"ثورات القوة الناعمة" كتاب يوضح كيف استثمر الشباب الحياة الرقمية فى الثورة

الأربعاء، 15 فبراير 2012 03:35 ص
"ثورات القوة الناعمة" كتاب يوضح كيف استثمر الشباب الحياة الرقمية فى الثورة غلاف الكتاب
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلة هى الكتب التى تناولت بشكل من التدقيق والتحليل والتأمل الفترة التى أعقبت سقوط طغاة بعض الدكتاتوريات العربية كمصر وتونس وليبيا باعتبارها الغاية النهائية، التى قال عنها "فوكوياما" فى نظريته الشهيرة إن نهاية التاريخ ستحسم حتما الصراع لصالح الديمقراطية.

هذا ما يحاول المفكر اللبنانى على حرب الإجابة عنه فى كتابه الأخير "ثورات القوة الناعمة فى العالم العربى: نحو تفكيك الدكتاتوريات والأصوليات"، إذ يقدّم حرب فيه قراءة من مداخل متعدّدة وزوايا مختلفة للأحداث المتسارعة والمتلاحقة التى شهدها الوطن العربى، مركزا على ثورتى تونس ومصر لأنهما نجحتا بأقصى سرعة، وبأقل الخسائر فى الأرواح، ونجحتا فى تحقيق الحدّ الأدنى من أهدافهما وهى سقوط النظام السياسى، فى انتظار تغيير النظام الفكرى بعدّته وعاداته وآلياته.

يذهب المؤلف من البداية إلى أن الانتفاضات الرّاهنة هى ثمرة فتوحات العولمة التى كانت تشكّل بالنسبة للكثيرين خطرا على الهوّيات الثقافية، وكان من إيجابياتها أنها غيّرت علاقة الإنسان العربى بمفردات وجوده مثل الهويّة والثقافة والسلطة والحريّة، كما شكّلت فرصة وجودية للمجتمعات العربية للخروج من تخلّفها الحضارى وقصورها العقلى، لتساهم في بناء العالم بصورة إيجابية بنّاءة.

يقول على حرب "إن القوى الجديدة والأجيال الشابّة عرفت كيف تمتلك مفاتيح عالمها، مستثمرة معطيات القوة الناعمة والفائقة للثورة الرقمية والتقنية بمعلوماتها ورموزها وصورها، كما بهواتفها وشبكاتها وكتبها، التي خلقت مساحات وميادين ومنظمات افتراضية للتواصل والتبادل والتجمّع، أمكن ترجمتها على أرض الواقع إلى قوة خارقة كانت بمثابة تسونامي سياسية، الأمر الذي مكّنها من التغلب على القوى المهيمنة بأنظمتها الاستبدادية ومنظوماتها الإيديولوجية، مخلخلة بذلك ثنائية الديكتاتوريات والأصوليات، بقبضاتها الأمنية ومافياتها المالية وعقائدها الاصطفائية التي تولّد المساوئ والمصائب والكوارث..".

ويضيف : "..من هنا فإن الثورات الجارية هى متعددة الأبعاد، إذ هى سياسية بقدر ما هي فكرية، وتقنية بقدر ما هي ثقافية، وخلقية بقدر ما هي اقتصادية، لأنها تجسّد ولادة فاعل جديد على المسرح، هو الإنسان الرقمى صاحب العقل التداولي الذي يتعامل مع معطيات وجوده ووقائع حياته بمفردات الاختراع والابتكار والتحويل والبناء والتجاوز".

من خلال الثورات يحاول العالم العربي أن ينخرط في العالم الجديد من خلال عدة مسارات منها : خلع عباءة الإيديولوجيات المقدّسة، وكسر عقلية النخبة بالانتقال إلى المجتمع التداولي، وكسر البيروقراطية الفوقية بالانتقال إلى عصر الشبكات الآنية والكتب الرقمية والمعلومات العابرة، ثم التخلى عن منطق العنف والإرهاب، وكل ذلك بتغيير نظرة الآخرين إلى العرب فى واقع تتعلّم فيه المشكلات والخيرات كما تتعولم الأفكار والثقافات والهويات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة