نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عن جهات مصادر استخبارية إسرائيلية وغربية، تأكيدها أن إيران تنشر قواتها سرا فى أماكن مختلفة فى العالم حتى تتمكن من الانتقام من أهداف أمريكية وإسرائيلية، ولخلق حالة ردع ضد الهجمات التى تتعرض لها.
وأعربت المصادر للصحيفة العبرية عن اعتقادها بأن إيران لا تعتبر إسرائيل هى وجهتها الرئيسية فقط، وإنما تركز جهودها ضد الولايات المتحدة، باعتبار أن لها خبرة طويلة فى هذا المجال، فهى قاتلت القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان، وهى تبذل جهودا مكثفة من أجل مساعدة حليفها السورى، على حد زعمهم.
وزعمت المصادر أن إيران تركز على تسليح الجهاد الإسلامى وحزب الله، مضيفة أنها المسئولة عن الهجمات الأخيرة على السفارات الإسرائيلية فى الهند وجورجيا وتايلاند.
وفى سياق الاتهامات الموجهة من جانب تل أبيب، زعم السفير الإسرائيلى فى العاصمة التايلاندية "بانكوك" يتسحاك شوهام أن المشتبه فيهم بالوقوف وراء محاولة الاعتداء الفاشلة فى تايلاند أمس الثلاثاء ينتمون إلى نفس الشبكة الإرهابية التى استهدفت سفارتى إسرائيل فى الهند وجورجيا، على حد قوله .
وأضاف شوهام أنه يبدو أن هناك علاقة وثيقة بين التفجيرات التى وقعت خلال أقل من 24 ساعة، مشيرا إلى أنه تم استخدام نفس المتفجرات، زاعما أنه تم بتر قدم أحد الإيرانيين بعد أن ألقى متفجرات على قوة من الشرطة التايلاندية أثناء فراره من شقة وقع فيها انفجار.
وفى المقابل جاء رد إيران بالرفض الشديد على اتهامات إسرائيل لها بأنها تقف وراء التفجيرات التى وقعت مؤخرا فى الهند وجورجيا والتى استهدفت سفارتى إسرائيل على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان برست.
وأدان برست بشدة الاتهامات وقال إن هذه التهم تأتى فى إطار حرب دعائية، مشيرا إلى أن عملاء إسرائيليين عادة ما يكونون مرتكبى مثل هذه الهجمات الإرهابية.
وقال مهمان برست: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين أى عملية إرهابية وإنها هى أكبر ضحية للعمليات الإرهابية، موضحا أن "إسرائيل نفسها تقوم على دولة إرهاب واحتلال وأن أصابع الاتهام بالتورط فى هذه العمليات، يجب أن توجه صوب العديد من الدول التى تدعم العمليات الإرهابية وتساند المجموعات الإرهابية التى ترتكب جرائم فى إيران ودول المنطقة وتخرج هذه المجموعات من قائمة الجماعات الإرهابية .
وأضاف مهمان برست: "إن الكيان الإسرائيلى الذى بنى على أساس الاغتيال والجرائم والاحتلال، هو المتهم الرئيسى بالأعمال الإرهابية"، مؤكدا أن إيران تعتقد بأنه يجب اجتثاث جذور الإرهاب فى إطار مبادرة جماعية دولية .
وقال مسئولون أمنيون إسرائيليون : إن البنية التحتية لإيران تمتد حول العالم وتتمتع بكافة المزايا المخصصة للدولة، بدءا من السفارات وجوازات السفر، والوفود الدبلوماسية، وتأمين الاتصالات، بالإضافة إلى الحصانة الدبلوماسية لموظفيها والسيارات والمنازل، وهذا يمكنها من تهريب الأسلحة إلى البلد المستهدف، وبذلك تتجنب المخاطر الناجمة عن تنفيذ هجمات منطلقة من أراضيها.
وأشارت هاآرتس إلى أن الحرس الثورى الإيرانى "فيلق القدس" ووزارة الدفاع وأجهزة المخابرات الإيرانية، هما الجهازان المسئولان عن الهجمات فى الخارج.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن تقييم أجهزة الاستخبارات الأمريكية يتركز حول فكرة أن "خامنئ" ومساعديه هم الآن أكثر استعدادا لشن هجمات أيضا فى الولايات المتحدة ردا على تصرفات واشنطن التى تهدد النظام الإيرانى، وقد تجد هذه الهجمات مكانا لها فى الخارج إما ضد أهداف أمريكية أو حلفاء الولايات المتحدة.
فيما قال المحلل العسكرى بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاى، إن التحقيقات مع الإيرانيين الاثنين اللذين تم اعتقالهما فى تايلاند بعد الانفجارات، التى وقعت أمس وأصيب فيها 5 أشخاص، تشير إلى احتمال أنه لهما دور فى الإعداد لعملية ضد أهداف إسرائيلية كان يفترض أن يتم تنفيذها فى الأيام القريبة.
ونقلت يديعوت عن موقع "بانكوك بوست" الإخبارى التايلندى إن الانفجار الأول وقع ظهر أمس فى منزل استأجره ثلاثة إيرانيين فى العاصمة بانكوك، وتمكن اثنان منهم من الهرب من المكان، فى حين حاول الثالث أن يستقل سيارة أجرة، إلا أنه ألقى قنبلة يدوية باتجاهها عندما رفض سائقها التوقف، كما ألقى قنبلة أخرى باتجاه عناصر الشرطة الذين حاولوا اعتقاله، إلا أنها ارتدت إليه وانفجرت وتسبب ببتر ساقيه.
وأضافت أنه تم اعتقال مشتبه ثان فى المطار، وأن الشرطة التايلندية تقول إن الثلاثة عملوا على إنتاج عبوات ناسفة فى المنزل، حيث تم العثور على مواد متفجرة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن انفجارات بانكوك تأتى بعد واحد من الانفجار الذى وقع فى نيودلهى وأدى إلى إصابة زوجة مبعوث وزارة الدفاع الإسرائيلية فى الهند، وفى "تبليسي" عاصمة جورجيا، تم إبطال عبوة ناسفة أول أمس، وضعت فى سيارة سائق السفارة الإسرائيلية ووجهت إسرائيل الاتهامات إلى إيران وحزب الله.
وقال بن يشاى: إنه لا يزال من غير الواضح لأجهزة الأمن الإسرائيلية ما إذا كانت هناك علاقة بين الإيرانيين الذين تم اعتقالهم فى تايلاند وبين التخطيط لتنفيذ عملية ضد إسرائيليين فى بانكوك قبل نحو شهر.
وزعم المحلل الإسرائيلى أن حزب الله كان يقف أيضا وراء المخطط بدافع الرد على اغتيال القيادى فى حزب الله عماد مغنية، قبل 4 سنوات، إضافة إلى أن إيران تتهم إسرائيل باغتيال علماء الذرة والصواريخ الإيرانيين.
موضوعات متعلقة
وسائل الإعلام الإسرائيلية.. 48 ساعة من الرعب تعيشها إسرائيل بعد تفجير سفارتيها بالهند وجورجيا.. طوارئ فى جميع المدن الإسرائيلية.. والموساد يعترف بفشله بعدم التنبؤ بالأحداث
تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب عقب عمليات "تفجيرالسفارات".. إسرائيل تزعم نشر إيران لقواتها سراً بأماكن مختلفة فى العالم.. وإيران ترفض الاتهامات الموجهة ضدها وتعتبرها حرباً دعائية
الأربعاء، 15 فبراير 2012 01:18 م