الكاتب الفرنسى سوليه: تجربة الجزائر مع الإسلاميين لن تتكرر فى مصر

الإثنين، 13 فبراير 2012 11:18 ص
الكاتب الفرنسى سوليه: تجربة الجزائر مع الإسلاميين لن تتكرر فى مصر صورة أرشيفية
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواصل الكاتب الفرنسى روبير سوليه تعبيره عن الولع بمصر فى كتاب جديد أكد فيه أن ظروف الدولة المصرية تمنع اندلاع صراع بين السلطات والإسلاميين كما حدث فى الجزائر فى التسعينات من القرن الماضى.

وتناول سوليه فى كتابه قضايا متفرقة تصب فى مجرى واحد لعله الروح المصرية أو الشخصية المصرية التى يقول إن ماء النيل وليس الدم هو ما يجرى فى أوردتها، ولهذا لا يخشى على مستقبلها من الحركات الدينية.

ويرى أن السيطرة على النهر كانت سببا فى توحيد المصريين منذ فجر التاريخ، مستشهدا بقول الكاتب الألمانى إيميل لودفيج فى كتابه (النيل. حياة نهر): "إن الشعب المصرى تكون وتطور "بواسطة اثنين من آلهة الطبيعة فعبدهما، فهذا الشعب يدين للشمس بحبه للحياة وباعتداله فى طباعه ويدين للنيل بتعلم روح الانضباط والامتثال"، وكان النيل الذى رمز له بالإله "حابي" فى مصر القديمة تجسيدا للخصوبة وتجدد الحياة.

كما يسجل سوليه أيضا ما كتبه المؤرخ جوانفيل الذى صاحب حملة لويس التاسع "الصليبية الكارثية على مصر (1249 ميلادية)" حيث قال بعد عودته إلى فرنسا إن النيل يختلف عن غيره من الأنهار لأن "فيضانه جالب الخير لا يمكن أن يأتى إلا بإرادة الله".

ولد سوليه لأسرة لبنانية فى مصر عام 1946 وغادرها عام 1962 وله كتب أخرى منها "مصر ولع فرنسى".

وفى كتابه الجديد "قاموس عاشق لمصر" يسجل أن الولع بمصر الفرعونية وحضارتها "يعود إلى أزمنة قديمة جدا" مستشهدا بأن الرومان نقلوا إلى روما القديمة بعض المسلات المصرية واعتنقوا بعض المعتقدات المصرية ثم حصلت فرنسا "على نصيبها" من الولع بفنون مصر القديمة منذ بداية عصر النهضة فى القرن الخامس عشر الميلادى.

والكتاب ترجمه الكاتب المصرى عادل أسعد الميرى وصدر الشهر الجارى، عن المركز القومى للترجمة فى القاهرة ويقع فى 495 صفحة كبيرة القطع.

ويضم الكتاب 144 مقالا تستعرض مصر.. تاريخا وجغرافيا وأساطير ورحالة وشخصيات بارزة ومعالم دينية ومعابد تتصدرها مسلات يرى أن المصرى القديم اعتقد أنها "تربط الأرض بالكون السماوى"، على الرغم من أن العدد الأكبر من المسلات المصرية يعيش "فى المنفى" إذ توجد مسلة فى كل باريس ولندن ونيويورك و13 مسلة فى روما فى حين بقى بمصر ست مسلات.

ويقول إن أكبر المسلات حجما هى المسلة التى لم تغادر مكانها فى مدينة أسوان الواقعة على بعد نحو 900 كيلومتر جنوبى القاهرة، وتعرف بوفرة حجر الجرانيت الذى استخدمه المصريون القدماء فى نحت المسلات والتماثيل.

وأطلق على تلك المسلة التى تعد دليلا على تطور فن النحت فى مصر القديمة "المسلة الناقصة" حيث أصيبت بشروخ قبل اكتمال نحتها فظلت كما هى بعد تحديد طولها وحجمها ويبلغ طولها 42 مترا.

وتحت عنوان "الأصوليون الإسلاميون" يقول سوليه، إن مصر يمكن اعتبارها "مهد الأصولية الإسلامية الحديثة" نظرا لأنها شهدت تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 حيث رفعت شعار "القرآن دستورنا" ولكن الإخوان "الذين يظهرون الآن كما لو أنهم الفرع المعتدل من الأصولية الإسلامية رأوا أن الحركات التى ولدت فى كنفهم قد تخطتهم" ومنها حركة الجهاد الإسلامى.

والكتاب الذى صدرت ترجمته العربية بعد عام تقريبا على نجاح الاحتجاجات الشعبية المصرية فى خلع الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011 كتبت فصوله فى ذروة صعود المد الأصولى غير الرسمى قبل سقوط نظام مبارك حيث يسجل المؤلف أن "مصر كلها تنتسب إلى الله" فى إشارة إلى تدين المصريين.

ويرى سوليه أن "الأصوليين عاجزون حتى الآن عن اقتراح مشروع برنامج صالح للتطبيق فى كل المجالات على جميع أفراد المجتمع المصرى"، وبخاصة فى المجال الاقتصادى الذى يراه نقطة ضعف ما يسميه بالمشروع الأصولى.

وحصل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين على أكبر كتلة فى البرلمان الجديد وجاء حزب النور السلفى تاليا فى الانتخابات التشريعية.

ولكن سوليه لا يخشى على مستقبل مصر من الإسلاميين.. فيسجل أن "مصر ليست الجزائر.. حيث تحول الصراع بين السلطات الجزائرية والإسلاميين (فى التسعينيات) إلى ما يشبه الحرب الأهلية، إن وضع مصر مختلف عن الجزائر التى ما زالت منذ استقلالها سنة 1962 تبحث عن هويتها.. عربية إسلامية - أمازيجية صحراوية – غربية فرنسية، أما مصر بلد الفراعنة فهى بلد عجوز جدا منذ توحد سياسيا فى إطار دولة مركزية قبل أكثر من 5100 عام.

ويقول إن المجتمع المصرى "يتمتع ببنية صلبة قوية، حيث تقوم الدولة المدنية فيه على أساس متين مع اتساع نفوذ السلطات الدينية المقربة إلى السلطات المدنية، إنه مجتمع مستقر جدا على قواعده الثابتة، وهى القواعد التى تتمتع بتجانس ثقافى تندمج فيه الأقلية المسيحية البالغة نحو 10 بالمئة من المواطنين".

ويسجل أيضا أن الإخوان المسلمين موجودون بقوة فى النقابات المهنية "وقد يبدو أحيانا أن الجيش هو الجهاز المصرى الوحيد الذى يخلو منهم".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة