د.حمزة زوبع

حكومة الإخوان ...!

الجمعة، 17 فبراير 2012 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتقد البعض أنه قد آن أوان توريط الإخوان المسلمين ووضعهم أمام خيارين كلاهما مر، إما القبول الفورى بتشكيل حكومة إخوانية على اعتبار أن حزب الإخوان – الحرية والعدالة – يمثل الأغلبية النيابية وهذا الخيار قد يوقعهم فى خلاف أو صدام مع المجلس العسكرى، أما الخيار الثانى فهو رفض تشكيل الحكومة وبالتالى يبقى الإخوان فى دائرة الشك والاتهام بأنهم عملاء للمجلس العسكرى.
هذا ليس تفكيرا سياسيا بناءً، إنما هو عملية إيقاع رخيصة لا تليق بشركاء الثورة ولا ينبغى أن تذهب العقول فى التفكير إلى هذا الحد التآمرى المريض بغرض الإطاحة أو التشهير بالمنافسين، ثم إن مؤسسة بحجم وتاريخ الإخوان المسلمين أذكى بكثير من أن يتم توريطهم فى خلاف أو صدام مع المجلس وهم أكبر من أن يفشلوا فى حال تكليفهم بتشكيل وزارة لأنهم وبطبيعة الحال أيضا أعقل بكثير مما يتصور البعض ولن يشكلوا حكومة إخوان بل حكومة ائتلاف وطنى وإن كانوا على رأسها بحكم خيار الشعب .
قلت فى مقال قبل أسابيع أنه يتعين على حزب الحرية والعدالة أن يأخذ تصويت الشعب له على محمل الجد وألا يتهرب من مسئوليته الأخلاقية بتشكيل حكومة بموجب التكليف الشعبى، وبمجرد أن يقوم المجلس العسكرى بتكليف الحزب بصورة قانونية لأن المجلس العسكرى الحاكم هو أعلى سلطة تنفيذية وهو يحل محل رئيس الدولة فى الحالات العادية .
أما وإن الجميع بات يعلم أن المجلس العسكرى لم يقم بتكليف الحزب ورد على ما أعلنه كبار قادة الحزب والإخوان بإعلان الجنزورى استمراره فى الحكومة حتى نهاية يونيو أى بعد انتخاب الرئيس، أى أنه لن يتم تكليف حزب الحرية والعدالة بتشكيل الوزارة فقد اختلف الوضع وأصبح على الجميع أن يعيد التفكير فى طريقة تفكيره، وأن يتحول من فكرة التآمر على الحرية والعدالة إلى التعاون معه .
فقد أثبتت الأيام أن الإخوان والحرية والعدالة لم ولن يساوموا على مصلحة هذا البلد وأنه رغم توفر الإمكانات والقدرات البشرية التى بمقدورها إدارة هذا البلد إلا أنهم يفضلونها دولة الجميع وحكومة الجميع وليس حكومة الإخوان .
هذا لا يعنى أبدا التهرب من المسئولية ولكن تشكيل الوزارة وإن كان استحقاقا انتخابيا واجب التنفيذ إلا أنه يحتاج إلى تكليف سياسى من المجلس العسكرى الذى رفض حتى الآن القيام بهذا الأمر، وهذا قد رآه البعض طلبا للصدام مع الإخوان ولكنه فى الحقيقة ربما يكون سوء تقدير للموقف وعدم فهم لما يدور على أرض الواقع أو فى حده الأقصى غباءً سياسيا لا يختلف عن سلسلة القرارات الغبية التى تمت على مدار عام منذ قيام الثورة المباركة.
حكومة الإخوان التى يريدها البعض أن تتشكل وأن تتسلم السلطة فتدخل فى صدام مع المجلس العسكرى أو تفشل فى أداء مهمتها بسبب الترهل الكبير فى مؤسسات الدولة، هذه الحكومة لن تكون أبدا إلا فى الأحلام، أو فى خيال هذا البعض.
المراهقة السياسية التى يمارسها هذا البعض لن تساعده على بناء حزبه ولا صناعة تاريخ سياسى له، بل إنها وكما يلمس الجميع تساعده على الاحتراق المبكر وفقدان ثقة الشعب الذى اختاره فيه .
الصدام مع المجلس العسكرى قد يسعد البعض لبعض الوقت لكنه لن يسعد الشعب طول الوقت.
عوضا عن ذلك أتمنى لو فكر الجميع فى الخروج بتصورات وأفكار مبدعة من شأنها أن تخرج الوطن من محنته وأن تعود الثورة إلى مسارها الصحيح .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة