أيمن نور

رحل ولم يمت؟

الإثنين، 13 فبراير 2012 07:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوجع قلبى.. كما أسعده، آلمنى فراق رجل لم يفارقنى يوماً، رغم أنى لم ألتق به وجهاً لوجه أبداً!!

راح جلال عامر، وودع الدنيا، التى ملأها بهجة وبسمة، وفكراً، وحماساً ووطنية، وحباً لمصر.
راح المناضل الضاحك، كالربيع الدائم، راح المقاتل، والفيلسوف الساخر، الذى رش البسمات فى حياتنا، وأضاء كل يوم شمعة، فى زمن أضناه الخريف، وغمرته الكآبة.

راح جلال عامر ولم يمت، فكل من كتب سطراً فى سجل هذا البلد بشرف.. لا يموت قد يرحل؟! أو يروح؟! لكنه حى فى ضمائرنا وقلوبنا وذاكرتنا.

يموت البشر كل يوم بعشرات الملايين، ويسدل عليهم ستار النسيان كأنهم لم يجيئوا ولم يذهبوا.

قلائل لا يستطيع الزمن أن يسدل عليهم ستار النسيان، وهم من يتركون وراءهم فكراً حياً وكلمات تنبض كل يوم بحياة من سطروها، فمن يقود أمه للحرية يرحل ولا يموت، ومن يدافع عن المظلوم والحريات يرحل ولا يموت، من يواجه الفساد والاستبداد يرحل ولا يموت!!
رحل جلال عامر وهو يطوى بين جوانحه الإيمان بحق الشعب المصرى فى الحرية والعدالة وفى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه!!

راح جلال عامر وستظل مواقفه وكتاباته وكتبه حية لا تموت، وإيمانه بالقضايا التى تبناها سينتقل من نفس انتقلت إلى جوار ربها إلى نفس لايزال الله سبحانه وتعالى يكتب لها الحياة.

طوبى لمن يموتون وهم يعبدون الله فى الدفاع عن حقوق الناس والأوطان، طوبى لمن يموتون وهم يرفعون مشاعل الحرية، فالنفس تنطفئ ولكن مشاعل الحرية تظل حتى فى أحلك الظروف والظلمات تبث بصيص الضوء والأمل والبهجة فى القلوب.

توقف نبض قلب جلال عامر لكن نبض الحق فى كلماته سيظل يخفق فينا، فالحق قوة من قوى الله.

توقف قلب جلال عامر إثر أزمة قلبية داهمت قلبه الرقيق، بعد أن شاهد اعتداءات تتم على المتظاهرين من مواطنين، لم يحتمل هذا القلب أن يرى المصرى يضرب أو يقتل أخاه المصرى، فصرخ الرجل صرخته الأخيرة، ونقل إلى المستشفى ليلقى ربه، حيث الحق، والنقاء، والعدل، والحرية!!

هكذا كان جلال عامر يصنع من قطرات القلم كلمات رائعة، ويصنع من قطرات القلم نهايات رائعة، وحتى آخر أيام سنواته الـ60 لم يجف قلمه، ولم يكف عن الكتابة، حتى كانت القطرة الأخيرة بصيصا من روح تحب مصر، وقبساً من قلب مجروح ومجهد.

لم أكن أعرف جلال عامر إلا من بعيد كقارئ، لم يكن يعرفنى إلا كقارئ لى ومتابع لنشاطى، فحياة كل منا مختلفة، خاصة أنه يقيم كل حياته بالإسكندرية، وكان ضابطاً بالقوات المسلحة وحارب فى 1973، ودرس بعد هذا الآداب والفلسفة، وعمل بالصحافة فى سن متقدمة.

ورغم هذا لم أتوقف يوماً منذ أعوام عن البدء بمقال جلال عامر.. وعندما كنت بالسجن كنت أعتبر مقاله نزهتى اليومية ومكافأة لى بعد أن أنتهى من كتابة كل ما أريد أن أكتبه.

التقينا فقط عبر أسلاك التليفون ومرات عبر صفحات الصحف عندما كتبت مقالاً بالدستور عن تزوير الانتخابات ضد جلال عامر، وكان وقتها يخوض انتخابات تكميلية بإحدى دوائر الإسكندرية، ورد على عامر بمقال عن تزوير الانتخابات الرئاسية وسجن المرشح المنافس!
كنت دائما أسأل نفسى أين كانت هذه الموهبة الفذة ولماذا لم يبرز اسم جلال عامر إلا فى السنوات الأخيرة خلافاً لما كان يستحقه!! فيبدو أن هذا هو قدر الموهوبين ولحسن حظ أنصاف الموهوبين.

اليوم أشعر أن قطعة من قلب مصر، وموهبة من أبرز مواهبها رحلت عنا.. رحم الله جلال عامر!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمد عبد الفتاح

القلم

عدد الردود 0

بواسطة:

ناشط سياسي ولامؤاخذة

الموت عظة لمن يتعظ

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوخالد

في الدرك الاسفل من النار

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الليثي

رحم الله جلال عامر

عدد الردود 0

بواسطة:

Mero Mero

رحل ولم يمت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الكريم

راحت البسمة

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف

" كل نفس ذائقة الموت"

عدد الردود 0

بواسطة:

amera

رحل و لم يمت

عدد الردود 0

بواسطة:

واصل السعد

تصحيح

عدد الردود 0

بواسطة:

nasrat

مات ولم يرحل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة