وسائل الإعلام الإسرائيلية.. 48 ساعة من الرعب تعيشها إسرائيل بعد تفجير سفارتيها بالهند وجورجيا.. طوارئ فى جميع المدن الإسرائيلية.. والموساد يعترف بفشله بعدم التنبؤ بالأحداث

حالة من الرعب تعيشها إسرائيل خلال الـ 48 ساعة الماضية عقب التفجير الذى وقع بسفارتيها فى كل من الهند وجورجيا ظهر أمس الاثنين، فما بين تحذيرات لكل البعثات الدبلوماسية بالسفارات الإسرائيلية فى الخارج بتوخى الحذر حتى لا يتم استهدافهم وإعلان الطوارئ بجميع المدن الإسرائيلية وذلك فى الذكرى الرابعة لاغتيال القيادى بحزب الله اللبنانى عماد مغنية على يد تل أبيب، اعترف جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بأن عمليتى الهجوم على السفارات الإسرائيلية كانت مفاجأة له، مشيرا إلى أنه لم يكن لديه أى تحذير أو إنذار مسبق بخصوص هذا الشأن.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن سلسلة اجتماعات عقدت فى أعقاب التفجيرات بين رئيس الموساد تامير فريدو ورئيس جهاز الأمن العام الداخلى "الشاباك" يورم كوهين ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى بينى جانتس من أجل مناقشة الوضع حيث تسود التخوفات بأن ذلك بداية مرحلة جديدة يجب الانتباه لها.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد رفعت حالة التأهب فى السفارات الإسرائيلية بجميع أنحاء العالم لأعلى مستوى فى ظل التخوفات السائدة فى أوساط القادة الإسرائيليين خاصة فى أعقاب الهجمات التى حدثت أمس بالهند وجورجيا، مشيرة إلى أن الإسرائيليين قد أبدوا تخوفهم من أن تكون هذه الأحداث بداية لعملية تصعيد ضد السفارات الإسرائيلية واستمرار موجة إرهاب محتملة.

فيما قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن الهجمات المذكورة لم تكن ناجحة بالشكل الجيد من ناحية تنفيذها، متوقعة أن من يقف وراءها هما إيران وحزب الله، موضحة من أن الهدف من هذا الاستهداف هو توصيل رسالة واضحة لإسرائيل بأن الانتقام والثأر على مقتل عماد مغنية والخبراء الإيرانيين آتية لا محالة.

من ناحيتها أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات صارمة لموظفيها فى الخارج وجميع أعضاء السلك الدبلوماسى وموظفى السفارات بعد استخدام السيارات الخاصة بالسفارات وأن يتم استخدام سيارات أخرى وأن يكونوا فى حماية دائمة كما أمرت بتقليص عدد ساعات العمل فى جميع سفاراتها حول العالم.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أنه بالرغم من عدم وجود معلومات استخباراتية مؤكدة قد تقرر فى الفترة القادمة أن تعمل المؤسسات والقنصليات الإسرائيلية فى الخارج بنظام الطوارئ وبعد ذلك سيتم العمل فى كل سفارة كل حسب تواجدها.

ونقلت يديعوت عن صحيفة "تايم أوف أنديا" الهندية عن مسئول فى أجهزة الاستخبارات الهندية قوله "إن الاعتداء الذى وقع أمس قرب مقر السفارة الإسرائيلية فى نيودلهى يحمل كما يبدو بصمات إيرانية"، مضيفة أن هناك احتمالا أن تكون جماعة "العساكر الطيبة الأصولية" تقف وراء هذا الاعتداء.

من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض "إن الولايات المتحدة لم تتلق بعد أى معلومات حول الجهة المسئولة عن الاعتداء فى نيودلهى ومحاولة الاعتداء فى تبليسى عاصمة جورجيا".

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قد استنكرت هذين الحادثين قائلة، إن آفة الإرهاب تهدد المجتمع الدولى بكامله، داعية فى الوقت نفسه السلطات فى البلدين للتحقيق فى ظروفهما وتقديم المسئولين للقضاء.

وأصدر وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى يتسحاق أهرونوفيتش توجيهاته إلى الشرطة برفع مستوى التأهب وحالة الطوارئ بجميع المدن الإسرائيلية، خاصة فى الأماكن العامة، عقب التفجيرات التى حدثت، أمس، بالقرب من السفارات الإسرائيلية فى الهند وجورجيا. وقال للإذاعة العامة الإسرائيلية: إن إسرائيل تعلم هوية الجهة التى تقف وراء هذين التفجيرين وستحاسبها، على حد قوله.

وقالت يديعوت، إن انفجاراً آخر فى مدينة بروكسل عاصمة بلجيكا قد حدث أيضا أمس إلا أنه لا تزال الأنباء غير واضحة عما إذا كان له صلة بالهجمات فى الهند وجورجيا أم لا، مشيرة إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعقد جلسة تقدير موقف فى أعقاب الهجمات على السفارات الإسرائيلية فى العالم.

وفى السياق نفسه، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو إيران بأنها "تقف وراء" المهاجمين الذين استهدفوا سيارات سفارتى إسرائيل فى الهند وجورجيا، وربط نتانياهو بين الواقعتين وتقارير عن هجومين فاشلين فى تايلاند وأذربيجان الشهر الماضى واللذين قال إن إيران وحزب الله اللبنانى كانا مسئولين عنهما.