الجارديان: "واشنطن" تدرك أن العقوبات على طهران لن تأت بجديد

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن عددا من مسئولى الإدارة الأمريكية أعربوا عن اقتناعهم بأن العقوبات التى فرضت مؤخرا على إيران لا تردع مسئولى الدولة الفارسية ولن تمنعهم من مواصلة طريقهم نحو الحصول على السلاح النووى، وقد أكدوا أن بلادهم سوف لا تجد فى النهاية سوى الخيار العسكرى للتعامل مع التهديد الإيرانى.

وأكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن بلاده سوف تعطى وقتا كافيا للإجراءات الأخيرة التى تم اتخاذها فى هذا الصدد، والتى تهدف فى الأساس لممارسة مزيد من الضغط على الاقتصاد الإيرانى والذى يعانى حاليا من جراء العزلة الدولية التى تعيشها إيران بسبب العقوبات الدولية الأخيرة، إلا أن هناك اتجاها كبيرا داخل الإدارة الأمريكية يرى أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران لن تحقق سوى إقناع إسرائيل بتأجيل أى خيار عسكرى ضد إيران وطمأنة الأوروبيين أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى الحل العسكرى إلا بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى.

وأبرزت الصحيفة تصريحا لأحد مسئولى الإدارة الأمريكية، أكد خلاله أن البيت الأبيض يريد أن تؤتى العقوبات ثمارها، موضحا أن الإدارة الحالية ليست كإدارة الرئيس السابق جورج بوش، تدرك خطورة الانغماس فى صراع جديد، مضيفا أن الولايات المتحدة استخدمت العقوبات الأخيرة لحل الأزمة إلا أنها لا يمكن أن تتحرك نحو الخيار الأصعب إلا فى ظل الحالات القصوى.

وترى الصحيفة فى تقريرها أن الشكوك المتزايدة حول النوايا الإيرانية هى نتيجة للمماطلة وإهدار الفرص التى سنحت من قبل لحل الأزمة منذ عهد الرئيس بيل كلينتون، مبرزة ما أعلنه الرئيس الإيرانى مؤخرا محمود أحمدى نجاد حول قيام بلاده بتركيب أول قضيب وقود محلى الصنع، بالإضافة إلى إعلانه عن نيته قطع إمدادات النفط عن ستة دول أوروبية، وهو ما يعنى أن هناك إصرارا إيرانيا على تحدى المجتمع الدولى ومواصلة المشروع النووي.

وأوضح التقرير أن الإدارة الأمريكية إذا أدركت أنه لا يوجد سبيل للتعامل مع التهديد الإيرانى سوى بالخيار العسكرى، فإنه من المستبعد أن يتبنى الأمريكيون مثل هذا القرار قبل الانتخابات الرئاسية القادمة والمقررة فى نوفمبر القادم، إلا إذا كان سبب عاجل قد يؤدى إلى هذه النتيجة.

ومن ناحية أخرى أوضحت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين قد أبدوا تشككهم حول مدى جدية إسرائيل بتنفيذ هجوم عسكرى ضد إيران، ويرون أن التصريحات الإسرائيلية تهدف فى المقام الأول لدفع الأمريكيين والأوروبيين لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه المشروع النووى الإيرانى والذى يعتبرونه تهديدا لأمنهم.