إن كنت زرت شارع المعز لدين الله الفاطمى منذ أعوام فلن يفارقك الشعور بالحسرة وأنت تتجول فى الشارع الأثرى اليوم، بعد أن اختفت ملامحه كلياً عما كان عليه، بعد ترميمه وافتتاحه كأكبر متحف مفتوح، بسبب الغياب الأمنى، وأصبح أقدم شوارع القاهرة مهددا بالاغتيال كل يوم، مع مرور سيارات نقل وتحول ساحات المساجد الأمامية إلى موقف سيارات مفتوح وكافيتريات عشوائية تشوه شكل أول متحف مفتوح فى العالم للآثار الإسلامية، وما يقوم به البلطجية من ترويع لأهالى الشارع، وإطلاق النار يوميا، وأخيرا شبكة الصرف الصحى التابعة لمنطقة الأزهر والتى تسبب انسدادها مساء الجمعة الماضى فى غرق الشارع بأكمله بما يضم من مناطق أثرية فى مياه المجارى.
محسن السيد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الدولة لشئون الآثار قال لـ"اليوم السابع" إن الوزارة تعمل جاهدة على عودة الأمن والانضباط فى الشارع، موضحا أنه أصدر أوامره للعاملين هناك بإغلاق البوابات ومنع دخول السيارات إلى الشارع، الذى تم ترميمه وتصميمه بحيث يكون شارعا أثريا للمشاة فقط، ومنعت السيارات من دخوله لأنها ستؤثر على الشارع وبنيته التحتية التى تم تجديدها بالكامل وقت ترميم الشارع، مضيفا أنه تم ترميم أيضا شبكات الصرف الصحى، موضحا أن ماسورة المجارى المنفجرة مساء الجمعة هى الماسورة الرئيسية لمنطقة الأزهر والجمالية، لكنها أغرقت الشارع بأكمله، لدرجة أن مياه الصرف الصحى تسربت إلى ساحة مسجد قلاوون، موضحا أنه تم شفط المياه من الشارع وقامت الوزارة بغسل المسجد تماما والشارع أيضا من الخارج.
من جانبه قال جمال السيد، مدير منطقة الجمالية الأثرية ورئيس إدارة القاهرة التاريخية، إن الشارع يعانى أكثر مما هو مجرد انفجار ماسورة صرف صحى، موضحا أنه منذ أيام قام مجموعة من البلطجية بإطلاق النار على قسم شرطة الجمالية، كما يعانى الشارع من انتشار البلطجية ليلا نهارا، والجميع فى الشارع سواء الأهالى أو أفراد الأمن التابعين للآثار ومهمتهم حماية المناطق الأثرية يعيش فى حالة رعب مستمرة.
وأضاف السيد أن مشكلة الصرف الصحى معقدة جدا لأن وزارة الآثار قامت بتجديد كافة شبكات الصرف الصحى فى الشارع وتقوم بالمثل فى شارع الجمالية الذى يتم ترميمه حاليا، لكنها لن تستطيع تغيير شبكات الصرف الصحى فى المناطق المجاورة للشارعين لأن هذا أولا فى غير اختصاصاتها، وثانيا الوزارة لا تمتلك ميزانية تكفى، موضحا أن ترميم ماسورة واحدة تتكلف حوالى مليون و200 ألف جنيه، وهو ما دفع الوزارة لإبلاغ وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة بهذه المشكلة لحلها، خاصة أن هذه الشبكات تم عملها عام 1960، لذا يجب ترميمها وفى حالة عدم القيام بذلك وتجديد الشوارع دون إحلالها وتركيب غيرها ستؤدى لكارثة بعد عام واحد.
وعن مشكلة دخول السيارات إلى الشارع قال السيد إن أفراد الأمن لا تستطيع القيام بعملها لأن البلطجية منتشرون فى الشارع، وكلما حاول أفراد الأمن منع دخول السيارات أو غير ذلك، يشهر البلطجية السلاح فى وجههم ولا نستطيع التدخل، وفى النهاية وجه السيد استغاثة لوزارة الداخلية بضرورة وجود أمن فى الشارع يحل أزمة البلطجة، كما استغاثة أخرى لوزارة الإسكان والمحافظة بضرورة تجيد البنية التحتية وشبكات الصرف الصحى للمناطق الأثرية لعدم حدوث كارثة.
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب بلدي واخاف عليها
فين الشباب
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن
اين الانسان المصرى