تحقيق "اليوم السابع" عن النفق الغامض فى الدويقة يثير ردود أفعال واسعة.. تهديدات للمحرر من عصابات الآثار ويعرضون عليه مليون جنيه لوقف النشر.. واختفاء زعيم العصابة قبل مداهمة "الداخلية" للنفق

التحقيق عن "رعب النفق الغامض فى الدويقة وأخطر عصابات التنقيب عن الآثار التى تعمل داخل إحدى المغارات برعاية أسرة مبارك الذى نشرته جريدة "اليوم السابع" فى عددها يوم السبت 4 فبراير، فجر العديد من ردود الأفعال بين اختفاء زعيم العصابة ومخاوف وتهديدات من قبل الذين اخترق التحقيق عالمهم، فقد تلقى محرر الجريدة تهديدات ورشاوى وصلت إلى مليون جنيه.

التحقيق لقى اهتماماً كبيراً من وزارة الداخلية، والإدارة العامة لشرطة السياحة التى شكلت حملة مكثفة ضمت هيئة الآثار والأمن العام وقسم منشاة ناصر لمداهمة النفق لتؤكد صحة المعلومات التى توصلت إليها "اليوم السابع"، وتأمر بضبط أفراد العصابة الذين فروا هاربين فور علمهم بمداهمة النفق.

عقب نشر التحقيق فى جريدة "اليوم السابع" بتاريخ 4 فبراير سادت حالة من الفوضى بمنطقة الدويقة، حيث قام أفراد العصابة باقتحام غرفة "عصام" أحد أهالى المنطقة الذى اصطحب الجريدة إلى النفق الغامض، مشهرين الأسلحة النارية، وبعد تدمير محتويات الغرفة، واصطحابه إلى مكان مجهول لمعرفة الدافع وراء مشاركته لـ"اليوم السابع"، لكشف أمرهم، لجأ عصام إلى حيلة وأجرى مكالمة هاتفية لمحرر الجريدة ليؤكد لأفراد العصابة بأنه لا علاقة بالأمر، ليقاطعه الدكتور جمال زعيم العصابة موجها كلامه لمحرر الجريدة "مش هنسيبك وهنجيبك"، لنفاجئ بإغلاق الهاتف، الأمر الذى أثار العديد من الشكوك حول المصير المجهول الذى أصيب الشاب الذى أصبح فريسة فى أيدى أشخاص يحاولون قتل من يحاول كشف أسرارهم.

وفى العاشرة من صباح اليوم التالى الموافق 6 فبراير تلقينا مكالمة هاتفية من "عصام" قائلا: " "يا أستاذ إسلام أنا حياتى فى خطر، والعصابة ناوية تخلص عليا وعليك، وعارضين عليك مليون جنيه علشان تنهى النشر فى الموضوع ده، وتنشر خبر بديل تقول فيه إن النفق مش موجود فيه أثار"، انتهت المكالمة دون أن نجيب على أسئلة "عصام" الذى يردد "هنعمل إيه"، على الفور أبلغت الجريدة وزارة الداخلية بتفاصيل الواقعة كاملة، ليتم تحديد موعد مع اللواء عبد الرحيم حسان مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار والذى أمر بتشكيل فرقة من البحث الجنائى للتحقيق فى الواقعة برئاسة اللواء جمال عبد العال مدير مباحث السياحة والآثار، والعميد البدرى الخولى رئيس مباحث الآثار، والمقدم هانى شعبان وبعد تحقيق طال إلى 8 ساعات داخل الإدارة توصلوا إلى المعلومات المطلوبة عن الواقعة.

وجاءت المفاجأة التى رواها أهالى الدويقة عن اختفاء الدكتور جمال زعيم العصابة، بأنهم فوجئوا فى ساعات متأخرة من الليل بسيارة سوداء وصلت إلى المنطقة ويستقلها شخصان مجهولان، وقاما باختطافه بعد أن أغمضوا عينه، وسط تساؤلات الحاضرين من هم هؤلاء الأشخاص فهل هم تابعون إلى جهة سيادية أم هم كبار تجار الآثار الذى يعمل معهم يريدون الانتقام منه بعد أن انكشف أمرهم على يده؟.

وفى يوم الأربعاء 8 فبراير انتقلت حملة مكثفة من الأمن العام والإدارة العامة لشرطة السياحة وهيئة الآثار إلى قسم شرطة منشاة ناصر، وتم اصطحاب قوة من القسم برئاسة الرائد أحمد البندارى لمداهمة النفق، وجاءت المفاجأة بمحاولة أفراد العصابة إخفاء ملامح النفق بردمه، إلا أن القوة تمكنت من إزالة الحجارة للوصول إلى فتحة المغارة، وقام أحد الأهالى بمعاونة هيئة الآثار بالزحف داخل النفق حتى توصلوا إلى معدات التنقيب، وأكدوا صحة المعلومات التى وردت فى تحقيق "اليوم السابع"، وعقب خروجهم أعدوا تقريراً أفادوا فيه بمعاينة النفق توصلوا إلى وجود تجويف ببطن صخر جبل المقطم على ارتفاع 8 أمترا مغلق فوهته بالحجارة، وبمعاينة ناتج الحفر الموجود أمام المغارة اتضح أنه عبارة عن كسر حجارة ناتج عن أعمال الحفر والتنقيب، وبعد الدخول إلى داخل الفتحة لمسافة 10 أمتار ببطن الجبل اتضح أنه نفق يصعب الوصول إلى نهايتة، لذلك يستوجب تجهيز معدات التنقيب الخاصة بهم ليتمكنوا من الدخول إلى نهاية النفق للتأكد من وجود آثار من عدمه.

ومن جانب آخر أكد أشرف مصطفى عضو مجلس الشعب عن دائرة منشاة ناصر، والشيخ محمد أبو جبل أمين عام حزب النور لغرب وسط القاهرة، أن حزب النور اجتمع لتقديم أول طلب إحاطة فى مجلس الشعب للكشف عن النفق الغامض للتأكد من وجود آثار داخل النفق لاستخراجها، بالإضافة إلى الكشف عن أفراد العصابة التى تقوم بعملية التنقيب.


موضوعات متعلقة..
رعب النفق الغامض فى الدويقة.. أخطر عصابات التنقيب عن الآثار تعمل داخل إحدى المغارات برعاية أسرة مبارك.. زعيم العصابة يؤكد دعم جمال وعلاء له.. و«اليوم السابع» تقضى معه 4 أيام وتخترق عالمه السرى