشريعى إلى أنه بعد ٣٠ سنة فى حكم مبارك لم يكن يستطيع أن يسأله هذا السؤال، مضيفا أن الفنان جميل راتب قال له بعد ذلك: "مش عارفين نقابلك يا سيادة الرئيس ونشرح لك مشاكلنا، فقال له ببساطة والله يا أستاذ جميل أنا طول النهار يا فى المكتب يا فى الشارع أتفقد حال البلاد، فقال له جميل ضاحكاً "خلاص يا ريس نقابلك فى الشارع" وضحك الجميع".
كما كشف عن أن الحديث تطرق وقتها إلى أمور كثيرة يذكر منها أنه تحدث عن قرينته سوزان مبارك وحكى أن صحفى كبير جاء لمبارك يريد إجراء حديث مع سوزان ولكنه نهره بشدة وقال له: "يا حبيبى زوجتى لا تجرى حوارات صحفية وأنا مش زى غيرى وزوجتى خط أحمر!، وسخر الشريعى من تبدل حال مبارك بعد سنوات فى الحكم مشيرا إلى انه بعد سنوات امتدت حتى ٢٠١١ أصبحت سوزان "غول" و مبارك تحول إلى "وحش".
وفى نهاية اللقاء تطرق الشريعى إلى سر زيارته المتكررة لسلطنة عمان موضحة انها علاقة ممتدة، فمنذ مطلع التسعينيات تلقى دعوة من السلطنة لتأليف الموسيقى الخاصة باحتفالاتها بالعيد الوطنى عام 1993، كما منحه السلطان قابوس بن سعيد وسام التكريم من الدرجة الأولى والذى كرم به من قبل الموسيقار محمد عبدالوهاب والفنان وديع الصافي، وفى عام 2005 شاكت فى مهرجان مسقط للعود حيث قدم متتالية من خلال 7 أغنيات لعبد الوهاب والرحبانية وفريد الأطرش، وفى عام 2010 تم تكليفه بألحان المهرجان الطلابى فى مسقط.