محمد أبوزيد الطماوى

الطرف الثالث أحرز الهدف‎

الجمعة، 17 فبراير 2012 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن ما يحدث الآن على مدار عام كامل من بداية الثورة، من حالة الهرج والمرج والدماء التى تسفك والشباب الذى يفقد من حين لآخر، يسرُ أحداً غير أعداء هذا الوطن أو بالأخص "الطرف الثالث" الذى دائماً يشير المجلس العسكرى إليه بأصبع الاتهام.

ولا أدرى لماذا النظام حتى الآن لا يعى أن الشعب فاق من نكسته؟!!، وأنه يعلم ويعرف جيداً من هو- اللهو الخفى - وراء كل ظلام وحداد، من يعقل الأمر سيجد المستفيد، إن الذى يحاول بكل هذه الإمكانيات والحيل لتدمير شعب بأكمله لإشاعة الفوضى بأركانه هو إما مغتصب طامع "إسرائيل"، يريد إعادة أمجاد مزيفة بناها من قبل على هذه الأرض، أو نظام سابق "الفلول"، يخاف من السؤال "ماله من أين اكتسبه"، ثم المحاكمة والعقاب الذى سيلحق به قريباً عندما تستكمل الثورة المنقوصة.

إن الطامة الكبرى هى عدم الاستفادة من التجارب التى مرت بها مصر، بداية من أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، إلى موقعة الاستاد، التى لم نجن من ورائها إلا نهر من الدماء وجيش من الشهداء وضحايا بلا رعاية كافية، ولم نشعر حتى الآن بقلب ُأم يأتى إلى جسدها فلذة كبدها بصوره أشلاء مقطعة، ظهر كل ذلك حينما تخاذلنا عن استكمال ثورتنا السلمية التى أبهرت العالم من يوم أن تركنا منصة الميدان واستبدلناها بمنصات الإعلام، وبدأت الفتنة تشتعل حينما سمحنا بلفظ الخيانة يتخلل بيننا ُيلقى به بعضنا البعض بعدما كانت قلوبنا مؤلفة كرجل واحد، وظهر الجهل والحماقة حينما تفرقنا وتناحرنا وتشتت مبادؤنا، وأتضح الغباء عندما بدأت الألسنة تقدح فى الإسلاميين تارة ترميهم بالطمع وأخرى بالتآمر ضدد المصالح العامة قبل أن يبدأوا فى مهامهم، فلا نلوم ذلك الطرف المتحالف لأننا ساعدناه فى تحقيق أغراضه حينما سمحنا له باقتناص واستغلال الفرصة.

أن كل ما حدث نتيجة طبيعية لأن النظام لم يسقط بعد، بالإضافة إلى ما أشرت إليه سابقا، فلقد وطدت الأنظمة السابقة للفساد أركان مازالت عاتية، بعد أن عمقت فى نفوس الكثيرين الحرص على المصلحة الشخصية حتى إن تعارضت مع المصالح العامة، مما يستوجب علينا التحدى والتصدى لكل هذه العقبات والعراقيل، حتى نتدرج فى الإصلاح والتنمية، ومن الواجب أن ينصح الأئمة والعامة شبابنا المندفع المتعجل للإصلاح السريع بالتحلى بالصبر والهدوء، حتى لا نقع فى فخ المؤامرات المدبرة والشائعات التى تنتهى باصطلاء شبابنا الأعزل بنارها، فلقد هرمنا من كثرة الهزيمة الدموية وتقطعت شباكنا من التخلف والقهر، وما زاد ذلك العدو إلى فخراً بما يحرزه من أهداف، فلا عاصم من ذلك سوى أن نقف جميعاً نداً أمام محترفى الإجرام ومنتفعى العهد البائد، لنريهم كيف سننهض بمصر، حتى نأخذ بأيديها إلى ما هى أهله من الريادة والتقدم، فلن يتم ذلك إلا بإسراع الخطى نحو مبادرة بناء صرح الحضارة العلمية التطبيقية التى تصل بنا إلى الإبداع والتألق.





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح هاشم

رائع .. سلمت يداك

عدد الردود 0

بواسطة:

د. عبدالحميد عمران

مقال ممتاز وتحليل دقيق ، فقط أريد تعديل الأولويات

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق فتح الله

الطرف الثالث

الطرف الثالث حقق اهداف كثيرة وليس هدف

عدد الردود 0

بواسطة:

على الحوفى

ياليتهم يفهموا

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق البنهاوي

معك ولست معك

عدد الردود 0

بواسطة:

روقيه محمد

سلمت يداك وسلم قلمك وزادك الله من علمه وفضله

عدد الردود 0

بواسطة:

روقيه محمد

سلمت يداك وسلم قلمك وزادك الله من علمه وفضله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة