"عائلة السنارى" رواية تتناول الظلم الواقع على المرآة فى المجتمعات العربية

الخميس، 16 فبراير 2012 08:41 م
"عائلة السنارى" رواية تتناول الظلم الواقع على المرآة فى المجتمعات العربية غلاف الرواية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخرا عن دار مكتبة مدبولى الصغير رواية جديدة بعنوان "عائلة السنارى" للكاتبه السوارية مجد خلف، وتقع الرواية ذات القطع الكبير فى 414 صفحة، ويتصدر غلافها الأمامى برواز لصورة عائلية لأب يتوسط أبناءه السبعة.

تناقش الرواية الظلم الواقع على المرأة في المجتمعات العربية منذ الأزل حتى يومنا هذا، وتقدم عبر أحداثها المشكلة وحلها في ذات الوقت، وذلك من خلال حواراتها ومواقفها شديدة الواقعية، فقد حدثت بالفعل كما ذكرت كاتبتها؛ مجد خلف؛ وقد تتطابق أحداثها مع أحداث حياة أي منا في مصر أو في سوريا أو في الجزائر أو المغرب.... أو في أي بلد عربي آخر، قصة ظلم المرأة عبر قرون في المجتمعات الذكورية هي قصة كل الأجيال التي كانت وستكون.

واستعانت الكاتبه فى روايته بقول الله تعالى فى القرآن الكريم فى سورة التغابن الآية 14 "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم"، مؤكدا أنه عند قراءة هذه الآية سيفهم القارئ ما يقصده الراوى فى روايته.

وجاءت مقدمة الرواية لتوضح مقصد الكاتبه من الاستعانة بهذه الآية، حيث ذكر راوى على لسان شاب يقول إنه تربى مع أحد الفتيات من جيرانه وكانا يحبان بعضهما منذ الصغر، مشيرا إلى صفاتها الحميدة التى كانت تتميز بها دونا عن إخوانها، ولكن ما أثار عجبه واندهاشه عندما كبرت الفتاة معاملة والدها لها بشكل قاسى، حتى اسمها التى كناها به كان اسم ولد وكان هذا يسبب لها إزعاجا من قبل أصدقائها بالمدرسة، ولم يكن الاسم هو اللعنة الوحيدة التى ألصقها بها والدها ولكن كانت حياتها كلها مليئة بالعثرات التى كانت تظهر حيالها قوية وحتى تخرج منها بشكل أقوى.

تتناول الرواية الأحداث التي جرت لثلاثة أجيال من أسرة واحدة هي أسرة السناري، التي يعيش عميدها غازي السناري في دمشق القديمة، والأحداث التي تسردها الرواية؛ تاريخية أو سياسية أو اجتماعية قد تدور رحاها في أي بلد عربي، ولكنها اتخذت الطابع الشامي من حيث المكان، وما كان عبر الزمان فيه من حوادث، بدءا من عشرينيات القرن الماضي حتى استقرار الحكم بيد أسرة الأسد؛الوحش سابقا، وسيطرة العلويين على مقاليد السلطة في سوريا حتى اليوم.

غازي السناري أنجب خمس بنات ثم مصطفى؛ الشخصية المحورية الذي سنبقى معه حتى نهاية الرواية، ومصطفى أنجب بنتا أطلق عليها اسم ولد؛ أسامة، وهى الشخصية المحورية الثانية التي تدور حولها مع أبيها أحداث الرواية، فتمييز الأب لأبنائه الذكور على حساب ابنته أسامة بل وإهانتها وضربها وحرمانها من حقوقها الأساسية، هو السمة المميزة لكثير من تعامل الأسر العربية مع بناتهم على اعتبار أنها أخطأت أن ولدت بنتا، ولم تكن معاناة أسامة بهذا التمييز العنصري من أبيها فحسب، بل كانت من أمها وإخوتها ومعظم المحيطين بها، ولم تتخلص من تلك الحياة الكريهة إلا بعد أن هاجرت مع زوجها المصري إلى مصر، وتتابع أحداث الرواية ليهاجر مصطفى السناري بدوره إلى مصر هاربا بحياته وحياة أبنائه من قبضة نظام الأسد الحديدية، فلما التم شمل الأسرة مع الابنة المهاجرة، بدأ مسلسل الظلم يعود إلى حياة أسامة من جديد.

ومن المفارقات التي حدثت أن أسامة ومنذ صغرها كانت تدعو الله ألا تنجب بنات حتى لا يلقين ما لاقت، فاستجاب الله دعاءها ولم يرزقها إلا بالبنين، ومالاقته من ظلم أبيها وأمها في صغرها لاقت مثيله من إخوتها عندما قدموا إلى مصر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة