قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن العنف تفجر فى شبه جزيرة سيناء بعد عقود من الفقر المزمن والاغترب الذى عانى منه البدو الذين يقطنونها. ويُتهم البدو بنهب المنتجعات السياحية وتفجير خطوط الغاز واختطاف الأجانب فى ظل الفراغ الأمنى السائد فى مرحلة ما بعد مبارك.
وتستهل الصحيفة تقريرها بواقعة احتجاز ثلاثة موظفين من أحد المنتجعات السياحية من جانب بدو ينتمون إلى قبيلة الترابين، ومطالبتهم لصاحب المنتجع بمبلغ قيمته أربعة ملايين جنيه قيمة الأرض التى أقيم عليها المنتجع بزعم أنها تنتمى لقبيلتهم، وعندما اعترض المالك، أخذوا كل شىء من مكيفات الهواء ومولدات الكهرباء وأجهزة التلفزيون وحاويات الغاز وحتى الأبواب.
وتنقل الصحيفة عن أحمد عبده، أحد من تم اختطافهم من قبل البدو قوله إنه لحسن الحظ لم يكن هناك ضيوف فى المنتجع فى الوقت الذى حدث فيه ذلك الهجوم قبل ثلاثة أسابيع بسبب تأثير الثورة فى السياحة وانخفاض الموسم.
ويضيف عبده، أن الشرطة لم تتدخل، حتى أن دورية لشرطة الطرق السريعة مرت أثناء نهب المنتجع، ونصح قائد فى الشرطة المحلية المالك بحل مشاكه مع البدو، "لأن الوقت ليس جيداً للدخول فى مواجهة معهم".
وتشير الصحيفة إلى أن الهجوم على منتجع "أكوا صن" هو واحد من سلسلة الحوادث التى شهدتها سيناء فى الأشهر الأخيرة. ففى جنوب سيناء تحدث عمليات السطو المسلح وخطف الأجانب، وفى الشمال الأكثر خطورة، يتم تفجير خط الغاز بشكل متكرر وتهريب الناس والأسلحة والمخدرات وصعود فى الحركات الإسلامية المسلحة.
وما يربط بين هذه الحوادث هو الجرأة الجديدة بين بدو المنطقة بعد عقود من التهميش والإهمال والتمييز، إلى جانب الفراغ الأمنى المتزايد بعد سقوط حسنى مبارك. وتتابع الصحيفة قائلة، إن إسرائيل شاهدت هذه الحوادث بقدر من القلق. وكتب المحلل الإسرائيلى إيهود عارى فى دراسة مؤخرا عن سيناء يقول، إن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير من أجل منع الانهيار الكامل للأمن فى شبه الجزيرة وتجنب ظهور "دويلة بدوية مسلحة" واعتبر المحلل سيناء نقطة ساخنة جديدة ذات بنية تحتية إرهابية متسعة.
وتنقل الصحيفة عن مراقبين قولهم، إن غياب القانون والفوضى قد تصاعد، لا سيما فى شمال سيناء، منذ سقوط مبارك قبل عام، لكن المنطقة طالما كانت دائما شبه منفصلة عن باقى مصر وكانت خارج القبضة الحديدية لقوات الأمن بنسبة كبيرة.
وعانت سيناء من تدنٍ مزمن فى الاستثمار فى التعليم والصحة والنقل. ويعد سكانها من بين الأفقر على مستوى مصر. وإلى جانب الفقر والإقصاء والولاءات القبلية، كان هناك حصار الفلسطينيين فى غزة شمال سيناء مع وجود صلات سياسية وعائلية واقتصادية بين البدو وهذا القطاع.
وفى الجنوب، زاد نفور البدو بإنشاء المنتجعات الراقية خلال فترة التسعينيات على قرية الصيد الخاصة بهم سابقا فى شرم الشيخ، هذا إلى جانب برنامج إنشاء ريفيرا البحر الأحمر على طول الساحل. ونادرا ما وفرت تلك المنتجعات التى تستضيف الأثرياء القادمين من القاهرة ودول الخليج وأوروبا وظائف للبدو، وتفضل استقدام العملين بها من القاهرة والمدن الأخرى.
من جانبها خصصت سلطات السياحة المصرية أرض على طول الساحل لتطوير منتجعات سياحية ودفعت بالبدو إلى مناطق أصغر أو إلى الصحراء غير المعمرة، وتطالب الكثير من القبائل الآن بتعويض على الأرض التى تقول إنها تنتمى إليهم تاريخياً.
الجارديان: العنف يفجر سيناء بعد عقود من الفقر والاغتراب
الأربعاء، 15 فبراير 2012 12:13 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة