يموت مع صباح كل يوم عشرات العباقرة فى العلوم والآداب والفنون، فنكاد لا يمر علينا يوم حتى يقتل فى مدارسنا أحمد زويل ونجيب محفوظ وصلاح جاهين، وعبد الوهاب وغيرهم، وذلك لنظام تعليمى لا يراعى المواهب والقدرات، وتنميتها والحفاظ عليها.
وخلال زيارتى لعقد لقاء ثقافى مع طلبة المدارس الإعدادية، بقرية الدوير، فى مركز صدفا بأسيوط، فوجئنا وزملائى بوجود عشرات الحالات ممن لديهم أمية كاملة، أى يجهلون القراءة والكتابة، فما بالنا بالأمية الثقافية، وغياب المعرفة وتنمية الإدراك، أنها مشكلات بالغة الخطورة، جراء إهمال المتابعة ورقابة الأداء، فى المدارس وجدية التقييم، فضلاً عن ضعف مناهج التعليم وآلياته وأدواته، وتدريب القائمين عليه، والتفاوت الرهيب فى ذلك بين القرى والمدن، وبين مراكز الأطراف ومراكز عواصم المحافظات، وبين مراكز عواصم المحافظات وعاصمة البلاد أعنى القاهرة.
أما إذا انتقلنا للتعليم المهنى فتلك كارثة أخرى، ففى الوقت الذى يصل تعداده بأمريكا وأوربا إلى 60% من نسب الخريجين، فلدينا المشكلة الأكبر فى العزوف عنه وفق ثقافة اجتماعية لا تقدر قيمته، بالإضافة لعدم فاعلية هذا النوع من التعليم، للدرجة التى نجد خريجى الغرب يستطيعون ابتكارالآلات وتطويرها وفق مدارس مهنية بها تخصصات تكنولوجية دقيقة فى علوم الزراعة والإنتاج الحيوانى والمجالات التكنولوجية الحديثة فى الحواسب والمصانع والشركات، فإننا للأسف نجد لدينا تخصصات عقيمة، وليس ذلك فحسب بل وتكاد تكون أسماء على ورق، فهل وجد أى منا خريج قسم كهرباء يعلم شيئاً عن الكهرباء، وكلنا قابل الكثيرين ممن يجهلون حتى القراءة والكتابة.
فالمدارس المهنية المهملة كنز ثمين، وطريق لإحداث التنمية، ويكفى أن نعلم فى محافظة أسيوط التى أقيم بها كثير من المصانع والشركات لم تجد العمالة الماهرة الملائمة بها، فقام باستيرادها من القاهرة، برغم كونها تخصصات بسيطة لكن لم تكن موجودة.
أحمد مصطفى على يكتب: التعليم والأمية غير المبررة
الثلاثاء، 14 فبراير 2012 09:05 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشروع مهندس
طيب والتعليم الجامعى
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد مصطفي علي
إلي التعليق 1