"ليل_ داخلي " منزل متوسط المستوي امرأة توقظ أولادها من النوم، والأولاد يسيرون مابين اليقظة والنوم، تحاول الأم تدفئتهم بكل الملابس الملقاة من حولها
الأبناء يتمتمون بجمل أغلبها غير مفهوم، الأم تطالب الجميع بالسرعة، الأب يدخل
ووجه يملؤه الحزن ويتأمل جدران الغرفة، يمد يده ليلملم بعض الأشياء الواقعة علي الأرض، الزوجة تدخل مسرعة عليه وتجذبه من يده قائلة يالا ياأبو سليمان، الليلة سترة نمشي بالعيال أم النهار يشقشق، الجميع يتجهون ،ناحية الباب .
ليل _داخلي _خارجي
المرأة كأنها
تذكرت شئ،تدير ظهرها وتدخل مسرعة إلي المنزل، والذي يبدو أن حريقا أصابه
الزوجة تدخل في نوبة بكاء هيستري ، تتلمس الجدران، تتأكد من أن الأبواب مغلقة بإحكام ، تمد يدها لتلتقط صورة للعذراء من وسط ركام الأشياء المحترقة، الأبناء يراقبون أمهم ويبكون هم أيضا، أبو سليمان يحاول أن يبدو أكثر قوة من الجميع
فيذهب إلي صحن الدار ويأخذ بيد زوجته، ويرتب علي كتفيها ويقول لها هامسا
ما تخافيش يمكن نرجع، يقول الجملة وهو نفسه غير متيقن، من عودته إلي موطنه
الأب يغلق الباب ويقف مواجها له كمن يلقي نظرة الوداع الأخيرة.
ليل _ خارجي
الأب وألام يحيطون بأبنائهم في ليل القرية القارص، ويمشون مهرولين في شوارع القرية الضيقة، البيوت تبدو وكأنها تحاصرهم، الزوجة تتلفت يمينا ويسارا، وتشعر كأن هناك عيون تراقبهم من وراء نوافذ بيوت القرية المتلاصقة، وفجأة تفتح نافذة ويلقي منها طوبا علي الأسرة التي تتلفح بالظلام ،بعض الأبناء يصرخون، الأم بسرعة شديدة تضع يدها لتغلق فم ابنتها الصغيرة، وتحثهم بأن يسرعوا خطواتهم ليبعدوا عن الاذي.
تلك هي بعضا من التفاصيل التي تخيلتها للحظات الرعب التي عاشتها الأسر المسيحية، والتي تم تهجيرها قصرا، من قرية شربات في العامرية، والتي أحرق البعض منازلهم، بعد وشاية خسيسة، لم يكن لها أصل، ولم يشغل أحد باله بأن يتأكد من الوشاية، إعمالا بقول الله تعالي في سورة الحجرات " يأيها الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
ويبدو أن الأسهل بالنسبة لمن نصبوا من أنفسهم، حكماء القرية أن يطالبوا بترحيل أسرة أبو سليمان، ليس ذلك فقط بل يهددون بأنه لو لم يرحل الر جل من موطنه، فجميع الأقباط مهددون، عن أي عرف يتحدثون فما جري في قرية شربات هو جريمة إنسانية مكتملة الأركان تعطي الحق،لكل من سولت له نفسه أن يهدد انسان لا يعجبه وبغض النظر عن ديانته ويقوم بطرده، ليصرخ بعضها أي واشي أو بلطجي أو منحرف بأعلى صوته قائلا :" أنا الحكومة " وطرد عائلة أبو سليمان لا يعني بالنسبة لي إلا سقوط هيبة الدولة لذلك عليه أن يعود معززا مكرما.
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى زيدان
غياب هيبة الدوله
عدد الردود 0
بواسطة:
الي علا الشافعي
الي علا الشافعي
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عفوا استاذة علا الشافعي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
إبحثي عن الحقيقة قبل الكتابة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
لقد ولى زمن المتاجرة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
انتم من اضاعتم هيبة الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
wael
علا الشافعى
أنا و إنت ظلمنا الحب!