أجرى الناشط المصرى وائل غنيم حواراً مع قناة "ايه بى سى" الأسترالية، وأكد فيها أن مقتل خالد سعيد على يد ضباط أمن مصريين كان بمثابة الدافع المهم بالنسبة له ليتحول من شاب لا يجرؤ أن يوجه نقدا للنظام السياسى فى مصر إلى ثورى صار أحد ملهمى الثورة المصرية، التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، والذى حكم البلاد لثلاثة عقود من الزمان.
وأوضح غنيم أن التغيير الجذرى الذى شهدته شخصيته قد جاء بمحض الصدفة ولم يكن نتيجة لتخطيط أو ترتيب، موضحا أن قرار الدكتور محمد البرادعى بأن يكون شريكا أساسيا فى عملية التغيير، عقب انتهاء مدته كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى عام 2010 كان أحد الأسباب التى دفعته للترويج إلى قضية التغيير عبر الإنترنت من أجل دفع أكبر عدد من المصريين للمشاركة فى تحقيق هذا التغيير.
وأكد غنيم أنه عندما رأى صورة خالد سعيد شعر بالحزن والغضب الشديدين موضحا أنه شعر برغبة حقيقية فى أن يفعل شيئا، ولذلك فقد قرر أن يعمل على تحويل مقتل خالد سعيد إلى قضية رأى عام من خلال تأسيس صفحة على الفيس بوك – فى إشارة منه إلى صفحة "كلنا خالد سعيد" – والتى كانت تهدف بالأساس إلى الضغط على قوات الشرطة من أجل تغيير أسلوبهم فى التعامل مع المواطن المصري، موضحا أن حوالى 36 ألف شخص قد التحقوا بالصفحة فى اليوم الأول لتأسيسها، هو ما أعطاه الشعور بقدرة المصريين على التوحد والحصول على حقوقهم.
وأضاف غنيم أن الثورة التونسية هى الأخرى كانت عاملا مهما، فى أحداث التغيير، خاصة وأنها المرة الأولى التى يرى فيها غنيم ديكتاتورا يقف ليعتذر أمام شعبه عن أخطاء وانتهاكات عديدة قد ارتكبها نظامه لعقود طويلة، وبعدما رحل بن على وجد العديد من التعليقات التى نشرها المصريون على صفحته، مطالبين بالتغيير خاصة وأن الشعب المصرى قد عانى مما هو أسوأ بكثير مما شهده التونسيون خلال عهد بن على.
وأضاف غنيم أن ما حدث فى تونس دفعه لدعوة مائة ألف مواطن من أعضاء الصفحة من المصريين من خلال صفحة خالد سعيد على الفيس بوك للاحتشاد يوم الخامس والعشرين من يناير، والذى يوافق عيد الشرطة فى مصر، قائلا "لن يستطع أحد أن يقف أمامنا".
وتساءل المحاور "كريس أولمان" عن موقف زوجته الأمريكية مما يحدث خاصة بعد أن قرر غنيم أن يسافر إلى مصر للمشاركة فى الثورة المصرية، وهو ما اعتبره الناشط المصرى أحد المواقف الصعبة التى عاشها خلال تلك الفترة، والتى وصفها فى كتابه الذى أصدره مؤخرا حول أحداث الثورة المصرية، موضحا أن زوجته كانت حزينة للغاية نظرا لإصراره أن يتركها فى دبى والسفر للقاهرة للمشاركة فى الثورة.
وتطرق الحوار كذلك إلى الأحد عشر يوما التى قضاها وائل غنيم محتجزا، موضحا أن أصعب ما فى الأمر هو أنه كان مقيد اليدين ومغمى العينين، وغير مسموح له بالتحدث مع أحد أو أن يتحدث أحد اليه، موضحا أنه كان ينتظر المجهول خلال تلك الفترة الصعبة، مؤكدا أنه قد فقد الإحساس بالوقت تماما، إلا من أجل القيام بالصلوات اليومية.
وردا على سؤال حول مشاعره بعد خروجه من محبسه، أوضح غنيم أنه انطلق إلى ميدان التخرير بعد أن أجرى حوارا مع أحد القنوات التلفزيونية، موضحا أنه وجد آلاف المصريين بالميدان وقد اتحدوا من أجل هدف واحد، وهنا شعر غنيم أنه لم يقض فقط أحد عشر يوما وإنما قضى أحد عشر عاما فى هذا المحبس خاصة وأن التغيير الذى شعر به فى ميدان التحرير لم يكن يتخيله يوما ما.
وفى نهاية الحوار تساءل أولمان هل تغير النظام فى مصر أم أن التغيير اقتصر على الإطاحة بشخص واحد مقابل الاحتفاظ بالنظام بأكمله، وهنا أعرب غنيم عن اعتقاده بأن مصر قد شهدت تغييرا مهما، موضحا أن المصريين لم يعودوا يخشون أن يتحدثوا أو يعبروا عما يجول فى أذهانهم حتى وإن انتقد أولئك الذين يحكمون البلاد الآن.
وأضاف الناشط المصرى أن المصريين الآن يعيشون مرحلة جديدة التحق فيها الكثير منهم للعمل بالسياسة، من خلال الالتحاق بالأحزاب السياسية أو الحركات الثورية، بعد أن كانوا من قبل يؤمنون أن مصر ليست بلدهم إنما هى ملكا للنظام السياسى الحاكم، مشيرا إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى شهدت مشاركة غير مسبوقة من جانب قطاعات كبيرة من المجتمع لاختيار من يمثلهم فى المجتمع.
بالفيديو.. وائل غنيم لقناة أسترالية: مقتل خالد سعيد حولنى إلى "ثورى".. وزوجتى رفضت سفرى إلى القاهرة للمشاركة فى 25 يناير.. الثورة التونسية هى أول تغيير حقيقى أطاح بنظام ديكتاتورى
الثلاثاء، 14 فبراير 2012 05:00 م