ربيع الشيخ

ذكرى استشهاد البنا.. دماء زكية أشعلت ثورة

الأحد، 12 فبراير 2012 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تاريخ الشعوب نماذج بشرية رائدة تكون بمثابة المثل الأعلى والقدوة الحسنة للأجيال، ومن هذه النماذج الطيبة، فضيلة الإمام الشهيد حسن البنا، فهو عالم فذ ضرب بكل سهم فأصاب، إذا أردت أن تعرف فيه سنه حيرك هذا؛ لأنك ستجد فيه حماس الشباب وحكمة الشيوخ، وإقدام الأبطال، وعلم العلماء، إنه صاحب الرأى الصائب، والقول السديد، والعلم الصحيح.

ولد حسن البنا بالمحمودية- محافظة البحيرة فى شعبان 1324هـ أكتوبر 1906، والده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا من العلماء العاملين، وله عدة مصنفات فى الحديث الشريف من أهمها "الفتح الربانى لترتيب مسند الإمام أحمد".

بدأ حسن البنا اهتمامه بالعمل الإسلامى فى سن مبكرة، أشتغل بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والدعوة إلى الله، وكان محبوبا بين زملائه فى المدرسة، فأنشأ معهم "جمعية الأخلاق الدينية" وبعدها "جمعية منع المحرمات" كما شارك فى ثورة 1919 وهو فى الثانية عشرة من عمره.

تخرج البنا فى دار العلوم عام 1346هـ (1927)، وكان ترتيبه الأول، وبعد نجاحه بشهور عين مدرسا بمدينة الإسماعيلية، وبدأ بنشر الدعوة الإسلامية فى تجمعات الناس فى المقاهي، وقد امتاز بحسن عرضه وقدرته على الإقناع.

تميز بقدرته على تجاوز الإخفاقات التى تسود المجتمع الإسلامي، وكان ينصح زملائه بالتماس الأعذار لبعضهم.

تعاهد مع ستة نفر من إخوانه على تكوين أول نواة لجماعة الإخوان المسلمين فى شوال 1346هـ آذار 1928م، وكانت البداية فى الإسماعيلية.

فى عام 1351هـ– 1932م، نقل إلى القاهرة، وكان لذلك أثر كبير على الدعوة، حيث أخذت طوراً جديداً، وأسس المركز العام بالقاهرة ، حرص الإمام البنا أن تكون دعوته غير إقليمية فى حدود مصر، ولذلك فإنها امتدت إلى الكثير من أقطار العالم العربى والإسلامى ، امتاز حسن البنا بكثرة ترحاله داخل القطر المصرى لنشر الدعوة، وربط الإخوان بها وربط أجزاء الدعوة ببعضها.

رحم الله الأستاذ البنا فقد كان يتصف بالخلق الفاضل والأدب الجم والتواضع والزهد والبساطة فى المظهر، والإقبال على الطاعة وكثرة التلاوة، وإدمان القراءة والاطلاع فى الموضوعات القانونية والشرعية والفقهية والروحية، والانشغال الكامل بقضايا الإسلام والمسلمين، والتصدى لطواغيت الأرض الذين خربوا البلاد وأذلوا العباد وسعوا فى الأرض الفساد.

كان البنا بحسب وصف من عايشوه طاقة هائلة، وحيوية متدفقة لا يكل ولا يمل ، وكان ذو حس مرهف وقلب رقيق، وكان حياؤه يجلعه يؤثر الصمت فى بعض المواقف ، وكان من العلماء الذين يزينهم التواضع والبساطة فى المظهر والملبس والحديث والمعاملة ، و كان مفوها ولبقا فى حديثه، ويأخذ بمجامع القلوب بما آتاه الله من فصاحة وبيان وتسلسل فى الأفكار والمعلومات .

رحم الله الإمام الشهيد حسن البنا، فمن الناس من يكرس حياته للمال، ومنهم من يكرس حياته لشهوة أومتعة، وقليل من هؤلاء الناس من يعيش فى سبيل الله حتى يلقاه، وكما يقول الشيخ الغزالى "شىء جميل أن تموت فى سبيل الله، لكن الأجمل منه أن تحيا فى سبيل الله"، ولقد عاش الأستاذ البنا فى سبيل الله داعيا وفقيها ومربيا، وشاء الله أن يقبضه إليه بعد إعلان النقراشى حل جماعة الإخوان المسلمين فى 9 ديسمبر 1948م، ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها فى اليوم التالي، وهم الإمام حسن البنا أن يدخل السجن مع إخوانه فمُنع من ذلك ، وترافع عن قرار الحل أمام مجلس الدولة أربع ساعات مبينا حقيقة المؤامرة على الجماعة، والتى دبرت فى ثكنات الاستعمار بمعرفة القصر،وقبل الاعتقال بعدة أيام صادروا سيارته، واعتقلوا السائق وسحبوا السلاح المرخص، وقبض على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه فى تحركاته .
وفى 12 فبراير 1949م، وقع حادث الاغتيال، ولفظ الشهيد أنفاسه فى الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، ولم يعلم أهله بذلك إلا فى الثانية صباحا ، وكانت إصابة الشهيد تحت الإبط، ولم تكن خطيرة، شهد بذلك الأطباء الذين شاهدوه، وهو يدخل المستشفى، وقتل حسن البنا داخل المستشفى بأوامر من القصر،ولم تسمح الدولة بخروج أحد من الرجال فى جنازته، فحملتها النساء، ولكن مكرم عبيد باشا القبطى عارض الحكومة وانضم إلى عائلة البنا فى جنازته.
رحم الله الأستاذ البنا، وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به على خير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة