تسأل قارئة، طفلى يحتاج لعلاج ضوئى للتخلص من مرض الصفراء، فقد لاحظت أن جلده مائل للاصفرار، وقال لى الطبيب إنه ناتج من إصابته بهذا المرض، فما العلاج الدوائى له؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور أيمن الحسينى، استشارى أمراض النساء والتوليد، قائلا، إن هذه الحالة تحدث لحوالى ثلث المواليد، وتظهر عادة فى اليوم الثالث بعد الولادة بسبب اختلاط دم الأم بدم الجنين أثناء الحمل، حيث تمر بعض الأجسام المضادة من جسمك إلى جسمه، فإذا كان دم الأم غير متوافق مع دم الجنين حدث تفاعل بين الدمين، أدى إلى تكسير كرات الدم الحمراء، وخروج مادة تسمى "بيليروبين"، وهى التى تتسبب فى اصطباغ الجلد باللون الأصفر والذى يظهر كذلك بعينى المولود، ويظل هذا الاصفرار موجودا حتى يتخلص جسمه من هذه المادة المتراكمة بالدم.
وعادة لا تستدعى حالات الصفراء الطبيعية تقديم علاجات، لأنها تختفى تدريجيا، ولكن ارتفاع مستوى البيليروبين عن مقدار 20 مجم وهو أمر قليل الحدوث، هو المقلق، وله علاجات كثيرة، ومن هذه العلاجات ما يعرف باسم "العلاج الضوئى"، وهو قائم على فكرة أن بعض الموجات الضوئية والموجودة بصورة طبيعية فى أشعة الشمس يمكنها تنقية الجلد من مادة البيليروبين وتكسيرها، وبذلك يمكن أن يتخلص الجسم منها بإخراجها مع البول أو البراز، وبهذه الطريقة نخفف العبء الواقع على الكبد، باعتباره العضو المكلف بالتعامل مع هذه المادة والتخلص منها، وكذلك قد ينصح الطبيب بزيادة الاهتمام بتغذية المريض بغرض زيادة معدل الإخراج، مما يساعد فى طرد هذه المادة للخارج.
والعلاج الضوئى ينفذ بتعريض المولود عارياً لمصدر أشعة فلوروسنتية، وتغطى عيناه لحمايتها من الأشعة القوية، ويظل فى هذا "الحمام الضوئى"، لحين تصل نسبة البيليروبين إلى معدلها الطبيعى.