يسأل أحد القراء، هل يمكن أن تصاب العين بالأورام؟ وما هى أنواعها ؟
يجيب الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون مدير مستشفى دنيا العيون قائلاً : تعتبر الأورام الصبغية من أشهر الأورام السرطانية التى تصيب الجلد وتمثل العين ثانى أشهر مكان لها، حيث تنشأ من الخلايا الصبغية بمشيمة العين "القزحية – الجسم ألهدبى – المشيمة" ومن المعروف عن الأورام السرطانية قابليتها للازدياد فى الحجم، وقدرتها على الانتشار خارج العين لتظهر فى أماكن أخرى بالجسم "مثل الكبد والرئة" ولذلك يجب علاجها فورا وبدون تأخير.
ويقول الدكتور إيهاب أن نسبة حدوث المرض فى ذوى البشرة البيضاء 6 فى المليون سنوياً، أما فى ذوى البشرة السوداء فالنسبة واحد فى المليون، ونؤمن أن معدلات حدوثها فى الشرق الأوسط ليست بالقليلة، ويصيب المرض عينا واحدة فى معظم الأحيان، والمرض غير متوارث، ولا ينتقل من جيل إلى جيل، كما أنه لا ينتقل إلى المخ.
وتظهر الأعراض عامة عندما يشتكى المريض من ضعف الإبصار أو فقدان لجزء من مجال الإبصار لعين من عينيه يكتشفه بالصدفة، وقد يشتكى المريض من انبعاج فى الصورة أو نقاط سوداء فى مجال الإبصار، وفى بعض الأحيان ينتج التدهور فى النظر من استجماتيزم مفاجئ "عدم انتظام فى انكسار العين" أو مياه بيضاء محدودة أو ارتفاع فى ضغط العين، وعند عرضه على استشارى العيون قد يلاحظ الطبيب الورم خلف الشبكية، ويجب تدوين شكله وحجمه ومكانه بواسطة الفحص بمنظار العين غير المباشر أو المصباح الشقى.
ويتم عمل رسم تفصيلى بمكان الورم وصفاته وحجمه، ويحتاج الطبيب لإجراء بعض الاختبارات لمعرفة حجم الورم، وتأكيد التشخيص، مثل الموجات الصوتية على العين، وتصوير قاع العين، وعمل أشعة بالصبغة على العين، وتعتبر هذه الاختبارات آمنة على المريض.
وهى أيضاً مهمة للتفرقة بين الأورام المختلفة لمشيمة العين، والتى منها الأورام الدموية الحميدة والأورام المنتقلة من مناطق أخرى بالجسم، وهى تختلف فى صفاتها عن طريق الموجات الصوتية أو الأشعة بالصبغة عن الأورام الصبغية السرطانية بمشيمة العين.
وفى بعض الأوقات قد يحتاج المريض لعمل أشعة مقطعية أو أشعة رنين مغناطيسى على العين، كما يجب الاطمئنان على عدم انتشار الورم فى أى مكان آخر بالجسم مثل الكبد والرئة.
ويقول الدكتور إيهاب: إنه برغم صعوبة الخبر إلا أن التشخيص المبكر للورم يعتبر سبيلاً للتغلب عليه وعلاجه جذرياً.
أما بالنسبة للعلاج، ففى الماضى كان استئصال العين هو الوسيلة الوحيدة لعلاج أورام المشيمة؛ لمنع انتشار المرض فى العين والحجاج، أو خارج العين، وتبين بمرور الوقت أن استئصال العين أو علاج الورم مع المحافظة على العين لهما نفس التأثير الإيجابى على منع انتشار الورم خارج العين فى معظم الحالات، وأن علاج الورم موضعى مع المحافظة على العين، حتى لا تزيد من نسبة انتشار الورم، ومن هنا يفضل معظم أطباء العالم المتخصصين فى أورام العيون المحافظة على العين وعلاج الورم موضعياً بدون استئصال العين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة