سحر الصيدلى تكتب: أنت عمرى

تمنيت أن أجول بقصرك.. وأقطف الورود من حديقتك.. وأنتظرك تحت نافذتك لأقدمها إليك بنفسى.

وتشاركنى عصافيرى سعادتى.. وتعزف ألحان حبى.. لأنها تدرى شوقى إليك.. وأتنسم عطرك اللذيذ الذى تسرب لقلبى من ثناياك لينعش ذاتى ونفسى.

أمام نافذتك أنسى سحر كبريائى وأنتظر فقط مواعيد الليل وصمت الطرقات وحفيف الأشجار، وسطوع البدر لأهمس لك من خلف الزجاج بأن عشقك متأصل بدمى وراسخ فى قلبى وروحك.

تهيم داخل روحى ونبضاتك تختلج بكل أوصالى وأملى برؤياك يلون أطياف شوقى.. وحلمى بنظراتك يبدد ظلمات يأسى.. ولكن لا تدمعى يا عينى ولا تحزنى.. فقد كتب عليك البعاد والألم فى عشقك.. لأنه من الصعب أن تمنى النفس بكلمة حب منه وهو الذى لا يدرى.. فكيف السبيل لكلماتى أن تهمس له بحبى ولأحرفى أن تتناثر كغيم شتوى لتعبر عن شغفى.

أيها الحب حروفك بداخلى كسرت أوصالى وحطمت نبضات قلبى وباتت تجرح مشاعرى.. ارحمنى فأنا ضعيفة أمام وجودك بقلبى.. فلا تجعل عيونى تدمع.. ولا أحرفى صمت وسكون ولا تحكم على أحلامى بالموت.. فحروفك هى روحى وكيانى.. وهى كل إحساسى ووجدانى.. فلا تجعلهم جميعا بطى النسيان.. وتبعدنى بخوفك عن الخلان.. بل دع حروفك يهيم بها وجدانى ويشعر بها كيانى وتكون لقلبى يقينا وإيمانا.

هل قررت يا نفسى أن تجعلى مشاعرك تفوق مشاعر الحب؟ وأن تنتظرين طول الدهر.. ألن تذيل الورود ويتسلل اليأس إلى قلبك.. لا لا.. من حبه تعلمت فنون الحب، ومن نظراته أيقنت وآمنت بالعشق، ومن سحر ابتسامته لونت طيفى، ومن أحرف اسمه تهفو روحى للقائه.. وعلى ضوء النجوم أمنى نفسى أن أسهر لبزوغ الفجر، لعلى ألمح طيفه ويلمح طيفى ويشعر بذاتى وحبى وأننى لا أتزين بقناع العشق ورغم بعده عنى، إلا أنه مزروع فى وجدى وسأنتظره طوال الدهر حتى يأتى اليوم الذى أسمعه يردد حروف اسمى لتهيم معها كيانى ويتضمد جرحى وأحزانى وتعود البسمة لشفاهى، ويقول لى أنت كل عمرى.