بالرغم من أن دعوات الإضراب التى تبنتها بعض القوى والحركات الثورية لم تلق قبولا واسعا من جانب قطاع كبير من الشارع المصرى، إلا أن الداعين إلى تنظيم الإضراب قد أكدوا أن رسالتهم ستصل إلى الشعب المصرى، موضحين أنهم سوف يراجعون خططهم ورؤاهم فى هذا الصدد.
وأعدت صحيفة "جيروزاليم بوست"، تقريرا أبرزت أن الحياة سارت على طبيعتها يوم السبت الماضى، والذى يوافق الذكرى الأولى لتنحى الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، رغم دعوات الإضراب، بل إن بعض العاملين المدنيين بالدولة قد تطوعوا بالعمل لساعات إضافية دون مقابل من أجل دحض فكرة الإضراب، معربين عن اقتناعهم الكامل بأن الدولة المصرية فى حاجة ملحة للعمل والإنتاج وليس للإضراب والعصيان.
وأكد العديد من النشطاء الداعين إلى تنظيم الإضراب على قدرتهم على تعبئة الجماهير من جديد للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يحكم البلاد حاليا للضغط عليه من أجل تسليم السلطة، كما فعلوا من قبل مع الرئيس السابق إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، خاصة أن البلاد قد عاشت حالة من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى خلال العام الماضى، والذى تولى فيه المجلس العسكرى مقاليد الأمور فى البلاد.
وأشار التقرير إلى شاب مصرى يدعى هانى يوسف، والذى يمتلك دكانا صغيرا بوسط القاهرة، والذى قرر أن يغير موقفه تجاه المجلس العسكرى الحاكم فى مصر، ليتحول من أحد مؤيدى المجلس الى معارض له، وذلك بعدما رأى أحد الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين فى ميدان التحرير، ولذا فقد قرر الشاب المصرى إغلاق دكانه الخاص يوم السبت الماضى، وقد وضع عليه لافتة مكتوبا عليها أنه قد قرر الاشتراك فى الإضراب العام من أجل "حماية كرامة مصر".
وأبرزت "جيروزاليم بوست" تصريحات قد أدلى بها يوسف، مؤكدا فيها أن رجل الشارع العادى يكره هؤلاء المحتجين لأنه يعتقد أنهم أغنياء وفاسدون كما صور لهم الإعلام، فى حين أنهم لو تحدثوا مع هؤلاء الشباب سوف يكتشفون أنهم بالفعل أبطال.
أما سلام رضوان فهو طالب بجامعة القاهرة، فقد أكد أنه قد قرر المشاركة فى العصيان رغم أنه موقفه لم يكن كذلك فى بداية الأمر، موضحا أن صديقه قد أصيب إبان التظاهرات الأخيرة نتيجة الاستخدام المفرط من جانب قوات الأمن لقنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما دفعه للمشاركة فى الإضراب الذى دعت إليه القوى الثورية.
وأكد رضوان أنه كان يتمنى أن تكون هناك مشاركة أكبر من جانب المواطنين المصريين، إلا أن هذا الإقبال الضعيف كان متوقعا فى ظل البيانات والتصريحات التى صدرت مؤخرا، سواء من جانب المجلس العسكرى الحاكم أو الحكومة أو حتى من جانب المؤسسات الدينية، والتى خرجت جميعها مناهضة لفكرة الإضراب.
وأشارت الصحيفة إلى موقف جماعة الإخوان المسلمين المناوئ للإضراب، على اعتبار أن الجهود التى ينبغى أن تبذل لابد أن تصب فى مصلحة الوطن وليس أن تعوق مسيرته.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية الناطقة باللغة الإنجليزية أن الإسلاميين قد تمكنوا من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان فى مصر، رغم أن النشطاء الليبراليين هم من قادوا الثورة التى أطاحت بنظام مبارك فى العام الماضى، وهو ما يراه البعض نتيجة طبيعية لعدم قدرة هؤلاء الليبراليين على التواصل مع المناطق الفقيرة والريفية بالبلاد، على عكس الإسلاميين الذين يحظون بشعبية كبيرة من جانب الفقراء.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ميدان العباسية هو الآخر قد امتلأ بالمحتجين فى سابقة تعد الأولى من نوعها، رغم أنه كان دائما ما يجمع التظاهرات المؤيدة للمجلس العسكرى، حيث إن عشرات الآلاف قد نظموا مسيرات فى اتجاه وزارة الدفاع يوم الجمعة الماضى للتعبير عن رفضهم لسياسات المجلس الحاكم.
وقد أوضح بعض النشطاء فى تصريحات صحفية أن المعارضة فى مصر مازالت تحتاج إلى الوقت من أجل أن تجد دعما لها فى الشارع المصرى، خاصة وأن المصريين قد عاشوا عقودا طويلة تحت الحكم السلطوى، موضحين أنه كان من المتوقع فى ظل الثقافة القائمة ألا تحظى فكرة العصيان المدنى بتأييد كبير من جانب الشعب المصرى.
رغم فشل العصيان ..
جيروزاليم بوست: نشطاء يؤكدون قدرتهم على الحشد الجماهيرى من جديد
الإثنين، 13 فبراير 2012 04:09 م