هذا العنوان على وزن "ودخلت الخيل الأزهر"، للراحل محمد جلال كشك، وكأن السيد النائب المحترم قد دخل البرلمان فاتحاً معلناً إسلاميته بعد أن كان محتلاً من قوى الشرك، ولا يدرى النائب أن البرلمان ليس مسجداً لإقامة الشعائر، ومن ضمنها الأذان، إنما هو محفل يضم نواب الأمة بمختلف انتماءاتهم ومرجعياتهم الدينية والعقدية، بغرض الاجتماع لمهام الرقابة والتشريع والقيام على مصالح الأمة والحفاظ عليها.
وهذا المجلس بطبيعة الحال، وكنتيجة بديهية للتنوع فى المجتمع، فيه المسلم وفيه غير المسلم، وفيه المسيحى، وربما تجد فيه الملحد والشيوعى، ولو ظل اليهود المصريون كما هم ولم يغادروا مصر ولم يهاجروا منها، لوجدت فى هذا البرلمان يهوداً.. فهل تقبل من المسيحى أن يدعو لشعائره فى البرلمان؟
هل تسمح يا سيد ممدوح إسماعيل للنائب المسيحى أن يدق أجراسه تحت قبة البرلمان داعيا إلى صلاته.. إعمالاً للديمقراطية وحرية الرأى والرأى الآخر التى يؤمن ويعمل بها البرلمان؟
أذن للصلاة فى المسجد، وأقم الصلاة، ثم عد إلى البرلمان وأدِ فيه واجبك كبرلمانى وسياسى، وليس كداعية إسلامى، فمن جاءوا تحت القبة لم يأتوا لسماع مواعظك وخطبك الدينية ولا ينتظرون منك أن تأمرهم بالصلاة، فغالبيتهم، والحمد لله، من مقيمى الصلاة وحفظة القرآن، ومنهم من يقوم الليل ولا يفرط فى النوافل.
والناخبون لم يرسلوك مؤذنا للصلاة وداعية إسلامياً، إنما أرسلوك برلمانياً ونائباً عنهم تدافع عن قضاياهم وترعى حقوقهم.
لقد سبقك إلى هذا الصرح علماء ودعاة ومشايخ كبار، لم يفعلوا ما فعلت، وما سمعنا أن أحداً منهم قام مؤذناً، فهل أنت أكثر منهم فقها وتقوى وعلماً؟ وهناك زملاؤك بالمجلس من نحسبهم على تقوى وهدى وفقه وعلم، فلماذا تزايد عليهم فى قضية مفروغ منها، وليست فى حاجة إلى تذكيرك، وعما قليل سيقوم الجميع إلى الاستراحة ليؤدوا الصلاة فى جماعة ويتناولوا الغداء.
يا سيادة النائب.. لكل وقت أذان.. ولكل مجلس أذان، المسجد أذانه الصلاة على وقتها، والبرلمان أذانه الوفاء بالوعود والدفاع عن الأمة وتطبيق شرع الله وحماية ورحمة الضعفاء وصيانة الحقوق ورفع الظلم وكف الأذى وتخفيف الأعباء عن كاهل الخلق.
وبناءً عليه...
أُوصى بعدم الخلط بين المسجد والبرلمان ولا بين المؤسسات السياسية والمؤسسات الدعوية والدينية سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، فلا تستغل المساجد والكنائس لأغراض سياسية، ولا نفرض على المؤسسة السياسية سلطاننا وتوجهنا الدينى التعبدى.. وإلا لطالب غير المسلمين بركن خاص لهم من البرلمان يؤدون فيه شعائرهم.. فهل توافقون على ذلك يا نواب الشعب؟..
رُفعت الجلسة.
هشام النجار يكتب: وارتفع الأذان تحت قبة البرلمان
الإثنين، 13 فبراير 2012 11:03 م