أشرف الزهوى يكتب: رسالة للشرطة: لا أعذار.. البلد ينهار

تتوالى الأزمات على المجتمع، نتيجة ضعف الدور الرقابى للدولة وغياب الأمن، وخير دليل على ذلك هو اختفاء أنبوبة البوتاجاز ويكمن سر اختفائها فى نشوء عشرات الآلاف من المخابز البلدية بدون ترخيص التى تحتاج إلى الدقيق والغاز، فتلجأ إلى إغراء أصحاب الحصص المدعمة من الدقيق والغاز وتستولى على جزء من هذه السلع المدعمة مقابل شراء ذمم المسئولين عن التوزيع.

واللافت للنظر، هو نجاح المخابز فى بيع الخبز بسعر يعادل خمسة أو عشرة أضعاف سعر الرغيف المدعم، ولذلك يجب أن نقنن أوضاع الأنشطة التى يحتاجها السوق المصرى وحصرها ومنحها التراخيص اللازمة ومراجعتها، والأهم هو توفير المواد الخام اللازمة لها، كالدقيق والوقود للمخابز.

لقد أحجمت الشرطة عن دورها فى مراقبة وضبط السوق، مما أبرز الأزمات المتتالية، ولذلك يجب أن نتبنى جميعا حملة قومية واحدة تحت شعار غياب الشرطة = انهيار مصر، وأن نكرس الجهود لمساندة الشرطة وعودة دورها الأساسى فى المجتمع ولا ننساق وراء الادعاءات السائدة بأن الشرطة تبنى نفسها وتحتاج لسنوات لاستعادة دورها، لأن هذا القول يحمل بخبث مؤامرة لإسقاط الوطن فى الفوضى.

ملايين الأحكام التى تكتظ بها أروقة الأقسام لا تنفذ، مئات الآلاف من المشروعات التى قامت لا يعنى أحد بترخيصها أو متابعة أنشطتها، مئات الآلاف من المبانى على الأراضى الزراعية أصبحت عمارات شاهقة، لم يتعرض لها أحد، بخلاف الفوضى المرورية والإشغالات والمخدرات والسوق السوداء وتجارة الأسلحة، لا يمكن أن تستمر هذه الأوضاع دون التصدى لها وإلا فسوف يكون من الصعب ملاحقة كل هذه الخروقات القانونية فى المستقبل.

لن نقبل من السادة مديرى الأمن أى مبررات لعدم البدء فورا فى تنفيذ الأحكام ومراقبة الأسواق والضرب بإيدى من حديد على رأس كل من تسول له نفسة استغلال الأوضاع الحالية وفى قانون العقوبات من النصوص الرادعة ما يكفل الحماية والردع.