قال الروائى والباحث فى علم الاجتماع السياسى الدكتور عمار على حسن إن الثورة المصرية وأخواتها فى العالم العربى جذبت انتباه العالم إلى العرب، وأسقطت الكثير من الأوهام والخرافات حول سلبية "الثقافة الإسلامية".
وأضاف "حسن" خلال كلمته التى ألقاها خلال فعاليات الدورة الثانية لـ"جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى" المنعقدة بالخرطوم، أن العرب يقفون الآن على باب تحدٍّ جديد، وعليهم ألا يسمحوا لثوراتهم تلك بالسقوط حتى يمكن للنموذج أن يكتمل، وعليهم ألا يخذلوا البشرية أبداً، وهى التى تنتظر منهم الآن، وفى لهفة، أن يكسروا المألوف، ويصنعوا المعجزات".
وأبدى "حسن" تفاؤله الشديد حيال نجاح الثورة المصرية فى نهاية المطاف، رغم العقبات التى توضع أمامها الآن من قبل القوى المضادة لها، والتى تعمل على إعادة إنتاج النظام القديم أو المحافظة على ما تبقى منه.
وقال "حسن" فى كلمة له ألقاها اليوم أمام جمع غفير من الأدباء والمثقفين والباحثين العرب، إن ثقته فى الشباب المصرى بلا حدود، وإنه سيتعلم من إخطائه، وسيتمكن من الانتصار على كل الذين يحاولون تفريغ الثورة من مضمونها.
وأضاف أن "الثورة لم تولد خلسة ولا من دون مقدمات، بل هى النتيجة الكبرى لتمهيد طويل، والحصاد الناجز لزرع نبت فى تمهل ونما حتى استوى على سوقه"، مؤكداً أن الشعب المصرى لا يزال ملتفا حول ثورته بدليل ما جرى خلال يوم 25 يناير الماضى، حيث نزل الملايين ينادون برحيل العسكر ويهتفون بشعارات الثورة الأصلية "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية".
وتابع "إن إقامة العدل وتوافر الكفاية ورعاية الحريات العامة وشعور الناس بالرضا عن الحال، واطمئنانهم إلى المستقبل هو خط الدفاع الأول عن وحدة تراب الوطن، وهو الجدار العازل أمام أى طامع أو غاز، وليس ملاحقة الأحرار ومطاردتهم، واستخدام الدعاية الساذجة فى تخويف الناس من الفوضى والتفكك، فالذى يخون وطنه هو من يدفع ناسه إلى الفراغ بلا ولاء ولا انتماء، فى ظل الكبت والفقر والجهل والغبن".