فى حلقة خاصة من برنامج (وماذا بعد؟) على قناة أون لايف أمس، الخميس، بمناسبة الذكرى الأولى للثورة الليبية، دعا الروائى والكاتب الليبى أحمد إبراهيم الفقيه للإعلامى محمد سعيد محفوظ، المجلس العسكرى فى مصر لتسليم الموالين للقذافى الهاربين فى مصر، خاصة من شاركوا منهم فى قتل المتظاهرين الليبين، إلى السلطات والقضاء الليبى لمحاكمتهم، وقال إن المجلس الانتقالى الليبى عليه مغادرة السلطة الآن، وترك المرحلة المقبلة لقيادة منتخبة من الشعب، ووجه رسالة شكر إلى المجلس الانتقالى، وقال إنه أدى مهامه بشكل كامل، فيما رشح الدكتور مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس لتولى مهمة المصالحة الليبية بين كافة الأطراف المتنازعة الآن.
ووصف الثورة الليبية فى ذكراها الأولى التى توافق اليوم الجمعة 17 فبراير، بأنها كانت "حالة تجلى مباركة من الله"، وأن عبقريتها ظهرت فى مقاومة الظلم والطغيان الذى تعرض له الشعب الليبى على يد حكم القذافى، الذى دام ما يقرب من 42 عاماً، وتوقع ألا تنتهى آثار النظام السابق فى ليبيا بسهولة، وأن تستمر لفترة من الزمن.
وقال إنه قد يكون هناك حالات انتقام أو تصفية حسابات من الثوار تجاه الموالين للنظام السابق، وأرجع بعض عمليات التعذيب التى تقوم بها المليشيات المسلحة فى ليبيا إلى ما سماه تأثير النظام السابق فى البنية الاجتماعية لليبيين، واعتبر أن التجاوزات التى حدثت بحق بعض هؤلاء الموالين "غير منهجية"، وتمت دون مصادقة من المجلس الانتقالى، وطالب بفتح تحقيق داخلى وخارجى عن طريق المنظمات الحقوقية الدولية.
وسخر من الدراسة التى أجرتها جامعة أكسفورد، وخلصت إلى أن ثلث الليبيين يريدون عودة نظام القذافى بدعوى عدم الاستقرار الأمنى، وقال: "خدعوك فقالوا إن هناك من يترحم على القذافى"، وشكك فى الدراسة، وطالب بكشف أسلوب القيام بها، والعينة التى اعتمدت عليها، لكنه قال فى نفس الوقت إن هناك ملاحظات وطموحات كان يأملها الشعب الليبى من السلطات الحاكمة الآن.
وقال إن ليبيا تمر بمرحلة أشبه بالتى تمر بها كل من تونس ومصر، وتوقع ألا تكون المرحلة الانتقالية فى ليبيا سهلة، وطالب بأن يكون هناك تعاون اقتصادى وثقافى بين مصر وليبيا، وقال إن مصر لديها فن وثقافة كبيرة جداً، وإن ليبيا تمثل معرضاً بشرياً متنوعاً مفتوحاً للثقافة المصرية.
وأكد أن ديكتاتورية القذافى منعت ظهور جماعات موالية للنظام السابق على غرار جماعات "أبناء مبارك: و"آسفين يا ريس" فى مصر، وقال إن القذافى وصل إلى مرحلة من الطغيان تمنع أى شخص من التعاطف معه، وإن المواليين له هدفهم مصالح اقتصادية فى المقام الأول.
ووصف الموالين للقذافى وأنصار نظامه بأنهم "قلة قليلة"، تعمل من أجل الثورة المضادة، وقال إن النظام السابق لا يوجد به أى نقطة بيضاء يمكن أن تجعل أى شخص يتعاطف معه، وأكد أن مصر وليبيا يملكان من المؤهلات والمقومات البشرية والمادية مما يجعل البلدين فى مصاف الدول المتقدمة بشكل أكبر من ماليزيا وتايلاند.
وقال إن من حظ ليبيا أن ثورتها قامت بعد ثورة كل من مصر وتونس، اللتين تقعان على حدودها، وأكد أن نجاح الثورة فى كلا البلدين كان عاملاً رئيسياً فى نجاح الثورة فى بلاده، وأن الثورة الليبية لو كانت قد قامت قبلهما، لكان مبارك وزين العابدين قد ساهما فى وأدها.
ورفض خلط الدين بالسياسة، وتمنى ألا تصل ليبيا إلى مرحلة يتم فيها منع النساء من السير فى الشارع بدون حجاب أو نقاب، وقال إن دخول الدين فى السياسة يهين الدين فى المقام الأول، وأكد أن رفضه تدخل الدين فى السياسة لا يعنى رفض الدين، وقال إن الدين يجب أن يكون قاسماً مشتركاً فى كل مناحى الحياة إلا السياسة، وأن طريق النجاة ليس بالخلط بين الدين والسياسة، ولكن بمواكبة العصر والتطور وتعلم لغة العصر ومفرداته.
وقال إنه يرفض "أجندات أجنبية" على ليبيا، وطالب بإعطاء مساحة إعلامية مساوية فى ليبيا لكل الألوان والأطياف السياسية والاجتماعية، وأكد أن من تبقى من النظام السابق إذا تمت محاكمتهم فإن المحاكمة ستكون عادلة بشكل كامل، وفق قوله.
فى حلقة خاصة مع الإعلامى محمد سعيد محفوظ بقناة أون لايف..
الروائى أحمد إبراهيم: على "العسكرى" تسليم فلول القذافى لمحاكمتهم
الجمعة، 17 فبراير 2012 10:08 م