علا الشافعى تكتب: جلال عامر.. ضحكة مصر

الإثنين، 13 فبراير 2012 11:53 ص
علا الشافعى تكتب: جلال عامر.. ضحكة مصر علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعترف بأننى لم أكن أعرف الكثير عن الكاتب الساخر جلال عامر، وبدأت علاقتى به من خلال متابعتى لعموده فى الزميلة «المصرى اليوم»، ولم أكن متابعة جيدة له سواء فى جريدتى الأهالى أو البديل، وهذا من سوء حظى بالتأكيد، إلى أن أعادت «المصرى اليوم» تقديمه للقراء، وصرت واحدة من قرائه ولم ألتقه يوما، وأعترف بأنه من الكتاب الساخرين القلائل الذين غيروا عاداتى فى القراءة فبدلا من قراءة الصفحة الأولى، ثم الأخيرة كنت أبدأ قراءة «المصرى اليوم» من عمود جلال عامر والذى كان ينشر بعنوان «تخاريف» حيث كان جلال يملك القدرة على تكثيف كل الأحداث التى تشهدها مصر سياسية كانت أم اجتماعية فى جمل رشيقة معبرة، وساخرة وموجعة فى آن واحد، ولكن للأسف مثله مثل كل النبلاء يختطفهم الموت مبكرا، ويبقى المتاجرون والأفاقون وأصحاب الجلد السميك، وتماما كما يقول المثل العامى «ما يفضلش على المداود غير شر البقر» فجلال بشفافيته وحسه الإنسانى لم يستطع تحمل فكرة أن المصريين بيموتوا بعض، عندما شاهد العراك بين المؤيدين والمعارضين للمجلس العسكرى، وكانت آخر جملة قالها الكاتب الساخر الراحل جلال عامر قبل إصابته بالأزمة القلبية التى أودت بحياته، أثناء مشاركته فى مسيرة معارضة للمجلس العسكرى فى الإسكندرية يوم الجمعة الماضى والتى نقل على أثرها للعناية المركزة، وآخر ما كتبه الكاتب الساخر الراحل جلال عامر على حسابه على «تويتر» انتقاداً لاختلاف المصريين، هو: «مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون فى مكان واحد ولكنهم لا يعيشون فى زمان واحد»، قالها الكاتب الراحل الكبير ورحل فى هدوء مثلما كان يفجر المشاعر ويثير التساؤلات داخلنا بعمق وسخرية فى آن واحد.

وليس هناك أفضل من أن أعيد نشر بعض مما كان يكتبه الراحل فى عموده «ترقد الطيور على بيضها ليفقس ويرقد الحكام على شعوبهم لتفطس، وقد جربت الحب من طرف واحد والحب من أول نظرة والحب من غير أمل، لكن أحلاهم الآن هو ظاهرة الحب على نفقة الدولة، فهو لا يحتاج إلى سهم كيوبيد بل إلى تأشيرة وزير، ثم تنتقل الأسهم إلى البورصة وينتقل المحبون إلى الفندق..»

«وإذا كنا قد فضحنا «عواد» لأنه باع أرضه وصرفها على الغزية، فقد باعوا هم أرضنا وصرفوها على الغوازى ولم نفضحهم، لكننا رفعنا شعار «الأرض مقابل العلاج»، «الحب على نفقة الدولة مقابل العلاج على نفقة الدولة»، ومع ذلك سرقوا فلوس العلاج أيضاً ليصرفوها على الغوازى.

أمس، حضر المحافظ حفل زفاف رجل أعمال ونقط العريس وكتب له المحافظة «بيع وشراء» وأكل جاتوه وشعر بمغص شديد، ففرح الناس وقالوا إن المحافظ سيموت وسوف يأتى محافظ جديد لا يحفر الشوارع ولا يوزع الأراضى، لكن المعازيم ماتوا والمحافظ عاش.. عاش اللى قال.. فاصبر واحتسب.. رحمك الله يا أستاذ جلال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة