فشل الدعوة للإضراب العام الذى دعت إليه بعض القوى الثورية، جعل المشهد مغايرا لدى بعض القيادات العمالية ممن حاولوا الحشد لهذا اليوم، وهناك من يرغب فى الحصول على "راحة المحارب" لالتقاط الأنفاس ومراقبة الأحداث عن بعد لحين ظهور مشاهد جديدة على الساحة السياسية.
فى البداية أكدت فاطمة رمضان المنسق العام للجنة الاحتجاجات والإضرابات باتحاد النقابات المستقلة، أن الإضراب العام لم يفشل فقد تحققت العديد من المكتسبات مثلما حدث فى وزارة التموين يوم، الخميس، عندما وعد الوزير جودة عبد الخالق العاملين فى الوزارة بحل مشاكلهم واتخاذ قرارات سريعة فى الأيام القادمة، وذلك بعد الإعلان عن الدعوة للإضراب العام، مشيرة إلى أن الإضرابات والاحتجاجات السلمية حقوق مشروعة كفلتها القوانين والمواثيق الدولية للمواطنين.
أضافت "رمضان" أن الأوضاع الحالية التى تمر بها البلاد لم تكن مساعدة للدعوة لعصيان مدنى، لأن تلك الدعوة تحتاج لمؤسسات قوية تربطها علاقة أقوى بعدد كبير من العمال، خاصة أن العامل المصرى مستمر فى احتجاجاته وإضراباته فى السنوات الأخيرة ولا يزال لديه النية فى استكمال نضاله للحصول على كافة حقوقه.
وأكد محمد العطار القيادى العمالى وأحد المتحدثين باسم عمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، أن كثرة الإضرابات والاعتصام فى الآونة الأخيرة أفقدت الداعين لها المصداقية فى الشارع، معتبرا أن المواطن المصرى لا يزال أمامه الكثير من الوقت ليعلم قيمة تلك الاعتصامات السلمية ويتعرف على ثقافة العصيان المدنى، وأضاف: "لذا فإنى أوجه الدعوة لجميع الثائرين فى الميادين بأن يعودوا إلى منازلهم وترك المشهد أمام المواطن البسيط دون تشويش حتى يتم تقييمه جيدا ويكتشف بنفسه حقيقة الأمور، ويرى بعينه الوجه القبيح للمجلس العسكرى".
وتابع محمد العطار أنه يجب على الثوار الهدوء قليلا وإتاحة الفرصة أمام البسطاء الذين نلتمس لهم العذر لاكتشاف مخطط المجلس العسكرى ومعرفة الحقائق كاملة، نظرا لان الثائرين يدعون دائما للاحتجاجات والاعتصامات لاستكمال أهداف الثورة،بينما يتحدث أعضاء العسكرى عن الهدوء والاستقرار،لذا فان الهدوء التام هو المطلوب فى تلك المرحلة.
وفى نفس الصدد قال على فتوح رئيس النقابة المستقلة للعاملين فى هيئة النقل الثقيل،ان ما حدث يعتبر إنذارا للمجلس العسكرى، خاصة أن النقابات المستقلة قادرة فى أى وقت على تنفيذ العصيان المدنى، وهذا ما يجعل توقف العمل وارد أن يحدث فى أى لحظة وليس معنى عدم تحقيق الهدف فى تلك المرة، أن يكون الفشل محتوما على المحاولات القادمة.
أضاف فتوح، أنه يحذر أى جهة مسئولة عن إدارة شئون البلاد من تهميش دور العامل لأنه لن يأتى بنتائج فى صالح الوطن، لذا فمن الضرورى أن يتعجل المسئولون تفعيل دور النقابات المستقلة وإصدار قانون الحريات النقابية فى المرحلة الحالية، بالإضافة إلى تحقيق أهداف الثورة ومطالب العمال.
وأكد عبد المجيد الخولى، رئيس النقابة المستقلة للفلاحين، أن القوى المعادية لدعوة الإضراب العام، روجت مسمى العصيان المدنى لإخافة المواطن البسيط من الحدث نفسه الذى يعتبر أكثر الوسائل سلمية فى طرق المطالبة بالحقوق، موضحا أن هناك ما يقرب من 40 مليون فلاح فى مصر لم يحصلوا على حقوقهم ولا يزالون يدعون للثورة مستمرة.
أضاف عبد المجيد الخولى، أن الفلاح لا يمكنه ترك أرضه دون رعاية ويقوم بالعصيان المدنى، لذا فإن المسمى الذى أطلقه البعض خاطئ، لأن الاحتجاج أمر مشروع، خاصة إذا كان المجلس العسكرى لا ينفذ شيئا أو يتخذ قرارا دون الضغط عليه بالوسائل السلمية، مؤكدا أن موجة الاحتجاجات والاعتصامات مستمرة حتى تتحقق أهداف ثورة يناير كاملة.
انقسام بالنقابات المستقلة بين الدعوة إلى التزام المنازل أو استكمال النضال بالإضرابات والاعتصامات لحين تحقق أهداف الثورة.. العطار: يجب على الثوار أن يهدأوا.. نقيب الفلاحين: الاحتجاجات مستمرة
الإثنين، 13 فبراير 2012 06:09 م