مصطفى الضعيفى يكتب: فكوا الحصار عن بورسعيد

الأحد، 12 فبراير 2012 04:48 م
مصطفى الضعيفى يكتب: فكوا الحصار عن بورسعيد ذكرى 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أخبرنى أحد أقاربى أنه قد سمع وهو قادم من منطقة قريبة من رمسيس أن سيارات أجرة وملاكى تم تحطيمها فى منطقة رمسيس، وأن هذه السيارات يملكها سائقون من بورسعيد، يعملون فى نقل الركاب من بورسعيد إلى القاهرة، وأن من قام بتحطيمها هم بعض المواطنين من القاهرة، اعتراضاً منهم على مجزرة بورسعيد، واعتقاداً أن أهل بورسعيد كافة قد شاركوا فى ذبح 74 من جماهير الأهلى، عندما سمعت هذه الرواية للوهلة الأولى كنت أعتقد أنها شائعة، فالمصريون بطبيعة الحال يميلون إلى صنع الشائعات وترويجها.

لكن مع تنامى الحديث فى الإعلام حول هذه المشكلة، والاستغاثات والشكاوى من أهل بورسعيد، بأن هناك حصارا مفروضا عليهم، بعدم التعامل التجارى معهم، والأدهى من ذلك وأمر هو التعرض بالضرب والأذى لكثير من أهل بورسعيد الذين يعيشون أو يعملون خارج بورسعيد، وخاصة فى القاهرة، حتى اضطر النائب البورسعيدى البدرى فرغلى أن يستقل سيارة أجرة تحمل لوحة القاهرة وليس لوحة بورسعيد، خوفا من الفتك به هو وسائق السيارة، إذا علم المواطنون فى القاهرة أنهما من بورسعيد.

عندما أرى هذه المشاهد المأساوية، أتسأل لماذا نحمل أكثر من 600 ألف نسمة هم تعداد سكان محافظة بورسعيد مسئولية ما فعله شرذمة من البلطجية، وكلنا يعلم علم اليقين من الذى دفع لهم وحرضهم، لكى يذبحوا شباب مصر، ولا أقول شباب ألتراس أهلاوى، فهناك الكثير من أهل بورسعيد من يشجع النادى الأهلى، وقد كان فى الإستاد ضمن الجماهير التى ذهبت لتشجع النادى الأهلى وقد قُتل بعضهم ضمن من قُتل فى إستاد بورسعيد.

دعونا نفكر بعقلانية فى هذه المجزرة، لماذا حدثت الآن بالذات، وعلى مر السنوات كان هناك تعصب بين جماهير الأهلى وجماهير المصرى البورسعيدى، ولم يتعد ذلك تحطيم السيارات التى يستقلها اللاعبون، والرشق بالحجارة أو بكراسى الإستاد والزجاجات الفارغة بعد المباراة، بل أكثر من هذا كلنا اتهمنا جماهير الجزائر فى مباراتنا معهم فى تصفيات كأس العالم التى أقيمت فى السودان بأنهم همجيون ومجرمون، وعلى الرغم من هذا كله لم يقتلوا مصرياً واحداُ، إن هذه المجزرة التى راح ضحيتها عشرات الأبرياء، لم تحدث من قبل لا فى مصر ولا العالم بأسره.

إذا أردنا أن نعرف الجانى دعونا نطلع على علم الجريمة، فهناك قاعدة فى علم الجريمة تقول أبحث عن المستفيد من الجريمة لكى تعرف الجانى، وبالطبع ليس هناك من مستفيد مما حدث سوى أذناب نظام مبارك المخلوع الذين كانوا ينهبون أموال الشعب المصرى نهباً، بلا رقيب أو حسيب، والذين أصبحوا بعد الثورة مُحجمين لا حول لهم ولا قوة، ولا يستطيعون أن يفعلوا ما كانوا يفعلونه قبل الثورة.


كما أن يوم المجزرة كان يوافق الذكرى الأولى لموقعة الجمل، وكيف أن شباب مصر انتصر بفضل الله على البلطجية الذين أُرسلوا من جانب أذناب الحزب الوطنى، لكى يقضوا على الثوار ويُنهوا ثورة الخامس والشعرين من يناير، فلذلك كانوا يريدون أن يبعثوا بهذه المجزرة كرسالة لنا، بأنهم مازالوا فى أوكارهم، لم يبرحوها بعد، وأن الفجائع والمجازر ستتوالى علينا منهم إذا لم نقبض عليهم ونطهر مصر منهم، إلى جانب أن ألتراس أهلاوى شارك فى الثورة، وكان له دور مؤثر فيها، فكانوا يريدون أن يعاقبوه على هذا، ويوجهون له إنذاراً بعدم المشاركة فى أى مظاهرات أو اعتصامات.

أما عن دور وزارة الداخلية فى تلك المجزرة، فكلنا شاهدنا الأمن المركزى يقف فى داخل الإستاد مثلنا مشاهداً وكأنه ليس متواجدا للحماية والتأمين، بينما البلطجية يغزون الملعب، ويذبحون جماهير النادى الأهلى،و يُلقون بهم من مدرجات الإستاد.

كما أن هناك من أغلق بوابة الخروج لجماهير الأهلى وهناك اتهام للأمن بأنه من فعلها، وأن الأمن أطفأ الأنوار مباشرةً بعد نهاية المباراة، ليسهل على البلطجية القيام بالمجزرة، إلى جانب أنه ترك البلطجية يدخلون الإستاد بلا تفتيش، أو حتى التحقق من التذاكر، بل والأدهى من ذلك أن يدعهم يدخلون بأسلحتهم من السنج والمطاوى والشماريخ، لكى يعملوها فى الضحايا الأبرياء، لكن هل هناك ترتيب مسبق بين أذناب نظام مبارك المخلوع ووزارة الداخلية لكى تحدث هذه المجزرة، فهذا ما ستكشف عنه تحريات النيابة.

وماذا عن الشرطة العسكرية التى تغيبت عن تأمين هذه المباراة، وقد عهدناها مشاركة فى تأمين المباريات بجانب الأمن المركزى، والغريب أنها سارعت بالمجئ إلى إستاد بورسعيد بعد حدوث المجزرة، فلماذا لم يكن منذ البداية وقبل حدوثها، كل هذه أسئلة تحتاج إلى تحريات وإجابات لكل هذه التساؤلات المشروعة.

فى النهاية أدعو أهلى من القاهرة وبقية ربوع مصر إلى إعمال العقل الذى كرمنا الله سبحانه وتعالى به، وألا نظلم أهل بورسعيد الذين لم يكن لهم أى دور فى هذه المجزرة، بل على العكس تماما، فهم من تبرعوا بدمائهم لإنقاذ الضحايا، وهم من نقلوا المصابين إلى المستشفيات، فلا يجوز أن نقيم عليهم حصار فى قوت يومهم، وأن نجوعهم ونعتدى على حقوقهم بلا أى ذنب اقترفوه، أو جرم فعلوه، بينما نترك رأس الأمر المجرمين الذين دفعوا إلى البلطجية وحرضوهم على ذبح أبنائنا وشبابنا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة