د.إبراهيم محمد عبد الله يكتب: فى المعونة الأمريكية.. فتش عن المستفيد

الخميس، 16 فبراير 2012 02:14 م
د.إبراهيم محمد عبد الله يكتب:  فى المعونة الأمريكية.. فتش عن المستفيد الرئيس الأمريكى باراك أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن المثالية لا توجد إلا فى الخيال، بل فى الغيب، فى قلوب المؤمنين، فى العالم الآخر، أما فى الحياة الدنيا، ومنذ نشأتها فلغة القوة، هى السائدة، فلا احترام للضعفاء، بل يكتب عليهم الفناء، فالبقاء للأقوى والأصلح، والأقدر على التحول والتكيف، وهكذا أسست لغة تحقيق المصالح ولو على جثث البشر، وفى رحلة البشرية الطويلة، كم من حروب قامت من أجل النفوذ والمصالح والقوة، وقيمة مصر التاريخية والحضارية والاقتصادية والجغرافية، والسياسية والأمنية والاستراتيجية، لا تخفى على الدول الكبرى، فمصر هى رمانة الميزان الدولى، ولذا فخيوط السياسة الدولية، لابد أن تمر بالقاهرة، ومسلسل التاريخ العالمى والأحداث الكبرى لابد أن تكون مصر طرفا فيها، لتأثيرها فى محيطها الإقليمى والدولى، وبعد زرع إسرائيل فى الجسد العربى، وقيام الحروب العربية الإسرائيلية، انتهاء بحرب أكتوبر المجيدة، وهزيمة إسرائيل، وخسارة الدول الكبرى من استمرار الحروب، وفتح قناة السويس للملاحة الدولية، ليتدفق النفط العربى ليصب فى شرايين القوة الغربية، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والاتفاق على معونة أمريكية لمصر منها مساعدات عسكرية، ولكن المستفيد الأول من هذه المعونة أمريكا، فهى تخدم المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، والوقوف أمام المد الشيوعى فى المنطقة، وبالتالى سرعة تفكك الاتحاد السوفيتى، وتحسين صورة أمريكا فى المنطقة، والتى تشوه بأيدى أمريكا نفسها، والمعونة التى تظن أمريكا أنها ورقة ضغط على مصر، والتى كانت كذلك طوال ثلاثين عاما، لأن النظام السابق الديكتاتورى الفاسد كان هو المستفيد الأول منها، أما الشعب المصرى فلم يشعر بها، وهذا الشعب الذى يصرف على المخدرات والسجائر أكثر من 40 مليار جنيه، وعلى الآيس كريم أكثر من 5 مليارات جنيه، وعلى الحج والعمرة أكثر من 15 مليار جنيه، فهل تتصور أمريكا أن الحديث عن قطع المعونة، سوف تغير من مواقف مصر، نحو الاعتزاز بحريتها واستقلالها، لابد أن يدرك الأمريكان أن مصر تغيرت بعد 25 يناير 2011، وأن يكونوا بالحكمة، فلن تغيروا من مسار الثورة، ولقد أعلن المصريون من أول يوم أنهم يريدون الحرية والعدالة والديمقراطية، والتى هى شعارات أمريكا، أم أن هناك فرقا بين النظرية والتطبيق، ولكنها غطرسة القوة، التى لا ترى إلا ذاتها، والتلويح بالمعونة، والتى تصب فى مصلحة أمريكا، دليل على التخبط، وعدم معرفة القوة المصرية، وأن مصر بجعبتها الكثير من الأوراق، وإذا كانت أمريكا تظن أن الشعب سيغضب من ممارسات المجلس العسكرى وسينقلب عليه، فالجيش والشعب يدا واحدة، كما أن الشعب المصرى لن ينسى الممارسات الأمريكية، وهو ما يؤدى إلى الكشف عن وجه أمريكا القبيح الاستعمارى، وأن الاستعمار سكب من الزجاجة البريطانية إلى الزجاجة الأمريكية، والتى سوف يأتى عليها يوم تكسر فيه.





مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

peter

الضمير

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى سالم

رشوة

عدد الردود 0

بواسطة:

ehabmansoub

الجيش والشعب يدا واحدة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى أصيل

القوات المسلحه هى درع الامه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود محمد معوض

المعونة الامريكية

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

نصابية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة