رسالة حبيبة الشهيد فى عيد الحب

الثلاثاء، 14 فبراير 2012 11:21 ص
رسالة حبيبة الشهيد فى عيد الحب عيد الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..

على شاطئ كورنيش النيل كانا يلتقيان، يكبر حبهما شيئا فشيئا، يشهد عليهما باعة حمص الشام والذرة المشوية وسائقو الحنطور، هنا التقيا وهنا همس كل منهما بحبه إلى الآخر، وهنا أمسك يدها لأول مرة، واتفقا على أنهما سيعيشان سويا حتى آخر العمر. وفى نفس المكان على شاطئ ماسبيرو أو على كوبرى قصر النيل صعدت روحه إلى السماء، وهى تلوح لها من أعلى، لن أنساكِ فلا تنسينى. اليوم تتكلم حبيبة الشهيد عن حبيبها الذى كان من المفترض أن تقضى معه عيد الحب وأن تفرح حين يأتيها بهديتها، لكن رصاص الغدر حرمها منه وحرمه منها، حتى القصاص له مازال حلما صعب التحقق.



من كاترين إلى حبيبها «مينا دانيال» شهيد ماسبيرو: سامحنا لو معرفناش نجيبلك حقك.. وربنا هيجمعنا فى مكان أحسن من هنا

كتبت - إيناس الشيخ

«ما تخافيش يا حبييتى هننتصر» لنقطع الخط قبل أن تستطيع كاترين أن تميز صوت الصرخة التى إنبعثت من الهاتف المحمول، وكانت هى الجملة الأخيرة التى سمعت صوته فيها بوضوح، صرخت محاولة معرفة ما حدث للشهيد مينا دانيال الذى تركت يده قبل دقائق أمام ماسبيرو بعد أن اتفقا على اللقاء فى الصباح.

صرخت عندما شعرت بروحه تخبرها بأنها مفارقة الحياة، وجرت إلى المستشفى سريعاً بحثاً عنه، فقد أخبرها بأنه لن يتركها ووعدها «أنه هيخلى باله من نفسه»، ولكنه تركها وحيدة بين وروده التى غطى بها غرفتها وملأ حياتها بها أملاً.

«مينا دانيال» شهيد أحداث ماسبيرو الشهير، سمعنا عنه الكثير من القصص، وكيف كان مصدرا للأمل والتفاؤل لكل من حوله، لكننا لم نعرف قصة حبيبته التى تركها خلفه باكية تتذكر كل لحظة جمعتهما طوال 6 أشهر كانت هى الفترة التى جمعت قلبيهما معاً، ليرحل قبل أسبوعين من الموعد المحدد للخطبة المنتظرة.

«مينا كان حنين أوى، كان دايماً متفائلا وبيحلم بالحرية»، هكذا بدأت حديثها لـ«اليوم السابع» عن حكايتهما معاً فى ذكرى عيد الحب التى انتظراها معاً لتحتفل بها وحيدة بدونه، تكمل «كان لقاؤنا الأول فى ميدان التحرير، اجتمعنا فى مظاهرة بين أصدقائنا، وتعارفنا، وجدت فى مينا الشخص الذى حلمت به كانت أفكاره ثائرة دوماً حالمة بالحرية، وكلمة «هننتصر» هى الكلمة التى يقابلنى بها كل يوم».

تكمل كاترين الفتاة التى شغلت قلب «مينا»: بدأنا فى التواعد وغالباً ما كنا نلتقى بميدان التحرير، أحلامنا المشتركة بنجاح الثورة واستعادة الحقوق الضائعة كانت السبب فى تطور علاقتنا سريعاً، فكنا نقضى كل أوقاتنا معاً منذ شهر أبريل حتى يوم 11 يونيو الماضى عندما صارحنى بحبه للمرة الأولى لأجد نفسى فى غاية السعادة، واتفقنا على أن نكمل حياتنا سوياً «ووعدنى مايسبنيش».

«اتفقنا اننا هنخلى علاقتنا بشكل رسمى، وكنا محددين موعد للخطوبة فى نفس الشهر اللى استشهد فيه»، تمالكت دموعها وصمتت للحظات ثم أضافت: مينا كان دائم الوجود فى كل الأحداث، خاصة بعد اندلاع أحداث الفتنة الطائفية، كان موجودا فى اعتصام ماسبيرو الأول ليقنع الناس أن ما يحدث هو خطة لإشعال الفتنة، وكان شعار «كلنا إيد واحدة» نادراً ما يفارق فمه.

تكمل باكية: يوم استشهاده انطلقنا سوياً فى مسيرة من شبرا، وسط الجموع الغاضبة بعد الأحداث، نظر لى مينا فجأة قائلاً: «لو جرالى حاجة هتعملى إيه؟» قلت «بعد الشر عليك مش هيحصل حاجة»، وعندما اقتربنا لماسبيرو، وبدأت قوات الجيش فى إطلاق النار أصر على خروجى من المكان، واتفقنا على أن نلتقى صباحاً، نظرت له طويل،اً وقلت: «مينا خلى بالك من نفسك ومتخافيش»، وكانت هى المرة الأخيرة التى أنظر فيها إلى وجهه.

«النهارده هو معايا وأنا مستنياه، ونفسى ما شوفوش قبل ما أجيبله حقه»، هكذا أنهت كاترين حديثها فى حزن على فراقه، وكانت آخر كلماتها هى رسالة عرفت أنه يسمعها جيداً «مينا لو معرفناش نجيبلك حقك سامحنا، وربنا هيجمعنا مع بعض تانى فى مكان أحسن من هنا».



من ياسمين لزوجها سعيد الطوخى شهيد جمعة الغضب: «مكنتش أعرف إن الدبدوب الأحمر والحلق هما آخر هدية»

كتبت - سحر الشيمى

«دام زواجنا مدة قصيرة إلا أن ما فيه من أيام حلوة يمكن أن أرويها فى سنوات»، هكذا بدأت ياسمين محمد وهبة أرملة الشهيد سعيد الطوخى حديثها، مضيفة: أصيب زوجى بجروح فى يوم 28 يناير 2011 يوم جمعة الغضب، وبعدها بعدة أيام توفى إثر هذه الإصابة.

توضح ياسمين: فى هذا الوقت كنت فرحة بحملى الأول وكنت أختار مع سعيد اسم المولود، وكنت أتمنى أن يأتى ولدا وأن يكون شبيها بأبيه، وكان سعيد يتمنى أن تكون بنتا لتكون تكرارا جميلا منى، لأنه كان يقول لى: أنت حبيبتى وأحب أن يكون عندى أكثر من نسخة منك.

عام واحد وأربعة أشهر، هى مدة زواج سعيد وياسمين، ولكن هذا العمر رغم قصره إلا أن حب سعيد لياسمين جعل السعادة والبهجة فى حياتهما كبيرة جدا، خاصة أن عمله كسائق تاكسى ساعد فى ذلك، فكان دائما ما يخرج مع زوجته فى أماكن متعددة، وتقول ياسمين عن هذا: «يعنى كل مرة كنا بنقضى وقت جميل فى مكان غير التانى، وكل مرة كان سعيد بيحتفل معايا بمناسبتنا السعيدة بطريقة كلها رومانسية، احنا الاثنين وبس، كنا بنبدأ بالمشى على الكورنيش وسعيد يطلب لنفسه حمص الشام عشان كان بيحبه، وبيجيب لى درة مشوى، وبعد كده يهنينى بالمناسبة السعيدة، وبعدها نتبادل الهدايا».

وكانت من أحلى المناسبات التى لا تزال الزوجة تذكرها هو عيد الحب الأخير قبل استشهاده، وكانت ياسمين تحب أن تأتى له كل مرة بعطر جميل ومختلف، وفى هذه المرة أعطته زجاجة العطر فأهداها دبدوبا جميلا لونه أحمر، فقالت له: شكرا يا حبيبى أنت عارف أنا بأحب الدباديب خاصة الحمرا قد إيه، فأخرج لها علبة من جيبه وقال لها بعبارة حانية: «وكمان الحلق اللى إنتى شوفتيه وعجبك أنا جبتهولك».



من فيفيان إلى خطيبها «مايكل مسعد» شهيد ماسبيرو: هنكمل حياتنا مع بعض

كتبت - إيناس الشيخ

«بحبك يا فيفيان ولو ربنا ادانى عمر هفضل أسعدك وأحافظ عليكى» لم تكن تعلم وقتها أن العمر أقصر من أن تكتمل سعادتها فيه بقربه، هذه الكلمات التى تلقتها بدموع الفرحة هى نفس الكلمات التى تتذكرها «فيفيان مجدى» اليوم فى ذكرى اعتراف مايكل لها بحبه قبل خمس سنوات كاملة فى عيد الحب الذى اختاره «مايكل مسعد» شهيد أحداث ماسبيرو لبداية قصة حب ستظل حية فى قلبها للأبد.

خمس سنوات جمعت بين قلبيهما، لم يخذلها «مايكل» خلالها فى أى وعد وعدها به، ظلت فى قلبه طوالها ولم تتمن يوماً واحداً سوى أن تكمل حياتها معه، كما لم تتخيل ولو للحظة واحدة أن هناك من يستطيع أن يفرق بينهما، لتفيق على صراخها أمام «جثته» فى المستشفى وهى محتضنة يديه غير مصدقة أنه فقد القدرة على الحراك، صارخة فى بكاء هستيرى «رد عليا متسبنيش» دون استجابة، ولم تستطع أن تتمالك أعصابها عندما سحبوا يديه من بين كفيها ليتركها وحيدة تنتظر سماع كلماته الأخيرة لها التى ما زالت فى انتظارها حتى اليوم.

«اليوم ليس ذكرى عادية بالنسبة لنا، فهو اليوم الذى اتفقنا عليه لإكمال سعادتنا والاحتفال «بالجابنيوت» فى الكنيسة وسط أهلنا وأصدقائنا» تحكى فيفيان بدموعها ذكرى حبيبها لـ«اليوم السابع» وتقول: مايكل وعدنى أن يظل بقربى طوال العمر وقد وفى بوعده عندما وضع فى يدى خاتم الخطوبة الذى لم أخلعه من يدى حتى الآن. جمعت بيننا سنوات من الحب وكنت «أسعد بنت فى الدنيا» ترى حبيبها وهى تقابل حبيبها يومياً بابتسامة ووعد منه «هنكمل حياتنا مع بعض».

وعن ذكرياتهما سوياً تحكى «فيفيان»: مايكل كان يفضل دائماً الاحتفال بمناسبتنا الخاصة معاً، وكانت كل مناسبتنا مميزة، عودنى على انتظار هدية فى عيد الحب كل عام، وهى الذكرى الأولى التى جمعت بيننا وكان حرف اسمى الأول هى أول هدية فاجأنى بها مايكل ولا تفارقنى حتى الآن، بصوت واهن من البكاء تكمل فيفيان «أنا مستنياه النهارده هو وعدنى إن دا هيبقى يوم حلو أوى، ولسه مستنية هديته ليا».

بعد عدة أشهر من الحادث والبكاء الذى لم ينقطع يوماً على أغلى حبيب قررت «فيفيان» استكمال مشوار «مايكل» وتحقيق كل أحلامه كما وعدته قبل أن يفارق الحياة، استكملت مشروعه فى المنظمة التى كان يحلم بتأسيسها تحت اسم «دعم الليبرالية» كما استكملت عرض مسرحيته الخاصة «سماسرة الموت» كما وعد على مسرح «سيف الندى»، وبقيت بقرب والدته التى تركها وراءه ووضعت دبلته الفضية فى يديها لتظل تذكرها بوجهه كلما احتضنتها، «عمرى ما هنساه وهاخد حقه». تقول «فيفيان». «متسيبيش إيدى خالص أنا عايزك جنبى» كانت هذه هى الكلمة الأخيرة التى سمعتها «فيفيان» قبل اللحظة التى خطفته فيها المدرعة من جانبها ليفلت يدها لأول مرة منذ عرفته.



من رباب إلى خطيبها مصطفى محمد شهيد مجزرة بورسعيد: مش هقلع دبلتك لحد ما نتجوز فى الجنة

كتب - حسن مجدى

كنت أنتظر منه شراء عروسة المولد التى وعدنى بها وطلبت منه أن تكون بفستان أحمر منفوش ولم أكن أتخيل أنه سيموت بعد مكالمتنا بدقائق قليلة.

هكذا بدأت رباب عبدالمنعم خطيبة شهيد مجزرة إستاد بورسعيد مصطفى محمد- حديثها لـ«اليوم السابع» بتماسك غريب كان سببه أن حبيبها وخطيبها وزوجها القادم لم يغب عنها يوما ومازال بجانبها، ولكن كل الذى تغير أنها أصبحت لا تراه دائما مثلما كان يحدث..

تقول: «محمد كان يحبنى لسنوات - من بعيد لبعيد- ولكنه ظل يحارب طوال هذا الوقت حتى يتقدم لى بشكل جيد مثلما قال لى بعد الخطوبة»، وأضافت «خطوبتنا لم يمر عليها سوى شهر بعد طول هذه السنوات وزواجنا كنا ننتظره فى الصيف قبل أن أشاهد أحداث المباراة وأرى أشخاصا يتجهون لقتله وأنا أمام التليفزيون لا أستطيع أن أتحرك».

أمنية مصطفى- 31 عاما- التى ذكرها لخطيبته وحبيبته كانت القصاص للشهداء حتى لو باستشهاده هو، هكذا قال لها قبل أسبوع واحد من أن يصبح هو أحد هؤلاء الشهداء الذين يطالب الناس بالقصاص لهم.

تقول رباب «قال لى فى آخر زيارة لنا أتمنى أن أقتص للشهداء حتى لو سيكون الثمن هو موتى وقلت له وقتها وستتركنى لمن بعدما تموت؟»، وتابعت رباب «لم أكن أتخيل أنه سيحدث ما تمناه ولكن فى مباراة كرة قدم، ولم أكن أتخيل أنه سيمر يوم دون أن أراه أو أسمع صوته وقلت له لو حدث هذا لن يصبح لأى شىء معنى أو طعم».

خطة عيد الحب مازالت موجودة أمام رباب حتى الآن وتقول «أخبرنى أننا سنذهب إلى فيلم عمر وسلمى ثم سنتناول الغداء فى المطعم الذى أحبه وعلى الرغم من هذا التخطيط إلا أنه كان من الواضح إحساسه باقتراب استشهاده».

وتضيف: «مصطفى كان يعتاد السفر إلى بورسعيد ولكن المرة الأخيرة وجدته يتصل بى للمرة الأولى ويطلب منى أن أخرج للشباك حتى يرانى قبل سفره وظل يتحدث معى فترة كبيرة».

لم تكن هذه العلامة الوحيدة التى تركها مصطفى أمام خطيبته، فعلى الرغم من حدوث بعض المشاكل بينهما وجدته يتصل بها يوم استشهاده.. تقول «على الرغم من أننى كنت المخطئة وجدته يتصل ويصالحنى ويخبرنى أن الحياة مش مستاهلة زعل ويكرر لى طلبه الذى ظل يطلبه منى طوال الأسبوع الأخير له وهو أن أهتم بنفسى حتى حينما لا يكون بجانبى».

كل ما أرادته رباب فى النهاية هو أن توجه رسالة لخطيبها تقول له فيها: «يا مصطفى أنت حب حياتى، وأهم شىء لى فى هذه الدنيا، ولن أكون لأى شخص سواك، رغم أن خطوبتنا لم تستمر إلا شهرا و15 يوما فقط، وستظل بجانبى وخطيبى ودبلتك لن تفارق يدى، وسأظل أفعل كل ما طلبته منى وكل ما كنت تحبه حتى أذهب إليك ونتزوج فى الجنة».



من إيمان إلى زوجها غريب عبدالعال شهيد المطرية: تفتكر ممكن أقولك إيه وأنا عاجزة إنى أجيب حق دمك؟

كتبت - فاطمة خليل

كلماتها كانت تعجز عن وصف ما بداخلها فرفضت الحديث أو توجيه رسالة لزوجها الشهيد غريب عبدالعال قائلة: «من غير ما أقول أكيد هو حاسس باللى جوايا»، كان هذا هو حال إيمان، زوجة الشهيد، وأم طفليه عبده، 8 سنوات ونيرة، 5 سنوات.

تقول إيمان: «أنا لسه ماخدتش حقه ومهما اتكلمت مش هتطفى النار اللى جوايا وحرقة قلبى عليه». ثم صمتت وراحت تمسح دموعها، قائلة: «مستنية من ربنا يأخد حقه وحق كل الشهداء رغم بطء المحاكمات».

وأوضحت إيمان أنها لا تستطيع نسيان غريب زوجها، وراحت تسرد صفاته الجميلة من حسن أخلاق وجدعنة وشهامة وحنية على أولاده، مضيفة: «الإنسان الكويس عمره ما يتنسى أبداً».

وأوضحت قائلة إن زواجها من غريب كان زواجا تقليديا ولكن الحب والعِشرة جاءت بعد الزواج، فأصبح الحب أقوى.

وقالت إن أولاده الاثنين حرموا من حنيته عليهم وكانوا يسألونها عنه فتقول لهم «بابا راح عند ربنا فى مكان أحسن».

وعن قصة استشهاده أوضحت إيمان، أن غريب عبدالعال، أحد شهداء ملحمة المطرية ذهب بعد صلاة جمعة الغضب للجلوس على المقهى مع أصدقائه، حيث كان وأصدقاؤه يشاهدون الأحداث على شاشة التليفزيون تمر أمامهم، وهم فى ذهول ولكنه صاح فى أصدقائه قائلاً: إنتم منتظرين إيه.. هو السوايسة أرجل منا.. والله السوايسة أرجل منكم.. يالله نروح على الميدان.

واستطردت قائلة: إن غريب ترك زملاءه وعاد إلى بيته ليرتدى ملابس شهادته وحذاء يساعده على الحركة، وعاد إلى زملائه بعد أن قال لوالدته إنه سيعود ثانية، لكنه لم يعد، حيث ذهب وأصدقاؤه إلى شارع الإسكندرية المتفرع من ميدان المطرية، وما إن وصلوا إلى هدفهم، افترقوا ولم يعد أحد يعرف طريقًا للآخر من كثافة الدخان الذى كان يغطى الميدان ثم تم إطلاق الرصاص عليه واستشهد فى الحال.



من إيمان لزوجها ناصر عويس شهيد موقعة الجمل: مش بنساك ولا لحظة.. وهكمل الثورة عشان أجيبلك حقك

كتبت - فاطمة خليل

«مش بنساك ولا لحظة، ولسه عايش معايا منور بيتك، ويوم ما دفنوك يا حبيبى حسيت إنى أنا اللى اتدفنت».. هكذا تحدثت إيمان عبد العزيز لزوجها الشهيد ناصر عويس، ودموعها تترقرق متذكرة حياتهما سوياً وكأنه يقف أمامها.

تقول إيمان: لم أكن أحتفل بعيد الحب مع زوجى لأننا لا نعترف به من الناحية الدينية، ولكن كانت حياتنا عبارة عن عيد حب مستمر، وحبى لزوجى لن ينتهى أو يتوقف على يوم للحب وإنما حبنا دائم وغير منقطع».

وتضيف إيمان: «أنا حسة أنه لسه معايا وبأخد رأيه فى كل حاجة وبتكلم معاه كتير وبتخيله قدامى».

وعن قصة حبهما تحكى إيمان قائلة: «لم نتزوج عن قصة حب ولكن كان زواجاً تقليدياً وجاء الحب بعد الزواج».. مضيفة أن حب بعد الزواج أقوى وأعمق من غيره من أنواع الحب الأخرى.

وتوقفت عن الكلام لبرهة ثم قالت: «زوجى لم يتخل عنى مطلقاً وقف جنبى فى كل أزماتى، وكان حنين جداً وعنده سعة صدر وكان يستمع لمشاكلى ويحلها».

وتستطرد قائلة أن زوجها كان يشعر أن نهايته قد اقتربت، حيث رأى حلما أنه سوف يستشهد ويدخل الجنة، حتى أنه حكى حلمه لصديقه المقرب الذى قاله لها بعد وفاته.

وتوضح إيمان «زوجى لم يشارك فى ثورة 25 يناير، بسبب المرتبات لأنه كان يعمل فى وظيفة جيدة فهو مهندس كمبيوتر، ولكنه كان يرى أن حال البلد فى تدهور وانهيار فى ظل حكم النظام السابق». وتضيف: «ابنى أحمد شعر بغياب ناصر بالرغم من أن عمره سنة فقط، ولكنه كان يبكى لاشتياقه لرؤية والده».

وعن صفات زوجها وحبيبها ناصر عويس، تقول: «كان عذب الصوت فى قراءة القرآن وكان إمامًا للمصلين فى أكثر من مسجد والناس كانت بتحبه وبتلجأ ليه لحل مشاكلهم».
وتحكى إيمان قصة استشهاد ناصر، قائلة: استُشهد يوم 3 فبراير على يد بلطجية الحزب الوطنى؛ الذين هاجموا المعتصمين فى ميدان التحرير منذ صباح الأربعاء؛ الذى عُرف بـ«موقعة الجمل».

وتستكمل قائلة: أنا لن أترك حق زوجى فى ثورة آمن بها ومات فى سبيلها، كما أنه رأى فى تلك الثورة مستقبل بلاده وغد بنتيه، و لن أغفر أو أسامح، وأقول للظالمين: «خافوا من دعوة زوجة مظلومة ترتدى الأسود وتبكى من وجع قلبها والخوف من غد غير معلوم وثورة تُسرق وهى لا تملك أن تتركها لأنها دفعت ثمنها مقدما غاليا جداً».








مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ليلي

فكرة المقال ممتازة

عدد الردود 0

بواسطة:

زهرة التيوليب

الصبر لكل من فقد حبيب

فكرة المقال جميلة جداً، وربنا يصبر كل من فقد حبيب.

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى حتى النخاع

دموع الفراق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد التواب

بأي ذنب قتلوا !!!!؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصرى

عــــــــــيد الحب

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد دسوقي

يارب ملناش غيرك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود اللواتي

ربنا يرحمهم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد شاهين

أبكيتمونا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

هاااااااايل

عدد الردود 0

بواسطة:

ايه

مااصعب الفراق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة