أيمن نور

اغتيالى يوم الإفراج عنى

السبت، 18 فبراير 2012 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الذين يولدون فى العواصف لا يفزعهم زئير الرياح فلا أفقد يومًا إيمانى بوطنى، رغم كل الخناجر التى تغرس يوميًا فى ظهرى!!

اليوم 18 من فبراير يمر عام ثالث على يوم خروجى من سجنى، ومازال الله يمتحن صبرى!!
أحس أنى عشت فى هذه السنوات، ألف عام «!!»، فما أكثر الأحداث التى وقعت. واحدة منها تكفى عمرًا بأكمله من الأحداث والأزمات والمرارات!!

لا أعرف كيف يُحسب عمر الإنسان.. هل بأيام السعادة والرخاء؟ أم بحجم الأهوال والأنواء؟ أم عدد مرات خيانات الأصدقاء؟

هل يُحسب عمر الإنسان بعدد الأحلام التى حققها؟! أم بعدد الأحلام التى تحولت إلى كوابيس؟!
فى سجنى الذى استمر قرابة الأعوام الأربعة، كانت أيامى صعبة، لكنى تغلبت على شقائها بمقاومتها ولم أستسلم يومًا!! كان عذابى قاسيًا، وكان احتمالى هائلاً، فالله لم يتخل عنى لحظة فى ظلام السجن وظلمه! كلما شعرت بضعفى أشعرنى دائمًا بقوته!!

عندما كان السجن هو «المحنة».. كانت «المنحة» أنى أسجن من سجننى بسجنى، وأؤرقه بظلمى، وأقض مضجعه فى قصره بصوتى الذى لم يخفت يومًا وقلمى الذى لم يستكن رغم القهر والحصار وأسوار الزنازين.

كنت دائماً على يقين أنى أكبر من الذين آذونى!! وأقوى من الذين ظلمونى، وسجنونى، فالمطارق التى هوت على رأسى طوال 7 سنوات لم تجعلنى أسقط تحت الضربات، أو أحنى رأسى للرياح والصدمات، على العكس فكل طعنة زادت قوة احتمالى، وقدرتى وإيمانى بالغد!!
عندما اعتقلونى من مقعدى فى البرلمان «فى 29 من يناير 2005» تصوروا أنهم كتبوا شهادة وفاتى حيًا، فكان اعتقالى شهادة ميلادى الثانية!! وعندما أسقطونى زورًا فى الانتخابات توهموا أنهم انتصروا بهزيمتى، بينما هم الذين سقطوا أمام العالم فى أول اختبار، وعندما صدقوا على حكم جائر بسجنى خمس سنوات خُيل لهم أنهم يغلقون ثغرة فى ثوبهم البالى، بينما هم أشعلوا النيران فى ثيابهم.

خروجى من السجن يوم 18 من فبراير 2009 وقبل موعدى القانونى بخمسة أشهر فقط لم يكن قرارًا بالإفراج عنى، بل كان فرمانًا بتمديد مدة اعتقال حقوقى كمواطن، واغتيالاً لحقوقى كإنسان!!

الذى وقَّع قرار الإفراج عنى يوم 18 من فبراير الماضى وقع قبله سلسلة من الفرمانات السلطانية العجيبة منها أولاً: امنعوه من حق العمل، والكسب والحياة!! فشطبونى من نقابتى ومنعونى من مهنتى، ومهنة والدى، وأغلقوا مكتبه الذى حمل اسمى بعد وفاته وسجنى!! وحرقوا مكتبى قبل أيام من خروجى!! وقبله مجمعى الثقافى فى دائرتى.

ثانيًا: عوِّقوه أن يبيع ما تبقى من ممتلكاته «ميراثًا عن والديه» حتى لا يجد قوت يومه، أو ما ينفقه على تسيير حياته أو تفعيل نشاطه!! فإذا ذهبت لأسجل عقدًا طلبوا شهادة من النائب العام تفيد بخروجى من السجن!! وإذا طلبتها من النائب العام أحال الأمر للداخلية التى ترد الأمر بدورها للنائب العام!! إلخ إلخ.. ودواليك.

ثالثاً: احظروا نشر أى خبر أو صورة له، فى الصحافة الرسمية ووسائل الإعلام الحكومية!! إلا سباً وقذفاً وتشويها واستخدموا الصحافة والفضائيات نصف الحكومية وشبه المستقلة فى القيام بالشطر الأكبر من تلك المهمة.

رابعاً: امنعوه من السفر للخارج، وضيقوا عليه فى الداخل، وحاصروه بجيوش من المخبرين والمدسوسين وعملاء الأجهزة، وأصدقاء الأمن.

خامساً: اشعلوا النار فى بيته بعد مكتبه، وضعوا بذور الشك فى كل كلمة يقولها، وكل تصريح يتسرب من براثن الحصار، لا ينشر إلا مشوهاً لاستكمال مخطط التشويه.

سادساً: امنعوه من حزبه، وصحيفته وحقوقه ودائرته واستقطبوا أنصاره، واخترقوا مؤيديه، وناصروا معارضيه، وحرضوا منافسيه، ومزقوا صفوفه.. انهكوه.. اغتالوه بلا دم!!
يوم خروجى من سجنى الصغير عملت عامين من أجل قيام الثورة، ومنذ عام قامت الثورة.. وكانت لدى أحلام مشروعة، وحقوق مصونة.. وبعد عام من الثورة بات لدى فى سجنى الكبير حلم وحيد هو الخلاص لمصر، وحق وحيد، فى أن أبقى رقمًا صعباً فى معادلة يريدها النظام مكونة من رقم واحد!

فرمانات الاغتيال التى سبقت قرار خروجى فشلت للآن فى قتلى رغم نجاحها فى إيلامى، فقط ما يؤسفنى هو تورط بعض النخبة فى الترويج لهذه الفرمانات والتأكيد عليها بدلاً من نيل شرف مقاومتها.. لا أنتظر دفاعًا من أحد عن حقوقى لكنى ما كنت أنتظر أو أتوقع أن يتحالف البعض على الاشتراك والتحريض على المزيد من ذبحها واغتيالها قبل الثورة وبعدها!!
المراهنون على صلابة أعواد مشانق النظام المنصوبة لى، واهمون وستثبت لهم الأيام!!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مي وهبه

أنت أكبر من سجانوك

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد على

سجل أيها التاريخ

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر حسين

أحترمك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

أريد أن أعرف

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر مأمون

أنت رجل شجاع

عدد الردود 0

بواسطة:

شاكر عبد النور

رجل في زمن عز فيه الرجال

أريدك رئيس لمصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود نبيل

ومازال النظام فاسدا

عدد الردود 0

بواسطة:

eihab

بكائيات ايمن نور

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم فتح الله

للظلم نهاية

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير عبد المنعم

لن ننسى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة