كما توقعنا أصبحت جلسات مجلس الشعب المصرى أفضل برنامج يعرض على شاشة التليفزيون المصرى، وأعطت كتفاً قانونياً لكل برامج التوك شو والأفلام والمسلسلات وبلا استقصاء أو استطلاعات للرأى من معاهد استطلاعات الرأى والتى تقيس الرأى العام بصفة دورية وهى غائبة عن الساحة المصرية والتى يجب أن تكثر فى مصر فى هذه الحقبة بالذات كمعهد جالوب الأمريكى للدراسات بأبوظبى أو معهد بيو أو معهد السلام الدولى أو معهد زغبى، فمن المؤكد أن جلسات مجلس الشعب المصرى حظيت بنسبة مشاهدة عالية، وما حدث وما جرى فى الجلسات القليلة السابقة بقدها وقديدها نالت رضا واستحسان المصريين، ولا غرابة فى أن تكون تلك الحوارات والمدافعات والمشاحنات والمهاوشات فهو صورة مصغرة ومركزة لما يدور على الساحة المصرية من آراء وأفكار وتوجهات، ويجب أن تكون كذلك حيث أن جميع الأعضاء انتخبوا من كل فج عميق ومن كل أحياء وقرى ومدن ومحافظات الجمهورية، فلذلك كانت المناقشات التى دارت والطرائف التى حدثت ولكون معظم الأعضاء حديثى العضوية بالمجلس التشريعى فهم لا يجيدون كثيراً الممارسة النيابية، ولا يدركون أنهم يشكلون أقوى مؤسسة فى الدولة المصرية وقوة هذا البرلمان بقوة أعضاءه المستمدة من الشعب الذى اختارهم ولذلك تعرض الكثيرون للنقد بسبب هلعهم البين من ميدان التحرير، وأعطوا للجميع انطباعاً سيئاً هو أن ميدان التحرير هو مجلس آخر يجب الرضوخ لمطالبه بحجة أنه هو الذى صنع ثورة 25 يناير وحده ولا يدرون أن من فى ميدان التحرير هم جزء من الناخبين الذين اختاروا بعض أعضاء البرلمان، حيث إنهم من المصوتين فى دوائر القاهرة والجيزة والقليوبية وأن الشعب المصرى الذى كان سبباً رئيسياً فى نجاح الثورة هو الذى اختار بقية أعضاء المجلس، وكنا نود أن يعلن نواب القاهرة والجيزة والقليوبية عن مقارهم الانتخابية وأرقام هواتفهم ومواعيد استقبالهم لأبناء دوائرهم لاستقبال طلباتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويحملها فى حقيبته لمجلس الشعب بدلاً من الكوفيات الصفراء عن لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين وبدلاً من اللافتات الورقية التى رفعوها عند أداء اليمين، وإذا كان هناك تجمهر أو تظاهر أو احتجاج فليكن أمام المقر الانتخابى للعضو البرلمانى الذى لم يكن موصلاً جيداً لطلبات الناخبين، ولذلك يجب أن يكون هناك حساب واتهام ومحاسبة تصل إلى فصل العضو من المجلس إذا اتهم بفقد شرعيته فى تمثيل دائرته والدليل على فقد شرعيته وعجزه وعدم كفاءته هو استمرار المظاهرات والاحتجاجات فى ميدان التحرير وعدم معرفته بما يدور وبما يدبر، كما أن كثير من الأعضاء وخاصة من ينتمون للتيارات الإسلامية لا ينفكون يتحدثون عن سجنهم وسجونهم واعتقالهم ومعتقلاتهم فى زمن المخلوع وهذا اجترار لماضٍ أليم لا يفيد البكاء عليه الآن ويعطى انطباعاً بأن فوزه فى الانتخابات كان للانتقام والتشفى لا للتشريع والرقابة، وبدا أن كثير من الأعضاء يحتاجون للعودة لناخبيهم قبل الإدلاء بدلوه فى أى قضية مطروحة أو طلب كلمة أو عمل استجواب بدلاً من العودة للقنوات الفضائية، ويجب أن يصدر حظر على الأحاديث الصحفية والتلفزيونية لأعضاء المجلس وإذا أراد أن يتحدث فليتحدث فى قاعة مجلس الشعب أو فى اللجان النوعية أو فى مقره الانتخابى لناخبيه ومع ناخبيه ويتداول معهم الرأى والمشورة وفى كل الدوائر الانتخابية المصرية مئات من القانونيين والاقتصاديين وأهل الحكمة والمشورة والرأى، ولذلك يجب بل ومن الضرورى أن تذاع كل الجلسات عدا ما يمس الأمن القومى للبلاد لكى يعرف الـ 40 مليوناً الذين اختاروا المجلس صواب أو خطأ اختياراتهم وأن زمن العضو المخضرم الذى يعمر 5 دورات أو 6 دورات قد ولى وانتهى ويا حبذا لو نص فى اللائحة المقترح تعديلها إمكانية سحب الثقة وفصل العضو فى أى وقت من عمر المجلس النيابى ودون انتظار لنهاية فترته التى سينص عليها فى الدستور الجديد للبلاد وذلك كعقوبة للعضو الذى لا يعبر عن آراء دائرته لو تقدم عدد يتفق عليه من الذين صوتوا له، ويدفع بالعضو الذى فاز بالمرتبة الثانية فى عدد الأصوات أو بانتخابات جديدة، وما حدث من أحداث بعد ظهور نتيجة المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب واستلام الأعضاء الفائزين لبطاقات العضوية أى تقريباً من أحداث شارع مجلس الوزراء ومروراً بمذبحة بورسعيد وانتهاءً بالدعوة للعصيان المدنى، كان يجب أن يحول أعضاء مجلس الشعب للقاهرة والجيزة والقليوبية و6 أكتوبر للتحقيق والمساءلة وطلب نزع الشرعية منهم لأنهم لا يمثلون بحق تلك الدوائر التى دفعت بهم للمجلس، بل أن واحداً منهم كان من البلاهة أن أحضر طلقة خرطوش حية ليدلل على أن الداخلية أطلقت الخرطوش على بلطجية شارع محمد محمود وحرقت مبنى الضرائب، مع أنه لا توجد طلقات خرطوش ممهورة بخاتم وزارة الداخلية، ولكن بكل الأسف قد يتحرج المجلس الموقر من توجيه تهمة الكذب والتلفيق لعضو من أعضاءه بسبب ما يسمى بالحصانة البرلمانية، ولكنه رغم كل هذا فهو متميز برئيسه، وبعض أعضائه، وخطف الأضواء وأصبح بحق فتى الشاشة الأول.
مجلس الشعب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed ai
good article
this is good point view
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله السيد
فتح الله لك
عدد الردود 0
بواسطة:
essam attia
كلام جميل