هناء المداح تكتب: اللى حضّر العفريت يصرفه

الأحد، 12 فبراير 2012 03:41 م
هناء المداح تكتب: اللى حضّر العفريت يصرفه صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ملعونة تلك الحرية التى تبيح لأصحابها ممارسة العداوة والتطاول والحقد والاعتراض دائماً وأبداً سواء بالقول أو بالفعل دون الاستناد إلى أدلة أو قرائن تدعم كل ذلك وتؤكده وتمنحه شرعية وأحقية!، وذلك لأهداف مشبوهة وخسيسة تتعدد وتختلف باختلاف المواقف والأمور والتى غالباً ما تكون إما بهدف الشهرة والحصول على منصب معين، وإما لزعزعة أمن واستقرار البلد - إذا كانت هذه الحرية الملعونة متجهة نحو السياسة!..

للأسف الشديد نحن نعيش فى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وانقلبت الموازين رأسا على عقب، فأصبح الصالح طالحاً والطالح صالحاً، وصارت الحرية والديمقراطية رداء مَن لا رداء له، ونسى أو تناسى الكثيرون المعنى الحقيقى والأصح للحرية وهو ببساطة شديدة: "أنت حر ما لم تعصِ الله" وفى قول آخر: "أنت حر ما لم تضر"، فلا ينبغى أن تضر بحريتك أحداً ولا يجب أن تجور على حق الآخرين بفرض سطوتك ورأيك عليه مهما كانت درجة إيمانك واقتناعك به.

رغم الكثير من الإيجابيات والمكاسب التى حققتها بفضل الله ثورة الخامس والعشرين من يناير إلا أن ثمة مصائب فى صورة أشخاص ركبوا موجة الثورة ونسبوا أنفسهم عنوة للثوار وهم مجموعة من الشباب الذين هبطوا علينا فجأة من براشوت سيئ السمعة والصُنع دون سابق إنظار والذين يطلقون عليهم خطأ "ناشطات ونشطاء سياسيون"، حيث يصرون دائما على فرض وصايتهم علينا وكأننا لم نبلغ سن الرشد بعد، يتحدثون باسمنا دون تفويض من أى منا، رافعين شعار:

"كل ما تسب أكثر.. فرصتك فى الشهرة تكبر"!.. فهم لا يجدون حرجا أو مانعاً من أن يسبوا ويقذفوا ويخوِّنوا أى أحد فى أى مكان وأى وقت بحق أو بدون حق وحبذا لو كان من رموز وعلماء الدين الأجلاء الأفاضل الذين يحظون بثقة وحب الكثيرين فى الداخل والخارج - أحسبهم على خير ولا أزكيهم على الله - والذين يحملون القرآن الكريم وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، ويعملون على إعلاء كلمة الحق ونشر الإسلام بكل ما أوتوا من وسائل كى يرفعوا رايته التى يأبى الكثيرون ألا تُرفَع، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..

وعلى طريقة اللى حضر العفريت يصرفه، أطالب جميع وسائل الإعلام المختلفة التى صنعت من هؤلاء نجوما وأبطالا مزيفين وصدعتنا بأخبارهم وبكل كلمة يقولونها أو يكتبونها فى أى موضع، أن يتجاهلوهم لنرتاح جميعا ويقضوا على هذه الظاهرة الخطيرة ، فلا يجب أن نحمل هؤلاء الشباب الضالين المضللين المسؤولية كاملة عما آلوا إليه من انفلات وتخبط وغوغائية وفوضى واضحة للقاصى والدانى، فالعديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التى تبحث دائماً عما هو مثير ومربح تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية لإصرارها على تلميعهم وفرضهم على الشعب المصرى عنوة عن طريق نقل سبابهم الدائم وأخبارهم التى لا تهم أحدا سواهم دون الاكتراث بعواقب نشر هذه الترهات والأكاذيب والألفاظ البذيءة المسيءة ومدى تأثيرها السلبى على من يُسَب ويُنتهَك عرضه بأقذع الشتائم، وعلى أفراد المجتمع كله الذين وجدوا أنفسهم فجأة وبدون رغبة منهم مُجبَرين على تلقى ومتابعة كل هذه القذورات التى باتت تلاحقهم أينما حلوا، الأمر الذى أكسب هذه الفئة شهرة واسعة لا يستحقونها وأصابهم بالهوس والعُجب والغرور وحب الذات وجعلهم دون استحقاق فى بؤرة الأحداث دون داعٍ!!..

أيها المسيئون لأنفسكم ولذويكم قبل أن تسىء لأى أحد.. الثورة المجيدة والثوار الحقيقيون برآء منكم ومن أفعالكم الدنيءة التى تهدفون من وراءها إلى تهييج وإثارة الشعب وإسقاط هيبة الدولة وتلويث الثورة وتشويه وتقبيح صورتها الجميلة التى انبهر بها العالم كله لتحقيق مآرب خسيسة يعلمها كل ذى رؤية ثاقبة وعقل راجح، كفاكم إثارة وتهييجاً ونفخاً فى الرماد، إما أن تقولوا خيرا أو اسكتوا يرحمكم الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة