قامت الثورة ضد أركان الظلم والفساد، ونجحت فقد أتتهم بغتة، وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف فى قلوبهم الرعب، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وتكسرت أمواج الظلم على صخرة الحرية، ومن اللحظات الأولى للثورة، والتى أعلنت عن سلميتها، ولم نر إحراقا ولا تدميرا إلا فى قلاع الظلم، ولكن أيضا بأيدى الفاسدين، فقد خربوا بيوتهم وأماكنهم بأيدهم، وهذا سمة حكمهم، فلقد سفكت دماء الأبرياء طوال حكمهم، ونشروا الفرقة والإرهاب بين جموع الشعب، معتنقين المبدأ الميكافيلى "فرق تسد"، ومنذ قيام الثورة إلى الآن ونحن نرى نشرا للفرقة، وإرهابا للشعب، وقتلا للأبرياء، ونزيف الدم المستمر، واختلط الثوار بغيرهم ممن لبسوا قناع الثوار، ولم تعد تفرق بينهم، فلقد لبس الباطل ثوب الحق، واندسوا بينهم، وهم أيضا من جموع الشعب المصرى، والذى كان ضحية أيضا للنظام السابق، وإذا نظرنا إلى من كانوا ثوارا أو بلطجية مندسة، كلهم مصريون، وكلهم ضحية للنظام الفاسد السابق، وسواء كان منهم من يقبض ثمن وقفته فى الثورة، أو من يقف بلا ثمن، إلا أنهم عامة، وقود الثورة، وقوتها الدافعة، وما يعلم جنود ربك إلا هو، ولابد أن نعرف جيدا، مهما مكر الماكرون والمتامرون وأعداء الثورة على إطفاء شعلة الحرية، فسيجعل الله تدبيرهم فى تدميرهم "إن ربك لبالمرصاد"، و"يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، ولذا فإن موقفنا من الثوار ايا كانت انتماءاتهم، وإيا من كان يقف وراءهم، سواء من الداخل والخارج، لابد أن يكون موقفا مقويا لهم لأنهم فى النهاية ضحايا لنظام فاسد، وهم من يدفع الثمن من دمائهم، وأن تكون وقفتنا للجلاد والظالمين والقلة التى تدبر وتخطط، وإذا كان المنفذون قد لبسوا الأقنعة ولم نعد نفرق بين الصالح والطالح، ولكى نميز بين الخبيث والطيب، لابد أن نخصص أماكن خاصة للتظاهر، ولابد أن نبحث عن الأسباب التى قامت من أجلها الثورة، لقد قامت من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية، فهل تحققت!!! وإذا لم تتحقق لماذا نعجب من استمرار الثورة، وقد قلنا إن الثورة مستمرة، فلن يكون استمرار الثورة بالكلام والشعارات، على الرغم من سخونتها، التى تكون محل نقض، نتيجة ما يتخلف عنها، من استمرار نزيف الدم، ولكن يجب أن نتذكر أن أبو بكر- رضى الله عنه - قد شن الحرب على المرتدين لمنعهم الذكاة، فإذا أردتم وقف نزيف الدم من قبل الثوار الآن فليتم نقل الظالم الطاغية مبارك الآن إلى مستشفى سجن طره، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها من بقايا أذرع النظام السابق، وإنهاء الأزمات المفتعلة مثل أزمة البوتاجاز والبنزين، تطهير السلطة التنفيذية من بقايا النظام الفاسد، فهناك أزمة ثقة بين الثوار وبين بقايا النظام الذى مازال منتشرا فى جوانب السلطة، والتى تتسم خطواته بالبطء لتحقيق أهداف الثورة، وهذا ما يعظم من مخاوف الثوار، بحدوث ارتداد وتنكيس للثورة، وهذا ما يؤدى إلى رفع شعلة الثورة باستمرارلتحقيق أهدافها.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة