د.أحمد صلاح يكتب: جماعة الإخوان.. وحلم طال انتظاره

السبت، 18 فبراير 2012 07:09 م
د.أحمد صلاح يكتب: جماعة الإخوان.. وحلم طال انتظاره صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن المدقق فى تصريحات جماعة الإخوان وقت قيام الثورة وقبل الانتخابات وتصريحاتهم الآن بعد فوزهم بالأغلبية فى مجلس الشعب، يستطيع أن يرى ملامح الخطة السياسية للجماعة للوصول إلى سدة الحكم، فهم فى البداية قالوا إنهم لن يرشحوا رئيسا للجمهورية ليطمئنوا الشعب أنهم لا يسعون إلى السلطة بقدر ما هم يعملون لصالح الثورة والوطن، ولكن فى الحقيقة أن السلطة والوصول إلى سدة الحكم هى الحلم الأول لجماعة الإخوان، والذى لطالما تمنوه، وعملوا من أجله طويلا، وهو أيضا الحلم الذى جعلهم يدخلون فى حروب طويلة مع أنظمة الحكم السابقة.

ولا شك أن ملامح هذه الخطة بدأت فى الظهور لتكون واضحة جلية مع تصريحاتهم، التى لا تهدأ خلال هذه الأيام بأنهم قادرون على تشكيل حكومة وأنهم غير راضين عن حكومة الجنزورى على الرغم ما نراه من اجتهادات واضحة من هذا الرجل لترميم ما تم تخريبه، خلال عقود مضت وخاصة الحالة الاقتصاديه.

وهذا هو ذكاء ودهاء الجماعة فى وضعهم لخطتهم بأن تكون تصاعدية من أسفل البناء وهو مجلس الشعب وقد تحقق، ثم أوسطه وهى الحكومة ثم أخيرا رأس البناء وهو منصب رئيس الجمهورية حتى وإن كلفهم الأمر أن يفوتوا الفرصة فى الانتخابات الرئاسية القادمة من أجل مصداقيتهم أمام الشعب، حيث إنهم كانوا قد وعدوا بأنهم لن يرشحوا أى أحد من الجماعة لمنصب رئيس الجمهورية، والتى أظن أنه كان وعدا ندموا عليه كثيرا، لأنه فى ذلك الوقت لم يكونوا يتخيلون أنهم سيلاقون كل هذا التأييد من الشعب فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى ولو علموا ذلك لما قدموا على تصريحهم بأنهم لن يرشحوا أحدا لرئاسة الجمهورية، ولكنهم بالطبع لن يفوتوا فرصة الانتخابات الرئاسية للدورة القادمة.

ونحن نقول إن هذا ليس شيئا يعاب عليهم أو ينقص من قدرهم، بل قد يكون هذا هو التخطيط بطريقة سليمة وذكية، بل وهذا أيضا من حقهم المطلق طالما أن الشعب هو من يريدهم، ولكن يجب أن ينتبهوا إلى أنه قد يكون من السهل عليهم الوصول لسدة الحكم وخاصة فى هذه الفترة والتى يبحث فيها شعب جريح ذاق الذل لعقود مضت عن طوق نجاة يذهب به إلى بر الأمان، وهو ما قد يكون الشعب رآه سببا لاختيار جماعة الإخوان بحكم أنها هى الجماعة التى كانت دائما على عداء مع النظام الذى أذاقه الذل والهوان من مبدأ إذا ما كرهتك وأريد التخلص منك فبالطبع سألجأ الى عدوك ليريحنى منك، ويعيننى عليك، وقد يكون أيضا بسبب التعاطف مع الجماعة لما ذاقته من آلام ومرارة السجون والمعتقلات على أيدى النظام البائد، وقد يكون من أسباب الاختيار أيضا أن الشعب قد رأى الجماعة هى الأكثر تنظيما وقوة من بين الأحزاب السياسية الأخرى وهى القادرة على الذهاب به إلى حيث ما يريد ويتمنى وهذا ما نتمناه جميعا، وهذا السبب الأخير هو أيضا الذى سيحكم على استمرارية الجماعة فى سدة الحكم، من عدمه لأنهم يجب أن يفهموا ويدركوا جيدا أنهم إن لم يذهبوا بهذا الشعب إلى حيث ما يريد ويتمنى ويجعلوا حلمه الذى طال انتظاره حقيقة، كما جعل حلمهم فى الوصول إلى سدة الحكم حقيقة فبالطبع سيعيدهم إلى حيث جاءوا وستكون العودة أبدية كما هو حال من سبقهم من الأنظمة البائده.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

الله ينور عليك أصبت عين الحقيقه

عدد الردود 0

بواسطة:

m7000

هو ده ردي علي كلامك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة