إن الأمم التى تريد أن تتقدم وتزدهر وتبنى الحضارة، يجب أن تبنى أولا الإنسان الذى سيعمر الأرض، وإن التغيير الحقيقى لأى أمة ليس فقط بتغيير وأسقاط الأنظمة الفاسدة التى كانت تحكم مصائرنا، وإنما بالارتقاء والنهوض بالموارد البشرية لها، والتى ستبنى الحاضر والمستقبل وستوظف كل طاقتها من أجل ذلك الهدف السامى، وأن الإنسان إذا استطاع إحداث تغييرات كبيرة فى حياته فإن مردودها سيعود على المجتمع كله، هكذا كان الدكتور إبراهيم الفقى رائد التنمية البشرية فى مصر والعالم العربى والذى كان دائما يريد أن يطور وينمى الموارد البشرية للأمة العربية لخدمة مشروعها الحضارى ولا أجد ما أقوله عن الراحل إلا أن نتذكر بعض كلماته.
إنّ جميع البشر يوجد فى أعماق أنفسهم كافة المصادر التى يحتاجونها لإحداث تغييرات إيجابية فى حياتهم.. إنّ الشىء الذى يبحث عنه الإنسان الفاضل موجود فى أعماقه أما الشىء الذى يبحث عنه الإنسان العادى فهو موجود عند الآخرين... كثير من حالات الفشل فى الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام فلا تيأس..يقدر الإنسان نفسه حسب الأعمال التى يعتقد أنه يستطيع إنجازها، ولكن العالم يقدره حسب الأعمال التى ينجزها فى الواقع..إن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس فى العالم وكلما تنافس الإنسان مع نفسه تطور بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون غدا كما هو اليوم..إن الذات السلبية فى الإنسان هى التى تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب أما الطبيعة الحقيقية للإنسان هى النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.
أقنع نفسك وردد: من حقى أن أحصل على ثقة عالية بنفسى وبقدراتى، من حقى أن أتخلص من هذا الجانب السلبى فى حياتى، لأن ثقتك بنفسك تكمن فى اعتقاداتك..من الضرورى أن تحب نفسك ولكن بعيدا عن آفة العُجب واحترم ذاتك ولكن على أن لا تنسى قواعد التواضع وخفض الجناح..حصن ذهنك من الأفكار السلبية وقاوم الموجات السوداوية وإياك أن تستقبل رسائل ليست فى صالحك.
فليكن اكتشافك لذاتك من أكبر مشاريع حياتك بذلك تعرف مدى صلاحيتك، وهل أنت على مستوى الأداء أم عليك الالتزام..عند كل صباح انو على أن تعيش باستقامة لأنها منبع الكرامة، فإذا وقعت فى خطأ فأسرع فى مراجعتها بتوبة نصوحة...تسلح بروح الفكاهة والمرح و لكن كن جاداً فى بذل الجهد واتخذ لنفسك مثلاً أعلى من الشخصيات المعاصرة أو التاريخية…افتخر بإيجابيات مع تجنب كل معانى الغرور وسجل إنجازاتك على صفحات قلبك وتفكر فيها عند مواطن الضعف وأمام التحديات..شكوكنا خيانة لنا فهى تفقدنا الخير الذى يمكننا أن نحظى به من خلال خوفنا من المحاولة - حاول وجرب للوصول لهدفك….الندم : هو عضّ ( الأصابع ) بعد الانتهاء من عض ( الأظافر ) فى مواقف سابقة !! فلا تندم على شىء وتوكل على الله وتقدم..) الخجل : هو التزام ( اللسان ) بالهدوء .. وترك بقيّة ( الأعضاء ) ترفع أصواتها !! ارفع ثقتك لنفسك ...الحب والتسامح هو أن تتمنى للآخرين السعادة والسرور والسلام، حتى لو لم تكن تحبهم أو تتعاون معهم...قضاء سبع ساعات فى التخطيط بأفكار وأهداف واضحة أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبع أيام بدون توجيه أو هدف.
عليك معرفة قيمة نفسك لتجعلها عزيزة مدى الحياة اعرف أولا من أنت ؟... الصـمـت : يعلمك حسن الاستماع الذى يفتقده الكثيرون حاول إتقانه ولن تفشل أبدا فى تحقيق ما تريد فى أى وقت وفى أى موقف... الصـمـت: يولد لدى الآخرين شعورا بالغيظ الشديد لأنهم يعتبرونه هجوما مستترا فتكون الأقوى من دون كلام، والحل الأفضل أمام المشاكل الزوجية التافهة... ماذا تفعل عندما تكتشف أن الشخص الذى يجعلك تتوقف عن البكاء هو الشخص الذى يجعلك تبكى؟... الطموح كنز لا يفنى: لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحا، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذى لا يفنى فكن طموحا وانظر إلى المعالى.
التحدى هو لغة أكون أو لا أكون بمعنى الوصول للهدف دون تقديم تنازلات أيا كان ثمنها... الإرادة تبعث على التحرك والعمل، حيث تكون هى الشرارة الأولى ويجب أن نعلم أن الإرادة المطلقة الوحيدة فى الكون هى لله وحده سبحانه وتعالى...الإرادة مشتقة من كلمة (أريد) وهى قوة كامنة فى ذاتنا مصدرها الرغبة فى التغيير للأفضل وتحقيق شىء ما نطمح له ويزيل شيئا سلبيا فى حياتنا.
ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم ... السر لا يكمن فى عدم السقوط، بل السر يكمن فى النهوض كلما سقطنا من جديد...إننا نحن البشر نفكر فيما لا نملك ولا نشكر الله على ما نملك، وننظر إلى الجانب المأساوى المظلم فى حياتنا ولا ننظر إلى الجانب المشرق فكن إيجابيا ...عش كل لحظة كأنها آخر لحظة فى حياتك ...عش بالإيمان ... عش بالأمل ... عش بالحب ... عش بالكفاح ...وقدر قيمة الحياة. وآخر ما أريد قوله رحمك الله يا دكتور إبراهيم أسكنك الله فسيح جناته.
محمود محمد معوض يكتب: وداعا دكتور إبراهيم الفقى
الجمعة، 17 فبراير 2012 12:39 م