بعد سنوات طويلة من السيطرة على هذا المرض، عاد الدرن أو "السل" مرة أخرى، ليصبح القاتل الأول بين الأمراض المعدية، ولكن ما هو مرض الدرن؟ وكيف نقى أنفسنا منه؟
يوضح لنا الدكتور عبد المنعم عاشور، أستاذ الأمراض العصبية وطب المسنين، أن الدرن هو مرض بكتيرى يصيب الرئة أو أجزاء مختلفة من الجسم، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن حوالى ثلث سكان العالم يحملون فى أجسادهم عدوى الدرن.
ويؤكد عاشور أنه ليس كل من يحمل العدوى يكون مصابا بالمرض، ولكن على الأقل يعتبر المريض مخزناً للميكروب، ويمكن أن يتحول إلى حالة مرضية تحت بعض الظروف.
ويشير عاشور إلى أن الفئات الأكثر عرضة لظهور المرض هم المسنون، حيث إن أكثر من 80% من نسبة الإصابة بالدرن فوق سن الخمسين، حيث إن المسنين المعاصرين يشكلون مخزناً للدرن الذى حملوه معهم مختفيا أو كامنا منذ أوائل القرن العشرين، وفى أى وقت إذا ضعفت أجسامهم السيطرة عليه أصيبوا بالمرض وتحولوا إلى مصدر عدوى للمخالطين بهم.
ويبين أن عدوى الدرن تحدث عن طريق السعال أو الرزاز الخارج من المريض والمحمل بالميكروب، بالإضافة إلى التواجد فى الأماكن الضيقة وسيئة التهوية لفترات طويلة وإستخدام أدوات المريض الخاصة كالمناشف.
ويتم تشخيص الحالات عن طريق الفحص الميكروسكوبى للبصاق أو عمل مزرعة للبصاق، بالإضافة إلى فحص صدر المريض بالأشعة، ويؤكد أن فحص المسنين لمرض الدرن يكون صعبا، مما يجعل حالات كثيرة لا يسهل تشخيصها، وتأتى الصعوبة فى أن أعراض الدرن الرئوى فى المسن لا تكون بالصورة التقليدية من سعال وبصاق دموى وارتفاع فى درجة الحرارة وضعف عام وفقدان للشهية وضيق فى التنفس، ولكن يعبر الدرن الرئوى عن نفسه بأعراض غاية فى العمومية، مثل الإجهاد البسيط أو صعوبة فى التنفس أو ظهور أعراض أخرى بعيدة تماما عن الجهاز التنفسى، منها الصعوبات المعرفية أو الصعوبة فى التذكر.
ويوضح عاشور أن من أهم سبل الوقاية من هذا المرض، سواء للشباب أو لكبار السن، يجب الحفاظ على التهوية الجيدة للمنازل والتنظيف الجيد للأسطح، مع عدم التواجد فى الأماكن المغلقة، وعدم استخدام الأدوات الخاصة للأشخاص، خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض الدرن كالسعال، وضرورة الكشف فى حالة ظهور أى من الأعراض مع الفحص الدورى المستمر للكبار لضمان عدم الإصابة بالمرض.