لعل ما حدث يوم الأربعاء الأسود فى استاد بورسعيد وضع علامات استفهام كثيرة حول البرلمان فى أول تحد حقيقى له، والذى عجز - وبكل أسف - أن يلبى الحد الأدنى من طموحات رجل الشارع بعد انتخابات حرة ونزية من المفترض أن تعبر عن إرادة الناخب الحقيقية، فقد فشل البرلمان بزعامة الإخوان فى سحب الثقة من حكومة كمال الجنزورى وتشكيل حكومة ائتلافية من أعضاء المجلس المنتخب، مما دفع بظلال من الشك حول هذا البرلمان.
كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن أن هناك صفقة تمت بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين يتم بمقتضاها أن يسيطر الإخوان على المجلس بما لهم من ثقل فى الشارع، ولكن ظل الغموض يجتنف هذه الصفقة وأبعادها وما جرى فيها، وفى البداية استبشر الكثيرون بجلسات البرلمان وإن كان استئثار جماعة الإخوان باللجان النوعية داخل المجلس دون بقية القوى السياسية الممثلة بالبرلمان مثل خيبة أمل للكثيرين، حتى وقعت مأساة الأربعاء الأسود وما نتج عنها من وقوع هذا الكم الهائل من الضحايا والمصابين فى مشهد أصاب الجميع بالذهول والصدمة.
ظن الكثيرون أن حكومة الجنزورى انتهت سياسيا، وأن إقالتها ما هى إلا مسألة وقت، فلم يعد مقبولا أن تستمر فى إدارة شئون البلاد، وأنها وحدها هى التى تتحمل المسئولية مع المجلس العسكرى، وأنها من المؤكد أنها سوف تبادر من تلقاء نفسها بتقديم استقالتها مثلها مثل أى حكومة تحترم نفسها بعد تلك الأحداث، وإن لم تفعل ذلك فعلى الأقل أن تسحب منها الثقة من قبل البرلمان مع استدعاء بعض أعضاء المجلس العسكرى إلى البرلمان باعتبارهم - وطبقا للإعلان الدستورى - من يتحمل فى الأساس المسئولية مع الحكومة أمام البرلمان المنتخب.
الغريب أن البرلمان تجاهل تماما اقتراح بعض النواب المستقلين بسحب الثقة من الحكومة واستدعاء أى من أعضاء المجلس العسكرى، بل واكتفى المجلس بلجنة تقصى الحقائق فى مشهد يكاد يكون تكرارا لمشهد سابق من أحداث متكررة، ومن ثم حدث نوع من التباين فى المواقف بين البرلمان بزعامة الإخوان ورجل الشارع، وذلك كان واضحاً للعيان حين عجز البرلمان فى أول اختبار حقيقى له عن إقالة حكومة كمال الجنزورى.
إن تجاهل رجل الشارع بهذه الطريقة قد وضع علامات كثيرة حول جماعة الإخوان، فهل اختارت الجماعة أن تراهن بمستقبلها على ذلك الحصان الخاسر "المجلس العسكرى"، وأن تقايض بمقاعد البرلمان وبعض الغنائم التى حصلت عليها مقابل نبض الشارع؟، إن كانت فعلت ذلك فقدت خسرت الجماعة الجولة الأولى لها أمام الشارع، والذى لولاه ما أتت إلى البرلمان، وربما تكون الجولة الفاصلة لها أيضا إذا استمرت على هذا الموقف بعد ذلك الأربعاء الأسود، وفى ظل تصاعد الأجواء المطالبة برحيل المجلس العسكرى.
أحداث بورسعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء احمد
ربما
مجلس الشعب اصبج مكلمة ولا تعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان
عندك حق
مجلس الشعب كان الامل الوحيد للشعب